بعد أن كان التقرير الأخير لمعهد «استكهولم لأبحاث السلام» حول مبيعات السلاح في العالم الذي تم الكشف عنه في أبريل من السنة الماضية أعلن أن حجم مشتريات الجزائر من الأسلحة قد تضاعف ب277 مرة وأن الجارة الشرقية صرفت 9 ملايير دولار على ترسانتها من الأسلحة، أي أزيد من ثلاثة أضعاف ما خصصته الرباط لاقتناء السلاح (2.8 مليار دولار)، تواصل الجزائر سباقها المحموم نحو المزيد من الأسلحة، حيث قامت بصرف مبلغ يصل إلى ما يقارب 40 مليون أورو من أجل شراء 30 طائرة استطلاع بدون طيار من نوع « E95» المصنعة من قبل الشركة الروسية «إينيكس كازان»، وسوف تقوم هذه الطائرات بدوريات على طول 6386 كيلومترا من الحدود الجزائرية التي يسهل اختراقها. وتباشر الجارة الشرقية أيضا مفاوضات من أجل شراء طائرات بدون طيار من نوع Y.LONG، من الأكاديمية الصينية للديناميكا الفضائية بمبالغ كبيرة جدا. ووفقا للباحث في معهد (الكانو ريال) «فيليكس أرتياغا»، ف»إن الطائرات بدون طيار هي فقط، تكملة للتسلح الجزائري الذي يرتكز في المقام الأول على القوات البرية والدبابات والمركبات المدرعة». الخبير في الشؤون الاستراتيجية والعسكرية عبد الرحمن مكاوي، قال تعليقا على جديد المقتنيات الجزائرية، «هناك توجه جديد لدى الجزائر نحو اقتناء التقنيات الذكية، والحصول على آخر تجهيزات المراقبة والتجسس، ويبدو أن الجزائريين تأثروا بما أعلنه قادة عسكريون فرنسيون كبار حين صرحوا أن الحرب المقبلة في منطقة المغرب العربي أو في الشرق الأوسط ستكون الغلبة فيها لمن يمتلك الطائرات بدون طيار، وإمكانيات تكنولوجية حديثة في التجسس». في المقابل أشارت مصادر إسبانية متخصصة في الدفاع العسكري إلى أن الطائرات بدون طيار، الإسرائيلية الصنع التي اقتناها المغرب بوساطة فرنسية أفضل، وتتمتع بقدرات تحمل أكبر من الطائرات التي اقتنتها الجزائرية، هذا الرأي يؤكده مكاوي حين اعتبر أن المغرب بموارده الأقل من الجزائر يراهن على النوعي في أسلحته بدل الكمي، مؤكدا في السياق ذاته أن «الطائرات الإسرائيلية الصنع تفوق بكثير الطائرات الروسية أو الصينية، بتخصصاتها المتعددة وتقنياتها عالية التطور، حيث تستطيع هذه الطائرات التحليق فوق مساحة شاسعة لمدة 48 ساعة، كما يمكن شحنها بثمانية صواريخ متوسطة وبعيدة المدى». هذا، ويعتبر الخبير الإسباني كارلوس اتشيفيريا، أستاذ العلاقات الدولية المتخصص في الشؤون الدفاعية، أن «الحدود بين المغرب والجزائر ليست بالطول والأهمية التي تفسر هذه الترسانة التي تجمعها الجزائر، ربما ارتفاع حدة التهديدات الإرهابية، في حالة الجزائر، وحاجتها الملحة إلى السيطرة على حدودها والتي أغلقت جميعها باستثناء جزء من حدودها مع تونس، تجعلها تسارع إلى التسلح بكثافة، في حين يعتبر المغرب أقل عرضة للتهديدات الإرهابية «. الجيران الأوروبيون يراقبون تسلح الجزائر وتحركاتها في سوق السلاح، تقرير صحافي إسباني أشار إلى أن الجزائر ستنفق هذه السنة على تسلحها ما يفوق الميزانية الإسبانية المخصصة للدفاع بثلاثة مليارات أورو، على الرغم من أن ناتجها المحلي الإجمالي هو تقريبا سُبُع الناتج الإجمالي الإسباني. كما أن التقرير الشامل الذي نشره مجلس الشيوخ الفرنسي في يوليوز الماضي أكد أنه «لا يمكن أن يتحقق أي شيء من دون الجزائر، القوة العسكرية العظيمة التي لديها 300،000 من الجنود النظاميين ولها معرفة وثيقة بالارهاب»، فضلا عن التحذير الذي أطلقه قبل بضعة أيام الجنرال ديفيد رودريغيز، رئيس أفريكوم، رئيس فرع البنتاغون بإفريقيا، حين أعلن توقعه لهجوم إرهابي محتمل في جنوبالجزائر، وهو ما يفسر وجود ست طائرات تجسس إسرائيلية تجوب الأجواء الجنوبية في الجزائر مؤخرا، حيث تم إسقاط واحدة من قبل الدفاع الجوي الجزائري.