علم لدى المجلس الوطني لحقوق الإنسان أن سيدتين من أطر المجلس حوصرتا لمدة وجيزة، يوم الخميس، من طرف متظاهرين في أحد الفنادق بواغادوغو أثناء تأطريهما لندوة، توجدان في مأمن من الخطر، وهما الآن في مقر إقامة سفير المغرب. وأوضح المصدر ذاته أن السيدتين نبيلة التبر ومريم بوعياد، اللتين كانتا تشاركان في تأطير ندوة لفائدة ممثلي مؤسسات إفريقية لحقوق الإنسان، تمت محاصرتهما بالفندق الذي كانت تجري فيه أطوار الندوة، والذي كان هدفا لمتظاهرين اجتاحوا مختلف الأماكن الحساسة بالعاصمة البوركينابية طيلة اليوم الخميس 30 أكتوبر. وأضاف المصدر ذاته أنه بعد ساعات قليلة من الحصار الذي فرضه المتظاهرون داخل الفندق، قام بعض زعماء المتظاهرين بنقل كافة المشاركين في الندوة خارج الفندق في الوقت ذاته الذي كانت فيه السيدتان المغربيتان تتواصلان مع مسؤولي سفارة المغرب ببوركينا فاسو من خلال الاتصالات التي تمت على مستوى مسؤولي المجلس الوطني لحقوق الإنسان ووزارة الشؤون الخارجية والتعاون بالرباط. وأوضح أنه بفضل هذا التنسيق، أوفدت سفارة المغرب بواغادوغو أحد دبلوماسييها لجلب إطاري المجلس الوطني لحقوق الإنسان واللتين توجدان حاليا في مأمن من أي خطر بإقامة سفير المغرب بالعاصمة البوركينابية. وسيتم نقل التبر وبوعياد، يضيف المصدر نفسه، إلى الدارالبيضاء في رحلة الخطوط الملكية المغربية المقبلة، المبرمجة، مبدئيا، اليوم الجمعة، إذا سمحت الظروف الأمنية في البلاد بذلك. وفي غضون ذلك ذكرت وكالة الأنباء الفرنسية أن أحد قادة المعارضة في بوركينا فاسو أعلن أن اعمال الشغب التي شهدتها البلاد الخميس احتجاجا على عزم الرئيس بليز كومباوري البقاء في السلطة أوقعت حوالى 30 قتيلا وأكثر من 100 جريح. من جهته أعلن كومباوري، أنه لن يتنحى ولكنه مستعد لإجراء "محادثات" حول "مرحلة انتقالية"، مضيفا في خطاب تلفزي مساء الخميس "لقد سمعت الرسالة. لقد فهمتها واخذت الاجراء الملائم للتطلعات القوية الى التغيير...أنا على استعداد لأن أطلق معكم محادثات من أجل مرحلة انتقالية أسلم في نهايتها السلطة إلى الرئيس المنتخب ديموقراطيا". كما أعلن كومباوري الغاء حالة الطوارئ التي كان فرضها قبل ساعات إثر أعمال الشغب، مضيفا أنه أصدر أيضا قرارا بحل الحكومة وهو ما كان الجيش قد سبقه الى إعلانه.