بعد تقرير أصدرتْه إبّان الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزّة، والذي طالبت فيه بفتح تحقيق دولي حول جرائم الجيش الإسرائيلي في حقّ فلسطينيي غزّة، عادتْ منظمة العفو الدولية (أمنيستي) لتوجّه صفعة جديدة لإسرائيل، وذلك بإصدار تقرير جديد وصفت فيه العدوان الإسرائيلي الأخير على القطاع بكونه "يشكّل جرائم حرب في بعض الحالات". وجاء في معرض التقرير، الذي توصّلت هسبريس بنسخة منه أنّ القوات الإسرائيلية قامتْ بقتْل العشرات من المدنيين الفلسطينيين في هجمات استهدفتْ منازل مليئة بالعائلات، موردا تفاصيل ثمانِ حالات قامت خلالها القوات الإسرائيلية بالهجوم على منازل مأهولة بالسكان أثناء عملية "الجرف الصامد"، دون أيّ إنذار مُسبق للسكان. واتهمت منظمة العفو الدولية إسرائيل بنهج "اللامبالاة القاسية" بشنها هجمات مميتة على منازل العائلات في قطاع غزة؛ وكشف التقرير أنّ الجيش الإسرائيلي اعتمد خلال هجماته العسكرية نمطا اتّسم باستخدام قنابلَ ضخمة تُسقَطُ من الجو من أجل تسوية منازل المدنيين بالأرض، متسببة بمقتل أفراد عائلات بأكملها أحيانا. ونقل التقرير عن مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بمنظمة العفو الدولية فيليب لوثر قوله، تعليقا على الموضوع "لقد ضربت القوات الإسرائيلية قوانين الحرب بعُرْض الحائط من خلال قيامها بشن سلسلة من الهجمات التي استهدفت منازل المدنيين، مُظهرةً بذلك لامبالاتها القاسية تجاه المذبحة التي سببتها تلك الهجمات". واتّهم لوثر القوات الإسرائيلية ب"الاستخفاف الصادم بأرواح المدنيين الفلسطينيين الذين لم توجّه إليهم أي تحذيرات مسبقة، الأمر الذي حرمهم من أي فرصة للفرار من تلك الهجمات"، وأضاف أنّه حتى في حال تواجد أحد المقاتلين في منازل السكان فلا يعفي ذلك إسرائيل من واجبها المتمثل بضرورة اتخاذ جميع الاحتياطات الممكنة الرامية إلى حماية أرواح المدنيين العالقين وسط القتال. تقرير منظمة العفو الدولية خلُص، من خلال الأبحاث التي قامتْ بها المنظمة في أعقاب انتهاء الحرب الإسرائيلية على غزة أنّ جميع الحالات التي أجرت منظمة العفو الدولية بحوثا بشأنها، لم يصدر تحذير مسبق لسكان المنازل التي تعرضت للهجوم، وقال تقرير المنظمة إنّه لو صدر مثل ذلك التحذير لهم، "لكان بالإمكان تفادي هذا العدد الكبير من الخسائر في الأرواح". وأوْدت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة بحياة أكثر من 1500 مواطنٍ فلسطيني، بينهم 519 طفلا، كما تمّ تدمير ما لا يقلّ عن 18000 منزلا، أو أصبحت غير قابلة للسكن، حسب أرقام تقرير منظمة العفو الدولية، وفي المقابل قالت المنظمة إنّ الجماعات الفلسطينية المسلحة "ارتكبتْ جرائم حرب من خلال قيامها بإطلاق آلاف الصواريخ عشوائية التوجيه إلى داخل إسرائيل متسببة بمقتل ستة مدنيين بينهم طفل واحد".