لم يستسغ الجيش الإسباني إقدام المغرب على اقتناء ثلاث طائرات بدون طيار من صنع فرنسي، والذي حقق للمغرب نوعا من التوازن العسكري الجوي أمام سلاح الجو الإسباني، فقررت الجارة الشمالية اقتناء طائرات بدون طيار من صنع إسرائيلي خلال السنة المقبلة. وأفاد موقع ECD الإسباني، والمعروف بقربه من الأجهزة الأمنية الإسبانية، بأن حكومة راخوي رضخت لضغط الجيش الإسباني، وقررت الدخول في مفاوضات مع إسرائيل، من أجل اقتناء أربع طائرات بدون طيار من طراز "هيرون تي بي"، وهي الطائرات التي اقتناها المغرب من فرنسا هذه السنة. الموقع الإسباني نقل تفاصيل مناقشة ميزانية وزارة الدفاع الإسبانية برسم قانون مالية 2015، حيث احتج كبار قادة الجيش الإسباني على غياب أي إشارة لاقتناء طائرات بدون طيار في قانون المالية لسنة 2015، وذلك للسنة الثانية على التوالي. قادة الجيش الإسباني اعتبروا أن هذه الطائرات من الأسلحة الإستراتيجية التي يمكن أن تحقق التوازن العسكري مع المغرب، كما عبر الجيش الإسباني عن تضايقه من تقليص حجم التفوق الجوي العسكري بين المغرب وإسبانيا خصوصا بعد اقتناء المغرب لطائرات F16، وتعزيز أسطوله العسكري الجوي بعدد من الطائرات الحربية. ومن أجل إخماد "غضب" جنرالات الجيش الإسباني، أعلن رئيس الحكومة الإسباني راخوي الذي يحاول منذ سنة 2012 تقليص النفقات الحكومية، اقتراب إتمام صفقة شراء طائرات بدون طيار من إسرائيل بقيمة 400 مليون أورو. هذا الخبر نزل بردا وسلاما على قادة الجيش الإسباني الذين أصروا على ضرورة الحفاظ على التفوق العسكري الإسباني على المغرب، لتكون إسرائيل هي المستفيد الأول من هذا السباق نحو التسلح. وبموجب قانون المالية الأسباني لسنة 2015 فقد خصصت وزارة الدفاع الإسبانية أكثر من 10 مليار أورو من أجل إعادة تجهيز جيشها. وكان المغرب قد قام في يناير الماضي، باقتناء ثلاث طائرات بدون طيار من صنع فرنسي، وتكنولوجيا إسرائيلية، من أجل استعمالها في مراقبة الحدود البرية والبحرية للمغرب. رغبة المغرب في تعزيز قدراته العسكرية الجوية دفعته أيضا إلى اقتناء طائرة بدون طيار أمريكية الصنع، وهي الصفقات التي قابلها الجيش الإسباني بكثير من القلق والريبة. ويعتبر المغرب إلى جانب الإمارات العربية المتحدة، البلدان العربيان الوحيدان اللذان يمتلكان هذا النوع من الطائرات العسكرية التي يبلغ عرضها 16 مترا، ويمكنها أن تغطي ألف كيلومتر خلال عملية مراقبة واحدة.