علاقة برلسكوني بقاصر مغربية تتحول إلى قضية سياسية لم يجد مهاجر مغربي بضواحي بلدة "سدريانو" بشمال شرق ميلانو، من تبرير لضبطه يُفاوض إحدى المومسات، سوى أن توقفه كان لدواع إنسانية لأن مظهر "السيدة" (المومس) يوحي بأنها في أمس الحاجة إلى يد المساعدة "لا أقل ولا أكثر". وقد قدم هذا التبرير للشرطة الإيطالية على أنه من أطرف التبريرات التي قدمها زبائن المومسات لتفادي تعرضهم للغرامات المالية التي تفرضها العديد من المدن والبلدات بإيطاليا، للحد من ظاهرة الدعارة بالشوارع العامة،إلا أنه لا أحد كان يتصور أن رئيس الوزراء "سيلفيو بيرلسكوني" سيقدم نفس التبرير لعلاقته بالقاصر المغربية "روبي". فبعد مرور ثلاثة أيام على السبق الصحفي الذي أثارته يومية "إلفاطو كوتيديانو" والذي كانت سباقة "هسبريس" إلى نشره ونقلته عنها العديد من الصحف المغربية والمواقع العربية، أصبح خبر علاقة "بيرلسكوني" بالشابة المغربية التي ستحتفل بعيد ميلادها الثامن عشر في 11 نونبر المقبل وليس كما ذكر سابقا، يغطي معظم وسائل الإعلام الإيطالية وكذا الدولية، خصوصا مع بداية الكشف عن تفاصيل وحيثيات القضية التي تبين الحيز الهام الذي كانت تحتله "روبي" في المحيط الحميمي ل"بيرلسكوني". قصر الحكومة الإيطالي يتدخل لإطلاق سراح "روبي" المغربية حسب ما نشرته صحيفتا "لاريبوبليكا" و "إلكورييري ديلاسيرا" في عدديهما ليوم أمس الخميس فإن القضية بدأت عندما تلقت مصالح الشرطة ب"ميلانو" مكالمة هاتفية تطالب بإطلاق سراح القاصر المغربية التي تم توقيفها إثر متابعتها في قضية سرقة اتهمتها بها إحدى زميلاتها في "المهنة"، إلا أن مكالمة هاتفية من قصر "كيجي" (مقر الحكومة) عجل بإطلاق سراحاه بداعي أنها حفيدة "مبارك" وهي الصفة التي قدمها بها "بيرلسكوني" للممثل الأمريكي "جورج كلوني" في إحدى الحفلات التي حضرتها "روبي". والقاصر المغربية(وسط الصورة أعلاه)دخلت عالم العروض "الفنية" منذ أن كان عمرها 14 سنة عندما اختارها الصحفي "إيميليو فيدي" ،الذي يعد بمثابة المستشار الإعلامي لبرلسكوني، في مسابقة للجمال بجزيرة "صقلية" حيث كانت تعيش "روبي" رفقة عائلتها ناصحا إياها بالذهاب إلى ميلانو حتى يمكنها "صقل مواهبها". وهو ما مكنها حسب المحققين من حضور ثلاث حفلات على الأقل من الحفلات التي ينظمها بيرلسكوني، والتي يتميز بعضها بالألعاب الإيروتيكية كلعبة "بونغا بونغا" (رقص جماعي مع عري تام) والتي لا يحضرها سوى أصدقائه الحميميين كالصحفي "إيميليو فيدي" الذي أقر بمعرفته بالقاصر المغربية وكذا مشاركتها في لعبة "بونغا بونغا" ولكن من دون أن يكون على علم أنها مازالت قاصر رفقة الوكيل الفني "ليلي مورا" الذي كانت "روبي" تشتغل معه بالإضافة إلى شخصيات أخرى. رجل ذو قلب يحن ويعطف على الجميع وحسب التصريحات الأولية للقاصر المغربية فإن حضورها لثلاث حفلات من حفلات "بيرلسكوني" جلب لها العديد من الحلي والمجوهرات وملابس الماركات العالمية وسيارة فخمة من صنع ألماني بالإضافة إلى سيولة مالية تقدر بحوالي 150 ألف أورو في ظرف ثلاثة أشهر فقط مع وعد بملكية مركز للتجميل، وأمام هذه المعطيات لم يجد "بيرلسكوني" خلال ندوة صحفية أقامها يوم أمس الخميس سوى أن يصف ما ينشر حول القضية بالنفايات وأنه يفضل أن يهتم بالنفايات الحقيقية التي تعاني منها "نابولي" إلا انه أضاف "أنه من المعروف أنني أساعد كل محتاج" و أنه "رجل ذو قلب يحن ويعطف على الجميع". المعارضة تطالب باستقالة الوزير الأول وشنت المعارضة بدورها حملة واسعة ضد "بيرلسكوني" مطالبة إياه بالرحيل ففي تصريح لزعيم الحزب الديموقراطي فإن البلاد "بدون قيادة سياسية" وأنه "من مصلحة البلاد أن تغادروا الحكومة" مضيفا في تعليقه على قضية تدخل "بيرلسكوني" لدى الشرطة لإطلاق سراح القاصرة المغربية"إذا كان رجلا ذو قلب فهناك آلاف الموقوفين من المتورطين في السرقة فلماذا لم يتدخل لصالحهم...". ومن جانبه شن "أنطونيو ديلبييترو" القاضي الشهير الذي قاد عملية "الأيادي النظيفة" وزعيم حزب "إيطاليا القيم" حاليا هجوما على رئيس الوزراء "سيلفيو بيرلسكوني" واصفا إياه ب "رجل السهرات" يقضي وقته –يضيف ديلبييترو- في السهرات أكثر مما يقضيه في معالجة الشأن العام، وأن القضية حتى وإن لم يكن لها جانب جنائي بالنسبة "لبرلسكوني" إلا أنها تبين أننا –يقول "ديلبييترو"- أنه "شخص يخضع للابتزاز" داعيا البرلمان إلى سحب الثقة عنه.