استقبل الرئيس الجزائري، عبد العزيز بوتفليقة، اليوم الأربعاء، الأخضر الإبراهيمي، المبعوث الأممي والعربي المشترك السابق إلى سوريا، في أول ظهور له منذ قرابة الأسبوعين بشكل أثار تساؤلات وانتقادات من المعارضة حول حقيقة وضعه الصحي. وقالت وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية في خبر مقتضب: "استقبل رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة اليوم الأربعاء بالجزائر العاصمة الدبلوماسي الجزائري ووزير الخارجية الأسبق الأخضر الإبراهيمي". ونشرت الوكالة صورة اللقاء الذي جمع بين الرجلين دون تقديم تفاصيل أخرى حول ما دار بينهما من مباحثات. وكان آخر ظهور للرئيس الجزائري على شاشة التلفزيون الحكومي يوم 21 سبتمبر المنصرم، عندما ترأس اجتماعا حضره كبار المسؤولين السياسيين والأمنيين في البلاد لبحث الوضع على حدود البلاد مع كل من مالي وليبيا وتونس. وغاب الرئيس بوتفليقة عن الاحتفال الرسمي بمناسبة عيد الأضحى وناب عنه رئيس الوزراء عبد المالك سلال ورئيسا غرفتي البرلمان العربي ولد خليفة وعبد القادر بن صالح. وأطلق ناشطون جزائريون على شبكات التواصل الاجتماعي في الأيام الأخيرة هاشتاغ تحت عنوان "أين الرئيس؟" حقق انتشارا كبيرا على موقعي "فيسبوك" و"تويتر"؛ ما يعكس حالة من "الحيرة" في الشارع عن سبب غياب رئيس الجمهورية عن الأنظار في الأيام الماضية حتى في التلفزيون الحكومي. ويقول مشارك يسمي نفسه عبد المؤمن بن حمدة على موقع فيسبوك "حملة أين الرئيس ..متواصلة ..من حقنا أن نعرف أين الرئيس". واخرى تسمي نفسها انتصار على موقع "تويتر" فنشرت صورة لعمارة بالعاصمة تم تعليق صورة عملاقة لبوتفليقة على واجهتها لتعلق "نحن نرى رئيسنا هنا فقط (تقصد في الصور)" . ويرد مشارك آخر يدعى عبد القادر بن علال على هذه التعليقات من موقع "تويتر" "إذا ظهر –بوتفليقة- فهو كثير الظهور وإذا غاب أين_الرئيس بوتفليقة.. سؤال ساذج إن مات فالموت حق وكلنا سنموت وإلا فلا شيء يوجب عليه الظهور كل يوم". وتعرض بوتفليقة لوعكة صحية نهاية أبريل2013 نقل على إثرها للعلاج بفرنسا، وبعد عودته للبلاد في يوليو من السنة نفسها مارس مهامه في شكل قرارات ورسائل ولقاءات مع كبار المسؤولين في الدولة وضيوف أجانب يبثها التلفزيون الرسمي دون الظهور في نشاط ميداني يتطلب جهدا بدنيا بحكم أنه ما زال يتنقل على كرسي متحرك. وقال مرشح الرئاسة السابق علي بن فليس في مؤتمر صحفي يوم 30 سبتمبر الماضي إن "هناك حالة شغور يعيشها أعلى هرم السلطة، فالمراسيم معطلة وهيئات يتم تسييرها بالنيابة خلافا لما ينص عليه الدستور، كما أن عشرات السفراء الأجانب ينتظرون تسليم أوراق اعتمادهم في غياب من يمنحهم هذا القرار"، في إشارة إلى أن رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة الذي يملك صلاحية القرار مريض. يشار إلى أن الشارع الجزائري ظل منذ تعرض الرئيس بوتفليقة لوعكة صحية في أبريل 2013 عرضة للإشاعات حول تدهور وضعه الصحي، ووصلت حد إعلان وفاته، لكن محيط الرئيس كان يرد في كل مرة على هذه الشائعات بنشر صور له عبر التلفزيون الحكومي وهو يستقبل ضيوفا أجانب أو مسؤولين سامين في الدولة.