لم يجد لحسن حداد مخرجا لمشاكل قطاع السياحة الذي يشرف عليه، سوى تنظيم مناظرة وطنية استدعى لها زملاءه في الحكومة، ولم تشملها الرعاية الملكية، فيما غاب عنها العديد من المهنيين، ربما لكونهم يدركون أن أعطاب السياحة لن تحلها كلمات هنا ومداخلات هناك، أو صور هنا وعناق هناك. وزير السياحة بدا مثل تلك العجوز التي تطلب خدمات جارها العشاب ليصلح لها ما أفسده الدهر، فانطبق عليه قول الشاعر: "عجوز تمنت أن تكون صبية ** وقد يبس الجنبان واحدودب الظهر// تروح إلى العطار تبغي شبابها ** وهل يصلح العطار ما أفسده الدهر". وظهر جليا أن رئيس حداد في الحكومة جاء ليزين عين السياحة المغربية بالكُحل، فأقدم على فقئها حين قال إن "الكسكس والبسطيلة والمشوي" أكلات تكفي لاستقطاب السياح، دون أن ينكر ما يعتري السياحة بالبلاد من عثرات واختلالات تجعلها متأخرة عما تتطلبه التنمية. المهنيون بدورهم غير راضين على السياسة السياحية، التي يشرف عليها حداد، حيث إن حجم الميزانية المخصصة للترويج السياحي، لا تتجاوز مبلغ 500 مليون درهم، ما جعل وجهات منافسة مثل تركيا تتخطى المغرب بمراحل، فضلا عن ضعف مساهمة السياحة الداخلية التي تصل إلى 28 في المائة فقط. وليس غريبا بسبب تدني الخدمات المقدمة في قطاع السياحة الداخلية أن "يهاجر" وزير السياحة إلى بلد أوربي لقضاء عطلته الصيفية، كما صرح هو بنفسه لجريدة وطنية، دون أن يكلف نفسه عناء المساهمة في عائدات هذه السياحة التي ما فتئ يطبل لها، أو على الأقل يجعل ملك البلاد قدوة له، وهو الذي اختار مدن الشمال لتمضية عطلته هناك.