بانصرامِ قرنٍ من الزمن على اشتعال الحرب العالميَّة الأولى، التِي لمْ يسلمْ جنُوب المغرب من شظاياها، استعادَتْ مدينة الداخلة، بالأمس، ذكرَى الحرب، باحتضان يوم الغطس لأجل السلام المندرج في إطار برنامج اليونيسكُو لتخليد الذكرى المائويَّة للحرب العالميَّة الأُولَى. إحياءُ الذكرى المائويَّة للحرب العالميّة الأولى، يجرِي في أماكن شكَّلتْ ميدانًا للحرب وأحداثها، أوْ في مدن تترسبُ في سواحلها حطام ترجعُ إلى سفن المعارك، مثل ساحل الداخلة الذِي شهدَ معركةً كبيرة بين القوات الألمانيَّة ونظيرتها الإنجليزيَّة، أفضتْ إلى غرق سفينة القيصر ويليَام ديرغرُوسْ. اليوم الذِي نظمته اليونيسكُو عبر برنامجها بشراكةٍ مع الكونفدراليَّة الدوليَّة للأنشطة تحت المائيَّة، وجمعيَّة السلام لحماية البيئة والتنمية المستدامة، التِي سبقَ لها أنْ شاركتْ في مؤتمر "اليونيسكُو" بمدينة برُوج البلجيكيَّة، بمناسبة الذكرَى المائويَّة، ألقتْ فيه عرضًا، حفزَ الكونفيدراليَّة على المجيء إلى الدَّاخلَة. جريد كامبل، رئيس اللجنة الأثريَّة للأنشطَة تحت المائيَّة، وميكاييلا رينفيلدْ، التِي تقود برنامجًا في الجامعات الألمانيَّة حول التراث الثقافِي المغمُور في الماء، غطسَا بجانبِ كلٍّ من محمود الخطاط ولحبيب دليل وكريم دهسِي، إلى حطام سفينة القيصر في مياه الداخلَة، الأمرُ الذِي يحسبهُ رئيس جمعيَّة السلام للبيئة، أحمد بازِيد الشيخ مامِي كفِيلًا بإبراز تراث المدينة. أهميَّة الغوص الذِي جرى القيامُ فيه في الداخلة، بحسب المتحدث، يكمنُ في كون الكونفدراليَّة الدوليَّة للأنشطة تحت المائيَّة سترفعُ تقريرًا إلَى اليونيسكُو، الراعية للنشاط، لتصبح الداخلَة بذلك من المُدن المخلدَة للحرب العالميَّة الأولى، "تلك الدلالات التاريخيَّة تجعلُ الداخلة قبلةً للبعثات الثقافيَّة والعلميَّة من أجل دراسة السفينة، التِي تُعدُّ إحدى أضخم سفُن القرن العشرِين. وترى جمعيَّة السلام التِي نظمتْ يوم الغوص بشراكةٍ مع وزارة الثقافة، أنَّها حرصتْ على إدراج التراث الثقافي المغمُور تحت المياه في الورقة التنمويَّة التي أعدَّها المجلس الاقتصادِي والاجتماعي والبيئي، بالنظر إلى قدرته على الدفع بتنمية سياحيَّة حقيقيَّة في الجهة. بيدَ أنَّ عقباتٍ لا تزالُ ماثلة أمامَ استثمار التراث المغمُور تحت الماء في الداخلة، سيما على المستوى التشريعِي حيثُ لا تزالُ الحاجة ماسَّة إلى تقنينٍ واضح يستهدِي به من أراد الاشتغال على التراث الثاوِي تحت الماء، بيدَ أنَّ وزارة الثقافة منكبَّة على المسألة"، يقول المتحدث. فِي غضُون ذلك، اشترطتْ وزارة الثقافة على الغواصين الذِي غطسُوا إلى القيصر ألًّا يستخرجُوا أوْ يحملُوا أيَّ قطعةٍ من حُطام السفينة فِي الماء، على اعتبار أنَّ محتوياتها لمْ يجرِ حصرُهَا بعد، وتحتاجُ عملًا إضافيًّا.