إن دور المدرسة اليوم هو التربية على قبول الاختلاف داخل جدرانها وتحصين الأطفال جميعهم ضد كل أشكال التمييز والإقصاء؛ بغض النظر عن كل الأسباب التي قد تدعو لذلك، وإن بناء مواطن الغد الذي هو طفل اليوم يقتضي تأهيل المدرسة بمداخل وولوجيات تحترم التنوع البشري وتربي عليه وتعتبر احتياجات الأطفال الأصم مدخلا للتطوير والتحسين ولتجويد الممارسات البيداغوجية؛ في المجتمعات الديموقراطية، ليست تربية وتعليم الأطفال ذوي الإعاقة مسألة اختيارية مزاجية تتغير بتغير الحكومات أو برغبة القطاعات الوزارية؛ بل هي ضرورة ملزمة على وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني في إطار مهامها، والمجلس الأعلى للتربية والتكوين ومسؤولية الحكومة الحالية والمستقبلية لتقليص الفوارق الاجتماعية بين الأطفال لأن الأمر يتعلق ببناء الإنسان. إن الأطفال ذوي الإعاقة بصفة عامة ما زالوا في طابور الانتظار ومهددون بكل أشكال الانحراف والإقصاء؛ ولن تستطيع الخطابات الرسمية المتناقضة بين القول والفعل تجويد الممارسة داخل الأقسام كما أن التشريعات لن تضمن، بغموضها وعموميتها، ولوج عادل للأطفال ذوي الإعاقة السمعية للصفوف المدرسية، في هذا المقال سنحاول التعريف بالصمم وبأنواعه وبخصائص الأطفال الصم؛ كما أننا سنعرض لبعض المداخل التربوية المعتمدة في التدريس وسنكشف عن مشكلات التمدرس للأطفال الصم مقترحين مداخل للتطوير والتجاوز. تعريف الصمم: يعرف الشخص المعاق سمعيا بأنه الشخص الذي فقد سمع أكثر من أربعين ديسبيلا في الأذن الأقوى سمعا مقارنة بالشخص البالغ العادي، وثلاثين ديسبيلا في الأذن الأقوى عند الأطفال ( الديسبيل وحدة لقياس الصوت). يذكر العلماء والباحثون أنه من أسباب الصمم بعض الأمراض المعدية التي تصيب الأطفال، كما أن زواج الأقارب والأمراض الوراثية قد تسبب بدرجات أعلى مشكلة الصمم؛ يفضي الصمم عند الأطفال إلى ظهور مشكلات مختلفة تقلل حظوظه في الاستفادة من تعليم ذي جودة كما أنه يقلل من تفاعله مع محيطه ومع المجتمع بصفة عامة؛ على المستوى المدرسي يعاني الأطفال الصم من مشكلات مرتبطة بقلة البنيات التربوية المؤهلة لاستقبالهم و ضعف الكفاءة عند المتعاملين معهم بسبب غياب التكوين الأساس ناهيك عن غياب التربية المبكرة. أنواع الصمم هناك تصنيفات متعددة ومتنوعة للصمم، بعضها يرتكز على زمن الإصابة بالصمم ويعتبره إما ولادي يظهر منذ الولادة، أو مكتسب حيث يصاب الفرد ( وخاصة الأطفال ) بالصمم لسبب ما بعد الولادة سواء قبيل أو بعد اكتساب اللغة والكلام. بيد أن هناك تصنيفات أخرى تعتمد على طبيعة المنطقة المصابة في الجهاز السمعي والخلل الذي أدى لظهوره ( ويمتاز هذا التصنيف بكونه الأدق والأكثر انتشاراً كما أنه محدد لآليات التدخل التربوي؛ ) ويتمثل في: - الصمم التوصيلي : يحدث بفعل اضطرابات في الأذن الخارجية أو الوسطى مع سلامة الأذن الداخلية مما يحد أو يمنع الذبذبات الصوتية من الانتقال خلال القناة السمعية أو غشاء الطبلة أوالعظيمات الثلاث إلى القوقعة في الأذن الداخلية ؛ ويعد " من أكثر أنواع الفقدان السمعي شيوعاً بين الأطفال " و يمكن علاج هذا النوع من الصمم طبياً، كما يمكن تقويمه باستخدام معينات سمعية . - الصمم الحسي العصبي : وهو نتيجة وجود خلل في الأذن الداخلية والمنطقة الواقعة بينها وبين الدماغ، مع سلامة الأذن الخارجية والوسطى. يؤدي الصمم الحسي العصبي إلى الحد من وصول الموجات الصوتية إلى الأذن الداخلية، مهما بلغت شدتها أو وصولها بشكل منحرف، . -الصمم المختلط : ينجم عنه إصابة أكثر من قسم من أقسام الأذن الثلاثة( الخارجية والوسطى والداخلية)، ويجمع بين أسباب وأعراض النوعين السابقين، يصعب علاجه وتقويمه . -الصمم المركزي: يحدث بفعل خلل في الممرات السمعية في جذع الدماغ أو في المراكز السمعية به، مما يجعل إمكانية الاستفادة من المعينات السمعية محدودة . -الصمم الوظيفي والذي يدل على الصمم النفسي حيث يفقد السمع دون وجود خلل في أي جزء من أجزاء الجهاز السمعي، وقد يصيب بعض الأطفال بفعل التعرض لصدمات نفسية وفي حالة عدم اكتشاف أسبابه يمكنه أن يؤثر سلبا على أعضاء السمع. خصائص الأطفال الصم : نشير في البداية إلى أن الأطفال الصم لا يختلفون عن الأطفال السامعين في الاحتياجات النفسية أو الجسدية كما أنهم لا يختلفون عنهم في البناء الجسدي؛ يؤثر فقدان الطفل التواصل اللغوي مع الأسرة والمحيط في طريقة تفاعله معه وفي طريقة فهمه لذاته؛ فاللغة تعتبر أداة تواصلية هامة في تشكيل صورة عن الذات وعن إمكانياتها ، وما أن يظهر الطفل نقصا في التواصل مع المحيط حتى تتراجع الأسرة في تدعيم النمو النفسي للطفل، تختلف آثار طريقة تفاعل الطفل الأصم مع أسره باختلاف: عمر الطفل عند الإصابة بالصمم؛ وعي الطفل بفقدانه للسمع؛ درجة فقدان السمع، ونوع الصمم؛ استعمال السماعات الطبية أو عدم استعمالها؛ نوع الاستجابة الوالدية لصمم الطفل؛ استفادة الطفل من تدخل مبكر؛ استفادة أسرة الطفل من مرافقة؛ أ) الخصائص اللغوية للأطفال الصم يؤثر الصمم عند الطفل على عدم القدرة على اكتساب اللغة مما يمكن أن يعرضه للعزلة نتيجة عدم قدرته على توصيل أفكاره للمستمعين من أقرانه وعدم القدرة على التعبير عن حاجاته للكبار منهم ويجد الكثير منهم صعوبة في إنتاج الكلام المفهوم مما يعرضه للاستهزاء من الأقران أو الإنكار من المحيطين به من الكبار. تزداد المشكلة تعقدا عند الطفل حين يكتشف أن التواصل الشفهي والقراءة هما الأكثر أدوات استعمالا في محيطه فيشعره ذلك بالعزلة وبالرغبة في التخفي عن الأنظار. يلعب التدخل المبكر وأسلوب الدعم الوالدي ورفاق المؤسسة التربوية أدوار ريادية في دمج الطفل في الوسط الاجتماعي وإشعاره بالتقبل؛ ودون ذلك يصبح الطفل الأصم أكثر عرضة للإحباط المفضي لظهور العنف المتجه للمحيطين به؛ لقد تأكد من خلال الممارسة أن الأطفال غير المتمدرسين حين يتم إلحاقهم بأقسام الدمج المدرسي غالبا ما يكون سلوكهم متسم بالعنف والشجار وعدم القدرة على التعبير عن الاحتياجات؛ وما أن يقضي فترة من الزمن حتى تبدأ سلوكاته في التطور والتحسن ويبدي رغبة في التعاون مع رفاقه كما أنه يقبل على التعلم. ب)الخصائص المعرفية للأطفال الصم: أكدت الدراسات من خلال نتائج الاختبارات غير اللفظية عدم وجود اختلاف بين الأطفال الصم وغير هم على المستوى المعرفي؛ لكن على مستوى التعلم فإن الأطفال الصم يجدون صعوبة في القراءة ( مشكلة النطق)؛ ثم مشكلة الفهم فيما بعد ومشكلة الكتابة ( النقل والإملاء) في بداية التعلم؛ ويمكنهم إجراء العمليات الحسابية بشكل جيد إذا ما استعملت وسائل حسية أثناء تقديم المفهوم، بما يفيد قدرتهم على التفكير التجريدي وبناء المفاهيم الرياضية. وفي حالة وجود صعوبة في ذلك فإن الأمر مرتبط بطرق وأساليب التدريس التي قلما تأخذ احتياجات الطفل الأصم بعين الاعتبار؛ ج)الخصائص التربوية والاجتماعية للأطفال الصم: تتمثل أهم الخصائص النفسية في صعوبة تكوين أصدقاء؛ عدم التفهم الاجتماعي للاحتياجات الخاصة بالطفل الأصم؛ ضعف التفاعل الاجتماعي مع الأقران ومع الكبار المحيطين به؛ صعوبة بناء استقلالية تامة في مرحلة المراهقة؛ صعوبات في التكيف الاجتماعي وخفض تقدير الذات؛ شعور الطفل الأصم بالرفض من قبل الأطفال السامعين الآخرين؛ العجز على تجاوز مرحلة التمركز حول الذات؛ المهارات التربوية المقدمة للمعاقين سمعيا في البرامج التربوية؛ مهارة التدريب السمعي " التربية السمعية". تتمثل في تدريب الأطفال ذوي الإعاقة السمعية البسيطة والمتوسطة على مهارة الاستماع والتمييز بين الأصوات أو الكلمات أو الحروف الهجائية وتزداد الحاجة إلى التدريب السمعي كلما قلت درجة الإعاقة السمعية. وتكمن مهمة المدرس في تطوير مهارة التدريب السمعي باستخدام الطرائق التربوية المناسبة وخاصة المعينات البصرية والمعينات السمعية التي تساعد على إنجاح هذه الطريقة والتي تهدف إلى: - تنمية وعي الطفل الأصم للأصوات . - تنمية مهارة التمييز الصوتي لدى الطفل الأصم بين الأصوات العامة غير الدقيقة . - تنمية مهارة التمييز الصوتي لدى الطفل الأصم بين الأصوات المتباينة الدقيقة. تدريب الطفل على استثمار بقاياه السمعية والكلامية في: إصدار أصوات غير صوت البكاء. الاستدارة نحو مصدر الصوت. إصدار أصوات المناغاة. جذب انتباه الآخرين من خلال إصدار بعض الأصوات. تعتبر التربية السمعية من المهارات الأساسية التي ينبغي إدماجها في المناهج الدراسية باعتبارها توسع دائرة استثمار البقايا السمعية وتشجع الطفل على توظيفها في حياته اليومية وتحمي حياته من المخاطر الممكن أن يتعرض لها. مهارة قراءة الشفاه (الكلام)؛ وتتمثل في تنمية مهارة ذوي الإعاقة السمعية على قراءة الشفاه وفهمها، بمعنى أن يفهم المعاق سمعيا الرموز البصرية لحركة الشفاه أثناء الكلام من قبل الآخرين.و"يعتمد نجاح الطريقة،على مدى فهم المعاق سمعيا للمثيرات البصرية المصاحبة للكلام، مثل:تعبيرات الوجه، وحركة اليدين، ومدى سرعة المتحدث، ومدى ألفة موضوع الحديث للمعاق سمعيا، والقدرة العقلية للمعاق سمعيا". مهارة لغة الإشارة والأصابع ؛ تعرف لغة الإشارة على أنها نظام حسي بصري يدوي يقوم على أساس الربط بين الإشارة والمعنى. أما لغة الأصابع فهي إشارات حسية مرئية يدوية للحروف الهجائية بطريقة متفق عليها ما زالت غير موجودة وغير متفق بشأنها في المغرب. ويمكن الجمع بين لغة الإشارة والأصابع معا لتكوين جمل مفيدة ذات معنى. مهارة التواصل التبادلي باستخدام الصور؛ - يتم اختيار صورة لشيء يمثل اهتمام وحاجة لدى الطفل ووفق ميوله لجذب انتباهه ليستجيب لعملية التدريب: مثل صورة كرة. - تكون الصورة إما ملونة، أو بالألوان الأبيض والأسود حسب حاجة الطفل، ويمكن استخدام الرموز كذلك بدلا عن الصور. - تطبيق المهارة في عملية تدريب الطفل تتطلب شخصين من المدربين، الشخص الأول يقوم بمساعدة الطفل جسديا ليأخذ البطاقة أو الصورة، ثم يذهب إلى الشخص الأخر ويسلمه البطاقة - يستلم الطفل الكرة (هنا يتم تبديل صورة البطاقة بالكرة) دون أن يتلقى الطفل أي تعليمات لفظية. - بعد التدريب أكثر من مرة يقوم الطفل بإحضار الصورة أو البطاقة بنفس الطريقة. - وفي المرحلة المتقدمة يبدأ الطفل باستخدام هذه الطريقة مع المحيطين حوله ومع الغرباء (أي يقوم بتعميم المهارة ويتواصل بها مع الآخرين) وذلك باستخدام الألبوم المملوء بالصور التي يحتاج إليها الطفل. - من مميزات هذه الطريقة أنها تشجع الطفل ليقوم بعملية الكلام وتحفيز النطق لديه. مهارة الاتصال الكلي؛ تجمع بين الطرق السابقة في الوقت نفسه، فالمتكلم يتحدث بصوت واضح مسموع وبسرعة عادية لحركة الشفتين، وفي الوقت نفسه يعبر عن حديثه بلغة الإشارة والأصابع معا. صعوبات تعليم الصم في المدرسة المغربية؛ تتعدد صعوبات تعليم الأطفال الصم في المدرسة المغربية منها: - عدم إتاحة الدراسة في المؤسسات العمومية ومحدوديته في بعض أقسام الدمج المدرسي والمراكز الخاصة المعدودة على الأصابع والموجودة في المدن الكبرى؛ - غياب لغة إشارة مغربية رسمية موحدة بين الصم في المغرب وقابلة للتطبيق في المدارس المغربية كما هو في معظم الدول؛ -غياب تكوين متخصص في مجال تعليم المعاقين سمعيا؛ - افتقاد المربين والأساتذة للمؤهلات القمينة بتطوير مهاراتهم في تدريس الأطفال الصم ؛ - غياب التنسيق بين الجمعيات في مجال توحيد لغة الإشارات؛ - تعدد المتدخلين الدوليين في الدورات التكوينية بأشكال متباينة في مجال لغة الإشارة؛ - غياب التدخل المبكر؛ - رفض المؤسسات الخاصة قبول الأطفال المعاقين سمعيا ؛ - رفض آباء الأطفال " العاديين " قبول وجود أطفال ذوي إعاقة سمعية مع أبنائهم؛ - قيام المنهاج على التعلمات المدرسية وفي التقييم على التحصيل الدراسي؛ - قلة احتياجات الأطفال الصم في المدارس وانعدامها في أغلبها؛ اقتراحات للتطوير - وضع خطط وطنية واستراتيجيات عملية وخارطة طريق لتحقيق التعليم للأطفال ذوي الإعاقة السمعية وخاصة منها الاختيارات اللغوية لتدريس الأطفال الصم؛ - تحمل وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والمجلس الأعلى للتربية والتكوين المسؤولية الكاملة في ضمان حق الأطفال الصم في التعليم المجاني والإلزامي والجيد في جميع الأسلاك التعليمية مع تكييف شامل لآليات التقويم بما يجعله في خدمة تعليم الأطفال ذوي الإعاقة السمعية؛ - تتبع الأطفال الذين يدرسون في المراكز الخاصة وتسجيلهم في إحدى المؤسسات المرجعية ( ابتدائي، ثانوي إعدادي ، ثانوي تأهيلي ) وتمكينهم من جميع الحقوق التي يستفيد منها باقي الأطفال مع ضمان حقهم في الاستفادة من تعليم ذي جودة؛ - جعل المدارس والأقسام الدراسية ميسرة ومتوفرة على الولوجيات للأطفال ذوي الإعاقة السمعية؛ - ضمان توفر ما يكفي من المدرسين المكونين في تدريس الأطفال ذوي الإعاقة السمعية؛ - تحدي المواقف المفضية التمييز بين السامعين وغير السامعين؛ والمتمثلة في رفض آباء الأطفال السامعين وجود طفل ذي إعاقة سمعية إلى جانب أبنائهم ورفض تسجيل الأطفال ذوي الإعاقة السمعية في السجلات الرسمية للأطفال المتمدرسين؛ - تمكين الأطفال ذوي الإعاقة السمعية من رقم وطني أسوة بباقي الأطفال؛ وتكييف برنامج مسار ليستجيب لاحتياجاتهم؛ ضمان تسجيل الفتيات المعاقات سمعيا في المؤسسات التعليمية وتسير متابعة دراستها في باقي الأسلاك التعليمية؛ دعم أسر الأطفال المعاقين سمعيا وتوجيه المعاقين سمعيا منهم لما يخدم مصلحة الأطفال توفير الدعم التقني لإصلاح السماعات الطبية ودعم الأسر ماديا لتوفير بطاريات للسماعات المستعملة؛ تمكين الأطفال من الوسائل الميسرة للتعلم في الأقسام العادية والمدمجة مع توفير موارد بشرية متنقلة يعهد لها تتبع احتياجات الأطفال الصم عن قرب؛ جعل التعلم متمركزا على المواقف الحسية وإغناء استعمالات الزمن اليومية بأنشطة التربية السمعية واعتماد مهارات الاتصال الكلي خلال عملية التدريس؛ وفي الأقسام العادية الحرص على موضعة الطفل ذي الإعاقة السمعية قبالة السبورة والتقليل من الحركة أثناء التدريس وتشجيع الأطفال على الاهتمام بأصدقائهم من ذوي الإعاقة السمعية؛ mmakaou[email protected] المراجع المعتمدة : 1 الخدمات المقدمة للأطفال الصم وعلاقتها بسماتهم الشخصية بمحافظة غزة http://library.iugaza.edu.ps/thesis/52936.pdf 2 خدمات التدخل المبكر للأطفال الصم وضعاف السمع؛ http://drbanderalotaibi.com/new/admin/uploads/2/1092010.pdf -3la communication avec un jeune sourd, collection éthologie et psychologie des communication,pul,1994,France 4- قضايا تربوية،محمد بوبكري،2003،دار الثقافة، الدارالبيضاء