مع اقتراب حلول عيد الأضحى، تشهد أسواق وفضاءات بيع الأضاحي بجهة الرباطسلا زمور زعير، رواجا كبيرا، من حيث وفرة العرض الذي يناهز 520 ألف رأس مقابل الطلب الذي يقدر ب500 ألف أضحية. وتعرف أسواق بيع الأضاحي بالجهة، شأنها شأن باقي جهات المملكة، مجموعة من المشاكل المرتبطة بتنظيم هذه الفضاءات التي تعرف فوضى عارمة من حيث تنظيم الباعة، مع غياب أدنى شروط النظافة، فضلا عن احتكار الوسطاء (الشناقة) لهذه الفضاءات، في ظل غياب أي مراقبة، وهو ما ينعكس على أثمان الأضحية التي تخضع لمضاربات هؤلاء (الشناقة). وقال عدد من الكسابة، خلال زيارة ميدانية لسوق بيع الأضاحي بعين العودة بالمجال الترابي لعمالة الصخيراتتمارة، إن العشوائية التي تعرفها هذه الفضاءات، في ظل غياب مراقبة متواصلة يسمح بظهور مجموعة من الممارسات منها احتكار الوسطاء لهذه الفضاءات، وارتفاع تسعيرة كراء أماكن بيع الأكباش داخل السوق (انتقل السعر الذي تحدده الجماعة المحلية من ستة دراهم للكبش الواحد في اليوم خلال السنوات الماضية إلى 20 درهما)، فضلا عن ارتفاع أثمنة الأعلاف التي تثقل كاهل الفلاح على الرغم من الدعم الذي تقدمه الدولة الذي لا يكفي لسد حاجيات الفلاح. من جانبه، قال المدير الجهوي للفلاحة لجهة الرباطسلا زمور زعير، محمد أوعلي، في تصريح مماثل، إن العرض بالنسبة لأضاحي العيد تتميز هذه السنة بوفرة العرض، نتيجة توالي مواسم فلاحية جيدة ساهمت في توفير الكلأ والرفع من مستوى إنتاج القطيع من جهة، وتحسن الحالة الصحية للقطيع بفعل المراقبة المستمرة والتأطير الصحي المتواصل وحملات التلقيح ضد الأمراض الحيوانية المعدية. وأضاف أن أثمنة الأضحية تخضع للعرض والطلب، وتختلف حسب الجودة والصنف وسن الأضحية، وحسب المناطق وأماكن البيع، مبرزا أن جهة الرباطسلا زمور زعير، بحكم موقعها الجغرافي، تعتبر وجهة لعدد كبير من الكسابين الذين يتوافدون عليها من مختلف مناطق الإنتاج بالمغرب كالأطلس المتوسط ودكالة والحوز والمناطق الشرقية. وأشار إلى أن أثمنة الأضحية تتراوح، على العموم، في المعدل ما بين 39 و50 درهم للكيلوغرام حسب الصنف، مضيفا أن هذه الجهة تعد منطقة لإنتاج الأغنام والماعز خاصة سلالة تمحضيت. وبخصوص المشاكل التي تعرفها أسواق بيع الأضاحي، قال إنها مرتبطة، بالخصوص بالانتشار الكبير للوسطاء. من جهته، أشار محمد بنحمو، طبيب بيطري بالمديرية الجهوية للمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية بجهة الرباطسلا زمور زعير، وجهة الغرب الشراردة بني احسن، إلى أن المصالح البيطرية تقوم، خلال الأيام التي تسبق عيد الأضحى، بجولات ميدانية في الأسواق والحظائر لمراقبة الحالة الصحية للمواشي، كما تقوم بمراقبة الحدود لمنع تدفق الأغنام القادمة من دول الجوار لتفادي تنقل بعض الأمراض كالحمى القلاعية. وأكد أن الحالة الصحية للقطيع جيدة، ولم تسجل أي حالة إصابة بأي مرض حيواني معدي، موضحا أن المواطن، عند اقتنائه الأضحية، ينبغي أن يراعي حالتها الصحية واختيار أماكن بيع تحترم شروط السلامة الصحية. وقال ممثل الغرفة الفلاحية بمنطقة عين العودة، عبد القادر المعمري، إن العرض هذه السنة متوفر وأثمنة الأكباش مناسبة، غير أن هناك مشاكل تعترض الفلاح، منها ارتفاع أثمنة الأعلاف التي تتجاوز الطاقة الشرائية للفلاح، على الرغم من الدعم الذي تقدمه الدولة والذي لا يستجيب لاحتياجات الفلاح. وبخصوص فضاءات بيع الأضاحي، أكد على ضرورة تقنين وتنظيم الأسواق على صعيد كل دائرة فلاحية، ومحاربة الوسطاء، وتوفير أسواق منظمة خاصة ببيع المنتوجات الفلاحية، بما في ذلك المواشي، وتوفير الأمن داخل هذه الفضاءات لحماية المواطن. * و.م.ع