السلطات تبحث عن قناص تارجيست وتلفزيون سلا خارج دائرة الرقابة الحكومية المغرب: الصحافة الالكترونية والجرائد المستقلة تزعج الاحزاب واجهزة الدولة شهد المغرب خلال السنين الأخيرة انتشار الجرائد المستقلة، التي تفوقت علي صحف احزاب الأغلبية والمعارضة، واصبحت تجتذب عشرات الآلاف من القراء يوميا، تتصدرها حاليا علي مستوي المبيعات صحيفة المساء ويُرجع متتبعون نجاح هذه الجريدة في جزء كبير منه الي الشهرة التي يتوفر عليها مديرها العام الصحافي والشاعر رشيد نيني صاحب العمود الساخر شوف تشوف . واليوم صارت المساء الجريدة رقم واحد لدي القراء المغاربة، كما انها صارت العدو رقم واحد لدي بعض الأحزاب لاسيما الحكومية، بالنظر لجرأتها واسلوبها الانتقادي غير المهادن، ولا تخلو الصحف الحزبية من تعليقات وردود علي هذه الجريدة المشاكسة ، حسب وصف البعض. ومؤخرا، حاولت مؤسسة إعلامية مقربة من دوائر القرار العليا إحداث جريدة مستقلة تتجاوز العثرات التي احاطت بجرائد المؤسسة نفسها الصحراء، لوماتان، لامانيانا ، فأصدرت صحيفة حملت اسم الصباحية ، غير انها سرعان ما قوبلت باحتجاج من لدن مالكي صحيفة أخري اسمها الصباح ، بحجة ان كل مشتقات هذا الاسم حكر عليهم، وهددوا باللجوء الي المحكمة والمطالبة بتعويضات مادية ما لم يتم سحب اسم الصباحية . ويتوقع مراقبون ان تحمل الأيام المقبلة مفاجآت اخري في عالم النشر بالمغرب، ما دامت كل صحيفة تحاول انتهاز النجاح الذي حصدته احدي رصيفاتها، وتعمل علي تقليدها شكلا او محتوي او هما معا. وبجانب الصحافة المطبوعة هناك الصحافة الالكترونية، ابرزها التجربة التي يخوضها شابان مختصان في المعلوميات، اطلقا عليها اسم سلوان تي في ، وهو موقع يهتم بأخبار مدينة سلا المجاورة للعاصمة الرباط، غير انه أقدم خلال الشهور الأخيرة علي خطوة اكسبته شهرة واسعة، حيث صار اصحاب الموقع يقومون بتغطية بعض الأحداث السياسية والاجتماعية والفنية عن طريق كاميرا فيديو ويعملون علي بثها عبر موقعهم. وكانت الانتخابات التشريعية الأخيرة التي جرت قبل اسبوعين فرصة ذهبية لاولئك الشباب، اذ قاموا بنشر تصريحات وحوارات أجروها مع عدد من مسؤولي الأحزاب، بهدف عرض برامجهم الانتخابية، كما التقوا مواطنين لاستطلاع آرائهم في تلك الانتخابات. احد المراقبين علّق علي هذا الموقع مازحا بالقول: انه التلفزيون الوحيد الذي لا يخضع لمراقبة الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري (جهاز حكومي يراقب مدي التزام القنوات التلفزيونية بالقوانين المنظمة لهذا القطاع). واذا كان قناص بغداد اشتهر بتصيد قوافل الجنود الأمريكيين في العاصمة العراقية واصابة الكثيرين منهم في مقتل كما تدل علي ذلك أشرطة الفيديو المنتشرة عبر شبكة الإنترنت، فإن شخصا آخر في المغرب استلهم سيرة المقاوم العراقي المذكور، وأطلق علي نفسه اسم قناص تارجيست (إحالة علي قرية موجودة شرق المغرب)، حيث يعمل علي تصيد رجال الدرك، ويصوب نحوهم كاميراه عن بعد، ليقتنص الكثيرين منهم وهم يتسلمون الرشوة من سائقي عربات النقل في طرق الأرياف ومعابرها وحواجزها البعيدة. أشرطة الفيديو التي يصورها هذا المغامر المغربي أصبحت تلقي إقبالا كبيرا من لدن زوار المواقع الإلكترونية، ويتم تداولها بشكل واسع ولافت للانتباه، لاسيما عبر موقع يوتيوب . وبقدر ما خلقت تلك الأشرطة متنفسا للعديد من المواطنين لكونها بتقديرهم تفضح ممارسات الارتشاء المنتشرة في جهازي الدرك والأمن بالمغرب، بقدر ما تسببت في إزعاج السلطات التي صار كل همها هو البحث عن البطل المتخفي وراء الاسم المستعار المشار إليه. هكذا صار الإنترنت يوظف للكشف عن بعض الاختلالات الموجودة في السلطة والمجتمع المغربيين، ويستفيد مستعملو الشبكة العنكبوتية سواء كانوا هواة أم محترفين من عدم خضوعها الي اية رقابة او قيود. ومن بين المواقع التي أضحت تلقي اقبالا كبيرا موقع هيسبريس الذي يقدم نفسه كأول جريدة الكترونية بالمغرب تجدد باستمرار، واضافة الي طابعه الإخباري المتنوع، فإن من بين عوامل الجاذبية التي يتميز بها الموقع المذكور كونه لا يتردد في نشر تعليقات و فضائح تتعلق ببعض الفنانين والسياسيين بالكلمة والصورة والفيديو. "" الرباطالقدس العربي من الطاهر الطويل: