لقد أبانت التساقطات المطرية الأخيرة عن هشاشة كبيرة في البنيات التحتية في العديد من المناطق ببلادنا، وخاصة في الجنوب المغربي. إذ لايمكن وصف الكوارث التي نزلت بالناس في مدن وقرى ورززات وزاكورة وطاطا وكلميم،ففي أغلب هذه المناطق، تكاد الحياة أن تكون مشلولة، حيث يعاني السكان من حصار فظيع بسبب انقطاع الطرق وصعوبة التنقل إلى مدن أخرى. جماعة تلوات بإقليم ورززات كان لها الحظ الأوفر من الفاجعة، وكذلك القرى التابعة لها وخاصة تلك التي تتواجد على جوانب واد أونيلا. مثل تكندوشت تغزة إغريس - تافراوت - أيت سيدي عيسى - أنميتر - إغونان - تمسال - أنجلز - توراسين - تمليلت...تجكجيت - أسكا...، وكذلك دواوير تلوات: تبوكمت - تلاتان - تاسكا - أيت حمو أوعلي - إيماونين - آشون - دوتوريرت.... وعلى العموم فجميع دواوير وقيادة تلوات بدون استثناء تعاني من الكارثة، وبعضها تكاد تكون مهدمة عن آخرها، كما أن هناك ضحايا في الأرواح، حيث تم تسجيل حالة وفاة في دوار تمليلت، فقد لفظت سيدة أنفاسها بعد أن انهار عليها منزلها.. المنطقة إذن تعيش تحت رحمة الله.. إنها تنتظر منقذا لها من وضعها المزري.. وإلى حد الآن لم يظهر من يهتم بمعاناتها، ويضمد جراحها ويخفف على السكان بعضا من محنهم المتعددة. وحسب مصادر موثوقة من المنطقة، فإن أكثر العائلات في كل الدواويرتعيش في العراء بعدما فقدت منازلها ولم يعد ممكنا استضافة الأسر - التي لم تسقط منازلها - لمزيد من المكنوبين. فيضطر الكثير من هؤلاء إلى المبيت في المخابئ تحت الصخور أو تحت جدران المنازل المتبقية، بل هناك من لجأ إلى الكهوف المتواجدة في سفوح الهضاب القريبة، علما أن المطر لا ينقطع أبدا عن الهطول، وهذا سيجعل الوضع يتفاقم ليتحول إلى كارثة إنسانية. إن الخطير في الأمر هو نفاد المؤونة والطعام، فالسكان مقبلون على جوع سيمتد إلى ما شاء الله، لأن ظروفا أفظع ستساعد على ذلك، مثل انهيار العديد من القناطر المقامة على الطرق المؤدية إلى مناطق مختلفة في إقليم ورززات، كقنطرة تاليوين التي تهدم جزء منها ولم تمض على تدشينها سوى بضعة أشهر.. الطريق إذن مقطوعة بين أكاديروورزازات من ناحية طريق تارودانت / تاليوين. وكذلك الطريق بين ورزازات ومراكش وجماعة تلوات كذلك. إن أكثر تلك المناطق محاصرة تعاني من البرد والجوع والعراء والخوف والأمراض الناتجة عن كل ذلك، في انتظار تدخل الجهات المسؤولة، ولن يتم ذلك إلا بواسطة المروحيات أو إصلاح الطرق وهو أمر يتطلب وقتا ، وهو ما لا يصب في مصلحة الناس المحاصرين بالسيول، ووضعهم لا يقبل الانتظار والتسويف على الإطلاق. منطقة تلوات بكل دواويرها قد أصبحت منكوبة، وهي ليست إلا نموذجا للعديد من المناطق الجنوبية التي تعاني الآن من أثر الفيضانات نظرا لهشاشة البنيات التحتية التي طالما أرقت السكان.. وهؤلاء السكان الآن يوجهون نداءات متكررة عسىاهم يلقون آذانا صاغية لإنقاذهم.. فهل من مجيب؟؟