مشاهدو قناة عين السبع والأولى ،يتوجون الأعمال الفكاهية الرمضانية ، بصفر على اليمين . "" ّ"..أحيانا أقول لنفسي إن التلفزيون المغربي والسينما يسيران إلى الأمام ، لكنني أيضا أتوقف أحيانا أخرى وأقول " لا هادشي ما كايعحبش "......" هدى صدقي بطلة فيلم " خربوشة " للمخرج حميد الزوغي إذا كانت ّ صدمةّ ّ الزيادات المهولة ، في الأسعار ،التي طالت المواد الأساسية ، من خبز وحليب ..وخلافه ، قد تبرر ه الحكومة ، المنتهية ولايتها ، بسبب تحرير السوق وما يترتب عن ذلك من ارتفاع أو هبوط في السعر . فإن ّ خيبة ّ الأعمال الفنية الرمضانية ، التي أصابت مشاهدي قناة عين السبع والرباط ، قد لا تجد لدى المسئولين ، عن الإنتاج و البرمجة ،في القناتين ، من مبررات مقنعة ، سوى أنه ليس في الإمكان أبدع مما كان .وأن لا يد للمسئولين في القناتين ، في ما حصل ويحصل من "مهازل فنية" . وما بين ّ صدمة " ما بعد الانتخابات التشريعية ّ و " ّ خيبة " حلول شهر رمضان الكريم ، تظلّ الأسئلة بلا أجوبة : - أحقا أن " للفلوس " سحرها على ضمائر الأمة وحاملي الرسائل النبيلة ؟ - أحقا أن فنانينا تافهين لهذه الدرجة من الميوعة والرداءة ؟ - أين هي لجنة القراءة ؟ - أين هم كتاب السيناريو وكتاب القصة والرواية ؟ - أين هي الصحافة الفينة المتخصصة لكشف هذه عورات هذه الوجوه التي تتاجر باسم الإبداع الفني ؟ - أين يتجلى دور الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري ، هل التواطؤ والصمت على هذه الجرائم الفنية التي ترتكب في واضحة النهار بإ سم الإبداع والفن أن الضرب بيد من حديد كل من سولت له نفسه هدر المال العام ؟ -أين هي النقابات والهيئات الفينة ، والتي تتناسل ،كل بوم وليلة ،و ماهو مبرر صمتها على هذه المهازل ؟ - ماذا يعني تكرار نفس الوجوه والشخصيات ، هل عقم في التربة الفنية الوطنية أم حصار مقصود ضد الدماء الجديدة وإنعام الثقة لدى ّ العوني ّ وأشباهه ؟ أسئلة، تبدأ ، لا لتنتهي ، عن الوجوه العديدة التي ، تطل علينا ، من خلال الشاشة قبل وبعد الإفطار ، بأعمال فنية رديئة ، كيف وجدت طريقها إلى الشاشة ،ومن سمح لها ،بذلك ، وتحت أي مبرر . أسئلة تحير العقل ؟ هل هي " الصفقات المشبوهة " ، كما ذكرت الصحافة ،غير ما مرة ، أم أن برمجة مثل هذه الأعمال الرديئة أمرا مقصودا ، يهدف إلى تمييع المشاهد وتسطيح وعيه. في رمضان الماضي ، قالت الصحافة ، الشيء الكثير، عن مستوى الأعمال المبرمجة وفراغ مضمونها، ولجنة البرمجة تعيد الخطأ ذاته ، مما يعني أن المقصود من ذلك، هو إذلال المشاهد وتبخسيه وتحقيره . أم أن الحقيقة ، أن فنانينا بارعون في البكاء والتباكي ، لساعات ، أمام الكاميرا ، بمناسبة وغير مناسبة ، وغير بارعين عند إضحاكنا ،لدقائق ، أمام مائدة الإفطار . قادرون للظهور ، مناسبة وغيرها ،على أغلفة الصحف والمجلات " المأجورة " وبالألوان ، وغير قادرين على توليد الابتسامة على وجوه ، أنهكها الزمن الأصفر . أمام هذه " الخيبة ّ و ّ الصدمة ّ ، لا يجد المشاهد المغربي ، من بد ، إلا معانقة ، الفضائيات العربية والأجنبية ، العريقة في فن الفرجة التلفزيونية ، إلى قنوات ، على الأقل ، تحترم مشاهديها ،وتضع رهن إشارتهم ،شبكة برامج ، مائة في المائة ، ضحك ،متعة ،ترفيه ، تسلية وثقافة . هروبا من بؤس فني ، وضحالة إبداعية ، قل نظيرها في القنوات الأرضية والرقمية ، المنتشرة عبر القمر الصناعي والسا تل . أم أن "ضيق الوقت" ،" الضغوطات" ،" عدم التفرغ" ،" البعض يصور ويقدم الحلقة للتلفزيون في نفس اليوم "، وأننا " ..أننا نتوفر على ممثلين ومخرجين وكتاب السيناريو في المستوى .. " كما جاء على لسان محمد الجم ،بطل برنامج " جوا من جم " ، في إحدى الحوارات الصحافية ، ما هي إلا أعذار أقبح من زلة . و أن الحقيقة المرة ، التي يخجل منها فنانونا ، أنهم بؤساء فنيا وغير قادرين على إنتاج الفرجة الرمضانية . علي مسعاد http://bernoussi.centerblog.net/