أكدت وزارة الثقافة اكتشاف حطام سفينة ألمانية تم إغراقها في 26 غشت 1914 بالمحيط الأطلسي قرب الداخلة. وأوضح بلاغ للوزارة، يوم الثلاثاء ، أن الأمر يتعلق بسفينة تحمل اسم « القيصر فيلهلم» تم اكتشافها من طرف بعثة علمية وطنية تم إيفادها الى عين المكان في الفترة من 23 الى 29 شتنبر الماضي، على إثر تلقي إخبار من قبل أعضاء جمعية السلام. وأفاد المصدر أنه بعد عمليات للغوص دامت ثلاثة أيام (27 و 28 و 29 شتنبر)، تم التحقق بشكل مؤكد من أن الحطام الذي عثر عليه يرجع فعلا للسفينة المذكورة ، وذلك من خلال العثور على بقايا اسم السفينة مكتوبا على قسم من الحطام. كما لازالت السفينة تحتفظ ببعض معالمها كبعض النوافذ الدائرية ، بالاضافة الى ممرات وغرف جلها ردم تحت الرمال بقعر البحر. وتعتقد البعثة أن الجزء الذي تم تحديده يتعلق بمقدمة السفينة ، ويوجد على عمق 23 مترا تحت مستوى سطح البحر. ومن المرجح أن أجزاء أخرى من الحطام لازالت بالمكان أو على مقربة منه، اعتبارا لحجم السفينة وحمولتها. وللإشارة فإن موقع هذه السفينة كان معروفا في الخمسينات من القرن الماضي ، كما لازالت تحتفظ بذكره الرواية الشفوية إلى اليوم. وحسب المعطيات التاريخية ،فإن إغراق هذه السفينة كان يوم 26 غشت 1914 من طرف سفينة حربية إنجليزية. وأبرز البلاغ أن السفينة الألمانية كانت تعتبر إحدى أهم السفن العابرة للمحيط على المستوى العالمي آنذاك. وهي أول سفينة بأربع مداخن، صممت للاستعمال المدني ودخلت للخدمة سنة 1897 ، وكان طولها يصل إلى 200 مترا ، فيما وصل عرضها إلى 20 مترا ، غير أن ظروف الحرب العالمية الأولى اضطرت ألمانيا لتحويل استعمالها لأغراض عسكرية. وأكدت الوزارة أنها ستحرص على إجراء عمليات بحث موسعة بالموقع حال استكمال الشروط التقنية والقانونية لذلك، وفقا لمقتضيات اتفاقية اليونسكو لسنة 2001 المرتبطة بالتراث الاثري التحت مائي التي وقع عليها المغرب. يذكر أن البعثة العلمية تكونت من عز الدين كرا، المتخصص في البحث الأثري التحت مائي بوزارة الثقافة، ومحمد خيا لغضف المدير الجهوي للثقافة بجهة وادي الذهب لكويرة. وقد رافق هذه البعثة أفراد من جمعية السلام المذكورة، رفقة غطاسين من نفس الجمعية.