تضمن خطاب الملك محمد السادس، الذي وجهه إلى الشعب المغربي مساء الخميس بمناسبة الذكرى التاسعة والثلاثين لتنظيم المسيرة الخضراء، رسالة قوية بعثها العاهل المغربي إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية، بخصوص موقف إدارتها من النزاع القائم منذ سنوات في الصحراء. ومثلما كانت لغته قوية وجريئة عندما خاطب الملك جهات اعتبرها تلعب أدوارا سلبية مؤثرة في ملف الصحراء، من قبيل الطرف الجزائري، فقد وجه ذات اللغة والنبرة الصريحة إلى الإدارة الأمريكية بأن انتقد غموض موقفها من النزاع، وطالبها بوضوح أكثر في هذا الملف. الملك محمد السادس بعد أن امتدح، من باب المجاملة والدبلوماسية، للأمين العام للأمم المتحدة، والولاياتالمتحدةالأمريكية، وعلى رأسها البيت الأبيض، لمساهمتها الإيجابية لإيجاد حل للنزاع، لم يجد غضاضة في أن يطالب بموقف واضح من هذه القضية. وقال العاهل المغربي في هذا الصدد، إنه "في الوقت الذي يؤكدون أن المغرب نموذج للتطور الديمقراطي، وبلد فاعل في ضمان الأمن والاستقرار بالمنطقة، وشريك في محاربة الإرهاب، فإنهم في المقابل، يتعاملون بنوع من الغموض، مع قضية وحدته الترابية". وسجل الملك أن المغرب عندما فتح باب التفاوض، من أجل إيجاد حل نهائي للنزاع، فإن ذلك لن يكون أبدا حول سيادته ووحدته الترابية، مشيرا إلى أن اختيار المغرب للتعاون مع جميع الأطراف، بصدق وحسن نية، لا ينبغي فهمه على أنه ضعف، أو اتخاذه كدافع لطلب المزيد من التنازلات". رسائل العاهل المغربي التي وردت في خطابه أمس، والتي وجهها خصوصا إلى الولاياتالمتحدة "ستتردد صداها في مختلف مراكز القرار في العاصمة واشنطن، مثل البيت الأبيض والكونغرس ووزارة الخارجية"، يؤكد السفير الأمريكي الأسبق، إدوارد غابرييل. الدبلوماسي الأمريكي قال في تصريحات صحفية، إن الملك ألقى خطابا قويا جدا، سيحظى بالاهتمام الكامل بالولاياتالمتحدة"، مبرزا أن "الخطاب يتميز بحكمة كبيرة، حيث إن الملك عبر عن استعداد المغرب للعمل مع الأممالمتحدة من أجل التوصل إلى تسوية لقضية الصحراء". وسجل السفير الأمريكي الأسبق بأن الملك قدم "تنازلات كبيرة بقبوله مخطط الحكم الذاتي بالصحراء تحت السيادة المغربية"، وهي المبادرة التي حظيت بدعم من قبل ثلاث إدارات أمريكية متعاقبة، منذ بيل كلينتون إلى غاية باراك أوباما، مرورا بإدارة الرئيس جورج دبليو بوش. ولم يفت المتحدث التقاط إشارة الملك إلى "المساهمة الإيجابية" للبيت الأبيض، التي تؤكد "العلاقات الوثيقة بين الرباطوواشنطن حول قضية الصحراء، والتي تعززت أكثر منذ لقاء القمة بين جلالة الملك والرئيس باراك أوباما بالبيت الأبيض في نونبر 2013".