شعب "البونغا بونغا" هاجم الكوميدي الإيطالي "بيبي غريلو" ،الممنوع من التلفزيون الإيطالي، (بزيز إيطاليا) عبر موقعه الإلكتروني التعاطي السلبي لوسائل الإعلام الإيطالية مع ما أصبح يعرف ب "فضيحة روبي" التي كشفت عن تورط رئيس الوزراء "سيلفيو بيرلسكوني" في فضيحة أخلاقية مع قاصر مغربية ،وذلك بتركيزها على التفاصيل الدقيقة في القضية وعدم وقوفها عند جوهرها. فالقضية ليست الأولى من نوعها فقد سبق لوسائل الإعلام الإيطالية أن شغلت الدنيا في السنة الماضية بقضية مماثلة وقضايا أخرى مشابهة تكشف تورط "بيرلسكوني" في قضايا دعارة ، فالجميع يعلم أن "بيرلسكوني رجل الدعارة بامتياز" يضيف "بيبي غريلو"، المشكل الحقيقي أن "الجميع يتمنى أو يصفق لمضاجعة القاصرات ف 80 ألف إيطالي يتورطون سنويا في جرائم الاستغلال الجنسي للأطفال عبر العالم محتلين بذلك المراتب الأولى عالميا ولا أحد يدق ناقوس الخطر" ثم أنه كيف يمكن لقاصر أن تصول وتجول في عالم العلب والمحلات الليلية من غير أن يجرأ أحد أن يتثبت من هويتها. المشكل ليس "بيرلسكوني" فإن مات بيرلسكوني يأتي بيرلسكوني آخر". وقد اتجهت معظم وسائل الإعلام الإيطالية في تناولها لقضية "روبي" أو "كريمة المحروق" المغربية اتجاها واحدا فقط وهو الاتجاه السياسي محاولة إثبات أو من عدمه تورط "رئيس الوزراء في الضغط على السلطات القضائية للإفراج عن القاصر المغربية أثناء توقيفها بتهمة السرقة. من غير التساؤل عن سر تواجد هذه القاصر في عالم العلب والملاهي الليلية لمدة طويلة من غير أن ينتبه إليها أحد وهي التي كانت تقف دائما أمام الأضواء بالرغم من وجود بلاغات ضدها إثر هروبها من احد الملاجئ الذي آوتها بقرار لمحكمة القاصرين إثر ضبطها بالسرقة وأمام استحالة تكفل عائلتها بها ، فصورها كانت تزين معظم مواقع المحلات الليلية، ثم كيف كانت تصرف لها كل هذه الأموال من غير أن تتوفر على بطاقة الهوية. فالمرونة التي يتسم بها تطبيق القوانين الإيطالية اتجاه فئة اجتماعية حساسة كالقاصرين شجعت "كريمة المحروق" على "السير على هواها" فكما كان بإمكانها أن "تثور" على أسرتها كما صرح بذلك أبوها (54سنة) كان بإمكانها ان تفر من الملجأ الذي أودعته إليها المحكمة من غير أن يتحرك أحد للبحث عنها أو حتى الإبلاغ عن مكان وجودها كما فعل عمدة البلدة التي كانت تسكن بها الذي صرح بانه كان يلتقيها أحيانا في اماكن عامة. ثم كيف لم يتم احترام مسطرة إيداعها الملجأ مرة أخرى عندما تم توقيفها بميلانو بمجرد تدخل "بيرلسكوني" لصالحها. وحتى في الوقت الذي أثيرت فيها القضية فالجميع انشغل بتفاصيل لقاءاتها الحميمية "ببيرلسكوني" من غير أن يطالب أحد بتسليمها إلى أحد الملاجئ بالرغم ان الجميع في سباق مع الزمن ليحظى بالسبق الصحفي ليوم 02 نوفمبر أي اليوم الذي تكون قد أصبحت راشدة قانونيا. وتعج ملاجئ إيطاليا تبالعديد من القاصرين الأجانب سواء منهم غير المرافقين بأولياء أمورهم والذين حسب آخر الإحصائيات يتجاوز عددهم 7 ألاف من بينهم حوالي 600 قاصر مغربي أو الذين لهم مشاكل تحول دون اندماجهم الطبيعي في محيطهم الأسري أو المجتمعي كحال "كريمة المحروق"، بحيث تعد هذه الملاجئ هي المختصة قانونيا للعمل على إعادة إدماج هؤلاء القاصرين في الحياة العادية وعكس ذلك يعني أنه بمجرد بلوغ القاصر سن الثامنة عشر يجعل منه مهاجرا غير شرعيا وبالتالي طرده نحو بلده الأصلي. رغم السوابق فهي تعامل معاملة المشاهير تنبهت العديد من الصحف إلى حالة "روبي" أو "كريمة" فأمام السوابق التي يحتوي عليها ملفها، يستحيل قانونيا حصولها على رخصة الإقامة وبالتالي فقد يمكن طردها نحو المغرب كما هو حال العديد من القاصرين الذين لم ينظبطوا أو لم يستكملوا مسيرتهم الدراسية أو التكوينية. وهو ما قد يفسر إطلاقها لتصريحات من قبل أنها كاثوليكية ،رغم أن أسقف البلدة التي ترعرعت فيها شهد بعكس ذلك ،أو أنها هربت من بيت عائلتها خوفا من تزويجها برجل في عمر أبيها. وقد أعلن "لوكا جوليانتي" نفسه محاميا عن المغربية القاصر من دون تحديد الجهة التي عينته وهو في نفس الوقت مستشار جماعي بمجلس جهة "لومبارديا" عن حزب "بيرلسكوني" وكذا أمين المال الجهوي لنفس الحزب. أما أبوها الذي يعاني شبه إعاقة جسدية والذي لا يتعدى دخله اليومي 20 أورو فقد صرح للصحافة الذي بدأت تلاحقه في كل مكان أنه يشعر بالعار إثر هذه القضية معترفا أنه لم يتوفق في تربية ابنته التي كانت مريضة بالتلفزيون وأنها لم ترغب في يوم من الأيام في الدراسة والتعليم أما الدين فلا علاقة له بالموضوع يضيف "امحمد المحروق" أبو "كريمة" فهي لن تجيد أية صلاة سواء كانت إسلامية أو مسيحية فهمها الوحيد كان هو دخول عالم الرقص والعروض. وهو ما علقت عليه الصحفية من أصل مغربي "كريمة معال" العاملة بصحيفة "إلصولي 24 أوري" بقولها أن دين "روبي" الحقيقي هو الفسق والمجون مثيرة الشكوك عن رواية تزويجها من قبل أبيها فكيف يقبل العقل برفضها الزواج برجل في الخمسينات من عمره ليستقر بها المطاف مع رجل في السبعينات (!!!)