أفردت الصحف الصادرة، اليوم الأربعاء، بأمريكا الشمالية، أبرز عناوينها الرئيسية لاحتجاجات الغضب التي عمت جميع أرجاء الولاياتالمتحدة ردا على قرار عدم متابعة الشرطي المسؤول عن مقتل شاب من أصول إفريقية، ولتعيين خلف لتشاك هاغل على رأس وزارة الدفاع الأمريكية، إضافة إلى التدابير التي اعتمدتها حكومة كيبيك لاستعادة التوازن المالي. وفي هذا الصدد، كتبت صحيفة (نيويورك تايمز) أنه "تم تعزيز الإجراءات الأمنية بمدينة فيرغوسون" وأن "الوضع لا يزال متوترا وغير آمن " بعد القرار الذي أصدرته، أمس الاثنين، هيئة المحلفين الكبرى بعدم متابعة الشرطي الأمريكي الأبيض الذي قتل في أوائل شهر غشت الماضي شابا أسودا غير مسلح في ضاحية سان لويس (ميسوري، وسط). وأضافت الصحيفة أن الوضع يبدو تحت السيطرة، مشيرة إلى أنه تم نشر 2200 عنصر من الحرس الوطني، في ليلة الثلاثاء، بالضاحية الصغيرة لسانت لويس، التي يقطنها 21 ألف نسمة، لمنع حدوث أعمال النهب وإشعال الحرائق مرة أخرى . وفي نفس السياق، نقلت صحيفة (واشنطن بوست) عن قوات الأمن، أنه بالرغم من نشر قوات الحرس الوطني، فإنه تم تحطيم نوافذ مقر مجلس المدينة وإحراق سيارة للشرطة، كما أن المتظاهرين رشقوا أفراد الشرطة بالحجارة والزجاجات الحارقة. ونقلت الصحيفة عن رئيس شرطة سانت لويس، جون بلمار، قوله، إنه تم اعتقال 44 شخصا، وأن "الأمور تتطور نحو الأفضل"، مشيرة إلى انتشار قوات الحرس الوطني بالمدينة التي شرعت في تقييم الأضرار التي لحقت بها. وأضافت الصحيفتان أن المظاهرات بدأت تنتشر في الولاياتالمتحدة خاصة بأهم المدن الكبرى كلوس أنجليس ونيويورك وبوسطن، وذلك بالرغم من عودة الهدوء إلى مدينة سانت لويس، مشيرة إلى نزول المتظاهرين خاصة الشباب إلى الشوارع. وتحت عنوان (رجل شرطة ينعم بالأمن بينما الغضب يعم البلاد)، كتبت صحيفة (لابريس) الكندية أن قرار عدم ملاحقة الشرطي المسؤول عن مقتل الشاب الأسود أحدث شرخا بمدينة فيرغوسون، وأدى إلى انطلاق احتجاجات في العديد من المدن الأمريكية. وأضافت أن ضابط الشرطة دارين ويلسون، الذي قتل الشاب من أصل إفريقي، مايكل براون، أكد في مقابلة مع شبكة (أ بي سي)، أنه لن يغير الطريقة التي تصرف فيها يوم 9 غشت عند لقائه مع الضحية الشاب. وذكرت الصحيفة أن الاحتجاجات التي وقعت ليلة الاثنين بمدينة فيرغيسون أدت إلى إحراق العشرات من المباني واعتقال 61 شخصا بتهمة النهب والحيازة غير المشروعة للأسلحة النارية والتجمهر غير القانوني، بالرغم من نداء التزام الهدوء الذي وجهه الرئيس باراك أوباما، مشيرة إلى تنديد محاميي عائلة براون بقرار هيئة المحلفين معتبرين عدم توجيه الاتهام لضابط الشرطة تتويجا لمحاكمة "غير عادلة" منذ بدايتها إلى نهايتها. وحسب الصحيفة، فإن التمييز الممنهج الممارس بمدينة فيرغسون التي يشكل السود 70 بالمئة من سكانها، شكل قاعدة للمظاهرات التي انطلقت بعد مقتل مايكل براون قبل أن تشتعل مرة أخرى بعد إعلان قرار هيئة المحلفين، مشيرة إلى أن الاحتجاجات تدل على الطريق الصعب الطويل لتضميد جراح العبودية وطي صفحة تاريخ طويل من العنصرية المؤسساتية. ومن جانبها، كتبت صحيفة (لو دروا) الكندية أن أحداث الشغب التي أعقبت الإعلان عن قرار هيئة المحلفين الكبرى تبرئة الشرطي الذي أطلق النار على الشاب الأسود كانت متوقعة، مضيفة أن السلطات نشرت العديد من قوات الأمن من أجل تهدئة غضب السكان. وأشارت الصحيفة إلى أن الحادث المحزن يأتي نتيجة الصراع التاريخي العرقي إذ يوجد مرة أخرى ضحية أسود في مواجهة شرطي أبيض، مبرزة أن الحكم أثار لدى السكان الأمريكيين من أصل أفريقي الشعور بأن العدالة ليست عمياء في بلدهم كما يجب أن تكون، مما يدعو، في نظرهم، إلى التساؤل حول مصداقية النظام القضائي بالولاياتالمتحدة. من جهة أخرى، اهتمت صحيفة (بوليتيكو.كوم) الالكترونية بالشخصية التي ستخلف وزير الدفاع السابق، شاك هاغل، على رأس البنتاغون، متسائلة عن الشخصية المتحفزة لتحمل مسؤولية الدفاع خاصة بعد إعلان شخصيتين عن انسحابهما من سباق الترشح للمنصب. وأشارت الصحيفة إلى أنه من بين الأسماء التي كانت مرشحة بقوة لمنصب وزير الدفاع وأعلنت انسحابها، هناك ميشيل فلورنوي، مساعدة سابقة لوزير الدفاع، وجاك ريد، السيناتور الديمقراطي عن رود أيلاند، وعضو سابق في وحدة النخبة للمظليين الذي أعلن عن "عدم رغبته في تقلد منصب وزير الدفاع أو أي منصب آخر". وفي كندا، كتبت صحيفة (لو دوفوار) أن رئيس مجلس الخزينة في كيبيك، مارتن كواتو، يواصل عملية إعادة هيكلة الجهاز الحكومي حيث أعلن مؤخرا عن تقليص عدد الموظفين بنسبة 2 بالمئة، مشيرة إلى أن كوتوا يستعمل، كسابقيه على رأس الخزينة، ألفاظ "التحديث" و"التجديد" و"الإنتاجية" و"الكفاءة"، ولكنه يتطلع، في الواقع، إلى تقويم المالية العمومية وبلوغ عجز في حدود الصفر. وأضافت الصحيفة أن حذف 1150 منصب شغل بالوظيفة العمومية من بين 60 ألف منصب لا يبدو مهولا أو دراماتيكيا، ولكنه إذا أضيفت إليه نسبة 2 بالمئة من عدد المناصب العمومية التي أعلنت عن حذفها الحكومة عند وصولها إلى السلطة، وفي سياق التقشف الحالي، فإن تقليص عدد الموظفين سيؤدي في نهاية المطاف إلى تقليص الخدمات التي يتم تقديمها إلى دافعي الضرائب سواء من حيث الجودة أو الكمية. وأشارت الصحيفة إلى أنه بالرغم من أن كواتو يفسر عملية تخفيض عدد الموظفين بأنها ضرورية لتحديث أجهزة الدولة، إلا أن المشروع في حقيقته يقدم نظرة عن الآفاق المستقبلية التي تخططها الحكومة للمرفق العام وذلك في الوقت الذي تستعد فيه لإطلاق المفاوضات حول الاتفاقيات الجماعية في القطاع العام، مضيفة أن الموظفين يعانون منذ عدة سنوات من التخفيضات المتعاقبة في الميزانية التي انعكست على أجورهم التي تقلصت بنسبة 8 بالمئة عن مثيلتها بالقطاع الخاص. وتحت عنوان "الدولة تخضع لحمية قاسية"، كتبت صحيفة (لوسولاي) أن حكومة كويار انتقلت من الأقوال إلى الأفعال مع رغبتها في فرض سياسة التقشف حقيقية، مشيرة إلى تأكيد كواتو عزم السلطة التنفيذية مواصلة نهج سياسة ترشيد النفقات العمومية، بالرغم من موجة الانتقادات التي يتعرض لها تقرير لجنة المراجعة المستمرة للبرامج، حيث دعا المعارضة والنقابات التحلي بروح المسؤولية ودعم الليبراليين في جهودهم الرامية إلى تحقيق التوازن في الميزانية العمومية. على صعيد آخر، توقفت يومية (وول ستريت جورنال) عند التحقيقات الجارية بخصوص التسريبات المزعومة للبنك البريطاني (هاش سي بي سي)، مشيرة إلى اشتباه وزارة العدل الأمريكية في أحد مستخدمي البنك بنقله معلومات سرية تخص عملاء مهمين إلى الصناديق الاستثمارية. وبالدومينيكان، تطرقت صحيفة (ليستين دياريو) إلى المسيرة التي تم تنظيمها، أمس الثلاثاء، بسانتو دومينغو، في اتجاه القصر الرئاسي، من طرف العديد من المنظمات النسائية بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة، مشيرة إلى الرسالة الاحتجاجية التي قدمتها المنظمات المدافعة عن حقوق المرأة إلى رئاسة الجمهورية بخصوص المشاكل التي يتعرضن لها أثناء المطالبة بحقوقهن وللتنديد بالقانون الجنائي الذي صوت عليه الكونغرس مؤخرا والذي يجرم الإجهاض كليا وفي جميع الحالات. ومن جانبها، كتبت صحيفة (إل ناسيونال) أن 170 ألف دومينيكاني يقيم بالولاياتالمتحدة بصفة غير شرعية، مشيرة إلى مطالبة عدة منظمات غير حكومية من السلطات الدومينيكانية التدخل عبر القنصليات الموجودة بالأراضي الأمريكية ومنظمات المجتمع المدني المعنية بحقوق المهاجرين لتقديم المساعدة والحماية للمهاجرين الدومينيكانيين غير الشرعيين للاستفادة من خطة أوباما الرامية لتسوية الوضعية القانونية لحوالي خمسة ملايين أجنبي في وضعية غير قانونية، خاصة وأن الجالية تعتبر المعيلة لحوالي 38 من الأسر بالبلاد. وببنما، أبرزت صحيفة (لا إستريا) أن الرئيس خوان كارلوس فاريلا قام بإدراج نقطة إضافية إلى جدول أعمال الدورة البرلمانية الاستثنائية للجمعية العامة ببنما تتعلق بتعيين مراقب عام للجمهورية ونائبه إثر طلب من رئيس المؤسسة التشريعية، موضحة أن هناك أزيد من 64 مرشحا لهذين المنصبين واللذين من المنتظر أن يبت النواب في هويتها خلال الدورة الاستثنائية التي ستستمر إلى غاية 4 دجنبر المقبل. وعلاقة بالموضوع، أبرزت صحيفة (لا برينسا) أن هناك نقاشا قويا بين أكبر ثلاث فرق برلمانية، تابعة للحزب البنمي (حاكم) والحزب الثوري الديمقراطي (حليف) وحزب التغيير الديموقراطي (معارضة) من أجل الاتفاق على إسم المراقب العام للجمهورية، مشيرة إلى أن المعركة بين الأحزاب لوضع مرشحها بهذا المنصب قد انطلقت، خاصة في ظل وجود خلاف بين الحزب الحاكم وحليفه، وعزم المعارضة على عدم دعم مرشح الحزب الحاكم لهذا المنصب. أما بالمكسيك، فقد تطرقت صحيفة (ال يونيفرسال) لإعلان كواتيموك كارديناس عن استقالته أمس بطريقة لا رجعة فيها من حزب الثورة الديمقراطية، الحزب الذي دعا إلى تأسيسه قبل 25 عاما، والذي كان زعيما له ومرشحا باسمه في الانتخابات الرئاسية ثلاثة مرات، مشيرة إلى أن الاستقالة كانت بسبب رفضه تحمل المسؤولية المشتركة لقرارات الحزب التي وصفها ب"قصر نظرها وبالانتهازية وغير الحازمة". ومن جهتها، كتبت صحيفة (لاخورنادا) أن أربعة عشر عضوا بمجلس الشيوخ الأمريكي الفدرالي، من بينهم أربعة رؤساء لجان تشريعية، بعثوا برسالة إلى وزير الخارجية، جون كيري، للتعبير عن "قلقهم العميق" بخصوص مصير ال43 طالبا المختفين وحثه على تقديم الدعم للحكومة المكسيكية للعثور عليهم، وتعزيز قدراتها في مجال "تقديم الدعم لضحايا الجريمة والعنف وانتهاكات حقوق الإنسان ".