مازلنا نتذكر وبأسف الدور الذي لعبته إسبانيا في قضية المدعوة أمينة حيدر، إذ بين عشية وضحاها أصبحت امرأة واحدة هي الهم الشاغل لإسبانيا كلها حكومة وشعبا، فكانت قضيتها كل يوم تتصدرعناوين الأخبار الإسبانية، بينما لم تهتم الحكومة الإسبانية ولا الإعلام الإسباني ولا حتى الفعاليات المدنية والمنظمات الحقوقية في إسبانيا بمسألة مصطفى سلمى ولد سيدي مولود. فما هو يا ترى سبب السكوت الإسباني حكومة وإعلاما، وهل لعب البترول والغاز الطبيعي الجزائريين دورا في هذا الأمر، وما سر هذه العلاقة الساخنة بين المغرب وإسبانيا حيث ما إن تنتهي مشكلة بين الطرفين حتى تبدأ مشكلة أخرى هل هي حرب باردة بين المغرب و إسبانيا أم مجرد سحابة غائمة وستمر من دون أن تحدث أضرارا أو مشاكل ؟ لبرهة عندما نسمع التصريحات التي يدلي بها المسئولون الإسبانيون والتي تؤكد مدى عمق و قوة العلاقة بين البلدين، وأن المغرب بلد وجار مهم بالنسبة لإسبانيا، يتخيل إلينا أن إسبانيا تحب المغرب وأن العلاقة بين البلدين جيدة. فهل هذا الأمر صحيح أم لا ؟ إن الجواب للأسف هو لا، فهذه التصريحات لا تخرج عن الدبلوماسية أو النفاق السياسي، حيث يقتضي الأمر أن أي دولة فيها مصلحة إقتصادية أو سياسية يجب التعامل معها بدبلوماسية شديدة وود واحترام، ولا يخفى على أحد أن إسبانيا قد اخترقت الاقتصاد المغربي بجميع مجالاته بقوة... ولهذا فإن الحكومة الإسبانية لا تتجرأ على إزعاج المغرب، وتحرص دائما على حل والقضاء بصفة مؤقتة على أي مشكلة تقع بين الطرفين، وهنا نجد أن المغرب أيضا قد استفاد من التغلغل الإقتصادي لإسبانيا في المملكة، فأصبح يقدم تسهيلات كبيرة للشركات الإسبانية وهذه التسهيلات على ما يبدو ليست مجانية. للأسف، لا توجد دولة في العالم لديها مشاكل كثيرة مع جيرانها كالمغرب، لم يكن المغرب محضوضا من ناحية الجيران، حيث لدينا جاران : جار شرقي وجار شمالي، الأول أسوأ من الثاني، الجار الأول يدعم وبشدة أطروحة المنفصلين، فتجده يؤيهم ويدفع لهم من مال الشعب الجزائري لكي يشتروا به السلاح، بل يزيد على ذلك بشراء مواقف بعد الدول بالبترول والغاز الطبيعي. [email protected]