نعم سنحتفل كنساء باليوم الوطني للمرأة بالمغرب، لكن احتفالنا سيقتصر على بعض المحظوظات ممن توفرت لهن امكانيات التعليم، ممن حظين بأسر باستطاعتها تعليمهن ومعاملتهن بشكل بعيد عن التمييز، وبمحيط عائلي يترك لهن الحق في البوح وباختياراتهن.. في مغربنا الغالي والحبيب هناك، من لا يزال يجبر القاصرات على الزواج ، هناك من يتواطأ مع بعض القضاة والمسؤولين في الزواج القسري، هناك من سرق الزواج بمن هم في سن الاباء طفولتهن دونما تحرر من قيود وأعراف قاع المجتمع و مباركة حرس القانون.... قاصراتنا غير المحتفلات بعيد يومنا هذا، هن الفريسة التي يتربص بها وحش الاغتصاب والاعتداء.. لا قانون يحميهن لا اتفاقيات دولية تصونها من جميع أشكال التمييز .. وكلما توغلنا الى حواشي قرانا النائية و مداشرنا البعيدة كلما ازدادت سطوة الذكورة اللعينة.. تحت احتفاليات بألوان الدم والألم والبحث عن اللذة الحيوانية.. نعم سنحتفل ولكن ستبقى في حلوقنا غصة تجاه واقع مجتمع نصف نسائه عليلات مريضات اميات مغتصبات في طفولتهن ماديا ومعنويا... نعم سنحتفل بمساءلة السيدة الوزيرة المكلفة بالأسرة والمرأة والطفل، عن نسائنا المنسيات المحرومات من الصحة والتعليم والمتزوجات قسرا ورغما عن انوفهن من عدم تفعيل مبدأ الملائمة ومصير مضمون الاتفاقية المناهضة لجميع أشكال العنف والتمييز ضد المرأة.. نحتفل بمساءلة بعض الجمعيات التي تختار ظاهر الاحتفال وتستعرض عضلاتها وتنسب لنفسها مالم تقم به في كل ذكرى احتفال، أكان يوما وطنيا أو عالميا. .. نحتفل باليوم الوطني للمرأة بالمغرب لنهمس في أذان البعض قائلين: كفانا كذبا .. فنحن نريد مساواة انصاف حقيقة لا شعارات تحمل لحظة الحاجة وتعاود ركنها حتى يوم احتفال آخر...... نريد نساء قويات مناضلات متعلمات.... وكل عام و المرأة المغربية تراكم النجاحات وتتخلص من انتهازية الكاذبات.