أعلن حليم السباعي، رئيس جمعية "الزايلة"، وأحد مؤسسي مهرجان "تركالت" لموسيقى الصحراء، الذي يقام سنويا بمحاميد الغزلان، عن تأجيل الدورة السادسة من المهرجان عن موعدها، والذي حدد سلفا في الفترة بين 7 و9 نونبر المقبل، مقدما اعتذاره لساكنة المنطقة والموسيقيين والجمهور الذي تعود السفر إلى صحراء المحاميد للرقص على إيقاعات موسيقى تجمع تجارب فنية من آفاق مختلفة. السباعي قال في اتصال هاتفي مع هسبريس إن سبب التأخير راجع بالأساس إلى قلة الموارد المالية، وتنصل بعض الأطراف من وعودها، بينما بقي بعض الدعم الذي لن يكون كافيا لتنظيم التظاهرة بنفس الجودة والتماسك الموضوعاتي الذي ظهرت به من أول دورة". مدير مهرجان "تراكالت" أكد أن التظاهرة سيتم تنظيمها من 23 إلى 25 يناير 2015، وأن التأجيل هدفه تعبئة كل الموارد الكفيلة بجعل الدورة السادسة أكثر غنى وتميزا عن باقي الدورات، وأن يعبر حفل السنة القادمة عن التراكم الذي بدأته جمعية "الزايلة" صحبة الساكنة المحلية والشركاء الدوليين لهذا الملتقى الثقافي، يورد المتحدث. وبنبرة لا تخلو من عتاب، طالب السباعي من وصفهم بالفاعلين المؤسساتيين و "المرتبطين بتدبير الشأن الثقافي، بالاهتمام بالمهرجانات الموضوعاتية ذات التأثير الواضح والآني على الواقع الثقافي والسوسيواقتصادي في منطقة الجنوب الشرقي، أو الهامش كما يحلو للبعض أن يصفنا". وحول مستقبل القافلة الثقافية للسلام، التي سبق لمنظمي مهرجان لمحاميد أن أطلقوها في اتجاه موريتانيا وبوركينا فاسو ومالي، لصالح اللاجئين الماليين الذين دفعتهم الحرب الأهلية إلى هجر الديار، قال السباعي إن أعضاء مهرجان "تركالت" اجتمعوا بنظرائهم في اللجنة المنظمة ل"مهرجان في الصحراء" ومهرجان "ضفة النيجر" بمالي، يوم 13 شتنبر الماضي ببماكو، حيث تقرر توسيع لائحة شركاء القافلة عبر تأسيس ما أطلق عليه "شبكة القافلة الثقافية". المتحدث أضاف أن الدورة الأولى كانت نموذجية وأبانت عن حنكة و تبصر هذا النوع من المبادرات، التي تعيد نسج المشترك الإنساني بين شعوب منطقة تمزقها النزاعات ويتهددها التطرف والغلو، لذلك تقرر، يقول السباعي، إطلاق القافلة الثانية مباشرة بعد اختتام مهرجان "تركالت" بالجنوب المغربي لتحط الرحال عند شركائها على الأراضي المالية".