في أول موقف حقوقي من نوعه إزاء قرار الحكومة طلب تأجيل تنظيم منافسات كأس إفريقيا لكرة القدم، بسبب التخوف من وصول وباء "إيبولا" للبلاد، خرج المركز المغربي لحقوق الإنسان ليؤكد أن مبررات الحكومة "غير مقنعة"، ودفوعاتها "موغلة في التخوف". موقف المنظمة الحقوقية جاء تعليقا منها على قرار رئيس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، عيسى حياتو، الإبقاء على الكأس الإفريقية لكرة القدم في موعدها واحتضانه من قبل المغرب، أو البحث عن بلد آخر، أو إلغاء التظاهرة بصفة نهائية. وأبدى عبد الإله الخضري، رئيس المكتب التنفيذي لCMDH، استغرابه من الدفوعات التي تحججت بها الحكومة، ووصفها بغير المقنعة، خاصة عدم قدرتها على تقديم أجوبة قوية تبرر قرارها، بصرف النظر عن طبيعته، سواء بقبول احتضان التظاهرة في موعدها أو رفضه". وقال الخضري إن الموقف الحكومي "ينم عن غياب الحزم والصرامة اللازمتين في تناول مثل هذه القضايا، ويؤكد الطبيعة الضبابية والترددية في اتخاذ القرارات، والضعف المهول في تقديم الحجج" وفق تعبيره. واعتبر المركز الحقوقي، في بيان توصلت به هسبريس، أن "غياب المقاربة التشاورية في تعاطي الحكومة، وتغييب الهيئة الكروية الإفريقية، واعتمادها أسلوبا انفراديا في اتخاذ القرار، يعد تصرفا غير مقبول، ويفتقد إلى روح الديمقراطية التشاركية". وأكمل المصدر الحقوقي أن مقاربة الحكومة المغربية في التعاطي مع قضية احتضان الكأس الإفريقية موغلة في التخوف، دون أن تتمكن من فرض إرادتها وإقناع كافة الأطراف بجدية مخاوفها، المتعلقة بخطر انتشار "إيبولا"، إذا ما كانت المبرر الموضوعي الذي تقدمه لإرجاء موعد التظاهرة الرياضية". وطالبت الهيئة الحكومة بضرورة اتخاذ قرار ديمقراطي ومسؤول، يراعي مصلحة الشعب المغربي وحقوقه، ويحترم التزامات المغرب الإقليمية والدولية"، داعيا إياها إلى "عدم الانزواء وراء مسوغات غير ديمقراطية، لتبرير إخفاقات خياراتها السياسية، بالنظر إلى التحديات الجسيمة التي تواجه بلادنا وطنيا وإقليميا ودوليا". وناشد المركز الفاعلين في الشأن الرياضي والسياسي والصحي بالبلاد، بدعم الطرح الذي يسعى المغرب لتبنيه في موضوع احتضان الكأس الإفريقية لكرة القدم، وتصحيحه في حالة عدم صوابه، احتراما للرأي العام الوطني واحتراما لحلفاء المغرب الإقليميين والدوليين".