قالت سمية عمراني، عضو المكتب الوطني ل"Collectif handicaps"، أن ذوي الاحتياجات الخاصة بالمغرب يعيشون ما أسمته ب"سنوات الرصاص"، و أضافت المتحدثة، التي كانت ضيفا على "مركز السياسات للشرق الأوسط و شمال إفريقيا" برحاب رئاسة جامعة ابن طفيل، أن سنوات الرصاص ليست مرتبطة بالضرورة بالحقوق السياسية و المدنية التي عاشها المغرب فيما مضى بل تسري أيضا على "فئة محرومة من حقوقها الاجتماعية و الاقتصادية تعيش بين ظهرانينا اليوم و هي فئة ذوي الاحتياجات الخاصة". سمية العمراني التي كانت تتحدث في إطار ندوة تسائل "السياسات المرتبطة بالإدماج السوسيومهني للشباب في وضعية هشة" بالقنيطرة، أردفت أن 5،12 بالمائة من المواطنين المغاربة، حسب الارقام الرسمية، أو 15 بالمائة، حسب أرقام منظمة الصحة العالمية، هم معاقون يعيشون في الظل و أن الأسر هي التي تتحمل التكلفة المادية و المالية و النفسية أمام استقالة الدولة و تنصلها من المسؤولية، حسب تعبير المتحدثة. العمراني أضافت أن قطاعين حيويين تغيب عنهما اي سياسة تأخد بيد الأشخاص الذين يعيشون الإعاقة و هما قطاع الصحة و التعليم. المحاضرة استشهدت بحالة ابنتها التي تعاني من التوحد و التي قالت أن الأطباء لم يستطيعوا تشخيص حالتها في بداية المرض، بسبب ضعف سياسات التكوين، كما أن المدرسة تلفظ هذه الشريحة "إذ يخاطبك المسؤولون بالقول أجي إدي ولدك ما يمكنش لو يقرا" تضيف الفاعلة المدنية. من جهته قال خالد حسيكة، الخبير المتخصص في شؤون الإعاقة، أنه لا يمكن الحديث في المغرب عن سياسات عمومية لصالح أصحاب الإعاقة. الخبير قال أن "المغرب يحاول الإجابة على إشكالات الإدماج السوسيومهني من خلال الخطب فقط". حسيكة أضاف أن المجتمع المغربي لا يتسامح مع المختلفين بمن فيهم المختلفين جسديا و هو ما يضع المعاقين في وضعية إجتماعية تختصر في كلمة "هشاشة". الخبير أضاف أن السياسات الحكومية التي تجعل من المعاقين موضوعا لها لا تتجاوز النية و أن هذه النية محكومة بهيمنة النظرة الاحسانية و غياب المقاربة المبنية على الحق و كذا انعدام التتبع العلمي المعتمد على التقارير المتخصصة و الأبحاث. الندوة شارك فيها أيضا براهيم حصاد رئيس مركز الفردوس للتكوين في مهن البناء، التابع لمؤسسة الضحى، و الذي قدم تجربة مركزه في موضوع الإدماج المهني للشباب غير الحامل لشهادة تعليمية، كما عرفت الندوة مداخلة سيدي أحمد الجامعي، مدير مركز " اليوسفية Skills" التابع لمؤسسة المكتب الشريف للفوسفاط و الذي قدم رؤية المكتب و سياسته في مجال الإدماج الاجتماعي و المهني بمجموعة من المدن المغربية المنتجة للفوسفاط. النقاش، الذي افتتحه عبد السلام الصديقي، وزير التشغيل و عز الدين الميداوي رئيس جامعة ابن طفيل، إنطلق بناء على أرضيات قدمها كل منير خير الله و أمينة إقلي و زينب بنديمية الذين يشتغلون كمحللين متمرنين على رصد السياسات العمومية داخل الMPH.