في خروج غير مسبوق لوزير الشؤون الخارجية والتعاون المغربية، ضد الحليف الاستراتيجي للمملكة، هاجم صلاح الدين مزوار فرنسا، لكن دون ذكرها بالاسم، واصفا إياها "بالقوة الاستعمارية التي تحن لعهود الاستعمار". واستغرب رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، الذي كان يتحدث خلال لقاء زعماء أحزاب الأغلبية في الرباط يوم السبت، لما وصفها بالوصاية التي تحاول أن تفرضها فرنسا على المغرب، مشددا على ضرورة "التعامل بالند مع قوى استعمارية ما زالت تتعامل بمنطق الوصاية". مزوار شدد في كلمته على ضرورة "التعامل مع هذه القوى التي كانت تعتقد أنه يمكنها التعامل بمنطق إعطاء الأوامر للمملكة"، مضيفا أن "المغرب يرفض هذه الوصاية، لذلك لابد من بناء ذواتنا، لأنه لا يمكن الذهاب في هذا الاتجاه إلا مع رصانة البيت الداخلي"، على حد تعبير مزوار الذي أشار إلى "ما يتعرض له المغرب من ضربات". وقال مزوار إن المملكة تلقت "ضربات أولى وستتبعها ضربات أخرى"، معتبرا استدعاء مدير الإدارة العامة للتراب الوطني، المعروفة ب"الديستي"، عبد اللطيف الحموشي من قبل القضاء الفرنسي، والمس بشرف وزيرة في الحكومة المغربية، ما هي إلا ضربات أولية قبل سلسلة من الضربات الأخرى القادمة. وزير الخارجية المغربي، الذي حذر من محاولة زعزعة الدبلوماسية، اعتبر الخطاب الملكي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة بمثابة "رد قوي على خصوم المغرب وخصوصا الجزائر التي مازالت مواقفها تتصف بالعدائية اتجاه الوحدة الترابية للمغرب." واستغرب مزوار، في هذا الاتجاه، من "النرفزة" التي بدت على ممثل الجارة الشرقية في تعاطيها مع ملف الصحراء المغربية، معتبرا أن "الهجمات التي تلقتها المملكة قوبلت برد قوي لممثل المغرب في الجمعية، وذلك لمواجهة خطاب ممثل الجزائر". وأشار وزير الخارجية إلى أن "الملك محمد السادس عندما قال "حنا عارفين في غاديين وشنو باغيين" فكلامه ليس تافها، بل له دلالات عميقة لكون العالم يعرف زلزالا كبيرا، مشيرا إلى عودة المملكة القوية لإفريقيا، والتي كان هناك من يعتقد أن إفريقيا أصبحت ملكه".