قالت نبيلة التبر، عضو المجلس الوطني لحقوق الإنسان، إنها حاليا بخير، وتتواجد في إقامة سفير المغرب في بوركينا فاسو، هي وزميلتها بالمجلس، ريم بوعياد، بعد أن تفاجئا أمس الخميس بمحاصرة محتجين بوركينابيين غاضبين للفندق الذي كانا يقيمان فيه وسط عاصمة البلاد. وأفادت التبر، في تصريحات لهسبريس من العاصمة واغادوغو، بأنها تنتظر رفقة زميلها بالمجلس الوطني لحقوق الإنسان أن تتحسن الأوضاع الأمنية في بوركينا فاسو، وأن يتم فتح المطارات، مبدية أملها في أن يلتحقا بالوطن غدا السبت إذا سمحت الظروف الأمنية بذلك". وكانت الخطوط الملكية الجوية قد أعلنت أنها ستلغي رحلاتها من وإلى بوركينا فاسو، يوم الجمعة، بسبب توقيتها الذي يكون غالبا في الليل ما بين التاسعة ليلا حتى السادسة صباحا، وهي فترة حظر تجوال بالمنطقة، ما يجعل القيام برحلات أمرا صعبا. وسردت التبر للجريدة بعض ما شاهدته في الانتفاضة الغاضبة التي حاصرت الفندق الذي شهد ندوة لفائدة ممثلي المؤسسات الإفريقية لحقوق الإنسان، مبرزة أن المحتجين كان قصدهم أساسا السرقة والتخريب أكثر من الإضرار بالأشخاص. وتابعت التبر بأنها لم تصب بسوء، لا هي ولا زميلتها بوعياد، حيث لم يمسهما المحتجون الغاصبون بأي أذى أو سوء"، مضيفة أن "الخوف كان أكبر من الألم كما يقال"، وبأن الأوضاع اليوم الجمعة آخذة في الهدوء أكثر فأكثر". وأفادت المتحدثة ذاتها أنه لم يدر بخلدها ما جرى أمس في العاصمة واداغودو، حيث هاجم محتجون غاضبون ضد تمديد ولاية الرئيس الفندق، ضمن مجموعة من المؤسسات والمنشآت، مشيرة إلى أنها التجأت رفقة زميلتها إلى غرفتهما بالفندق خوف التعرض لسوء. وخلال بضع سويعات، كانت التبر وبوعياد "محتجزتيْن" في غرفة الفندق الذي شهد عمليات سرقة محتويات الغرف، إلى أن أتيح لها بمعية رفيقتها بأن يخرجا من الفندق، لأنهما لم تكونا هدفا للهجوم على الفندق، بقدر ما كان الغرض سرقته والعبث بمحتوياته. ولفتت التبر إلى أن "المحتجين سمحوا لها بالخروج من الفندق، دون أن يتعرضوا لها بأذى، فيما أذنوا للبعض بأن يأخذ معه حقائبه، وفضل آخرون المغادرة دون أخذ حاجياتهم الخاصة"، مبرزة أنه في آخر المطاف حملهما سائق السفير إلى إقامة سفير المملكة. وفي سياق ذي صلة، أكدت سفارة المغرب في واغادوغو، اليوم، أنه لم يصب أي مواطن مغربي على إثر "المظاهرات وأعمال الشغب"، يوم أمس الخميس في واغادوغو، ردا على مادة دستورية تسمح للرئيس بليز كومباوري من المنافسة على ولاية رئاسية ثالثة. ودعا السفير المغربي الجالية المغربية المقيمة في بوركينا فاسو إلى التحلي باليقظة"، ناصحا إياهم "بالنأي بأنفسهم عن هذه الأحداث"، ومؤكدا أن السفارة "تتابع عن كثب وضع المغاربة المقيمين بهذا البلد" في غرب إفريقيا. وجدير بالذكر أن الرئيس، بليز كومباوري، الذي واجه احتجاجات شعبية واسعة النطاق غير مسبوقة، أعلن اليوم الجمعة، التخلي عن الحكم بعد 27 عاما في سدة الرئاسة، فيما أكد قائد جيش بوركينا فاسو، الجنرال أونوري ترواري، تولي مهام رئيس الدولة.