ركزت الصحف الأوروبية الصادرة اليوم الخميس على عدد من المواضيع، منها على الخصوص النداء الذي أطلقه الرئيس الأمريكي باراك أوباما للدول الأعضاء في الأممالمتحدة من أجل محاربة تنظيم (داعش) ، وردود الفعل حول إعدام الرهينة الفرنسي بالجزائر من قبل جماعة إرهابية ، والخطاب الأول للعاهل الاسباني الملك فيلبي السادس بالأممالمتحدة الذي تميز بالدفاع عن الوحدة الترابية للبلدان، والنقاش الدائر في روسيا حول مشروع قانون لتعويض الروس عن خسائر مالية . ففي ألمانيا تناولت أغلب الصحف في تعليقاتها الكلمة التي ألقاها الرئيس أوباما في الأممالمتحدة والتي وجه فيها نداء إلى كل الدول الأعضاء في المنظمة، لتقديم الدعم في مواجهة تنظيم "الدولة الإسلامية" الإرهابي . فكتبت صحيفة (نوي أوسنايبروكه) أن أوباما شجب في كلمته ما يقوم به هؤلاء الإرهابيون بوصفهم قتلة واعتبرهم ك"سرطان" يتعين القضاء عليه ، مضيفة أن كلام أوباما كان واضحا وله معنى واحد هو أن قراره القضاء على (داعش) في حاجة إلى مساعدة من الجميع. من جانبها اعتبرت صحيفة (نوي أوسنايبروكه) في تعليقها أن العزم الذي عبر عنه أوباما في كلمته لتدمير تنظيم "الدولة الإسلامية" وشن حرب على الإرهاب ، يستدعيان مشاركة قوية من حلفائه . أما صحيفة (لاندستسايتونغ) فترى أنه بعد هذا الإجماع في الأممالمتحدة، فإن الحكومة الاتحادية أصبحت تقريبا في مأزق خاصة وأن أوباما وجد استجابة في تحالف جديد مع الدول العربية، فظهرت أكثر صلابة من الألمان، مشيرة إلى أنه من الواضح أن أوباما يتوقع الكثير من ألمانيا في تقاسم الأعباء ، لأنه من الصعب في الوقت الراهن - بحسب الصحيفة - تفهم موقفها من عدم المشاركة في الضربات الجوية. من جهتها ترى صحيفة ( فولكشتيمه) أن العمل المشترك وانخراط المجتمع الدولي بأسره ضرورة ملحة، مشيرة إلى أن العالم لن ينجح بدون استراتيجية عالمية لمكافحة تنظيم (داعش) ، وتنظيم القاعدة، وجماعة (أبو سياف)، وخراسان، وأيضا القراصنة بساحل شرق أفريقيا، والمناطق التي ينعدم فيها القانون في العالم والتي تحولت إلى معسكرات للقاعدة. وشددت الصحيفة على أن الحرب على الإرهاب يتعين أن تكون قضية كل دول الأممالمتحدة. وتطرقت الصحف من جهة أخرى إلى الحكم الذي أصدرته محكمة العمل الاتحادية، والقاضي بحق المؤسسات التي تديرها الكنيسة في منع عمل المسلمات المحجبات بها على خلفية رفع سيدة محجبة دعوى على مستشفى تديره جمعية بروتستانتية قام بفصلها بسبب ذلك . ففيما اعتبرت بعض الصحف أن الحكم في محله ويتناسب مع منع الرموز الدينية في مثل هذه المؤسسات ، انتقدته أخرى واعتبرته حيفا في حق المسلمات، من ضمنها (رولينغه غينرال أنتسايغه) التي ترى أن هذا الحكم يبعد كل جهود التكامل في المجتمع الألماني، ويعتبر صفعة في وجه كل الذين يبدون نية صادقة مع المواطنين من أصول أجنبية ويعتبرون " الإسلام جزءا من ألمانيا "، التي قالها الرئيس الاتحادي السابق كريستيان فولف بكل شجاعة. وفي فرنسا، اهتمت الصحف بالإعلان عن إعدام الرهينة الفرنسي الذي اختطف بمنطقة القبائل بالجزائر حيث كتبت صحيفة (لاكروا) أن تهديدات جهاديي (داعش) كانت واضحة، مضيفة أن بلدان التحالف المشاركة في الضربات ضد هؤلاء المقاتلين، معرضة للانتقام من قبل المتطرفين. وأضافت (لاكروا) أن المواطنين الفرنسيين في الخارج وفي الداخل قد يكونون هدفا، وأن هيرفي غورديل أدى الثمن، معتبرة أنها مسألة رهيبة أن يقتل رجل بريء بشكل تام بسبب "الجرائم المفترضة لبلاده. فليس المسؤولون الفرنسيون من تسبب في مقتله برفضهم الخضوع للمساومات، أو بالاستجابة لنداء الحكومة العراقية للتصدي للإرهابيين الذين اجتاحوا البلد". وأشارت إلى أن الجناة هم أولئك الذين قرروا أن من لا يفكر مثلهم، ولا يعيش مثلهم ،ليس له مكان على الأرض. أما صحيفة (ليبراسيون) فاعتبرت من جهتها أن البعض سيقول إن "كل ذلك تم بسرعة ، وأننا انخرطنا في عمليات دون أن نكون معنيين بشكل مباشر ،وأن الحكومة تعرض للخطر مواطنينا من أجل أهداف غامضة في حرب يشنها آخرون" ،مضيفة أن النقاش يجب أن يتم وفق القواعد الجيدة للديمقراطية مؤكدة أن التشكيك اليوم معناه تبرير تكتيك الإرهابيين. من جانبها كتبت صحيفة (لوفيغارو) أن الجرائم الوحشية للإرهابيين تصيب بالغثيان، مشيرة إلى أن فرنسا لديها مكانتها في هذه الحرب التي يمكن أن تنتقل غدا إلى أراضيها. وخلصت الصحيفة إلى أن الإرهابيين لا يرهبون سوى الأضعف منهم ،ولا تؤدي جرائمهم سوى إلى تعزيز الجبهة المشتركة لأعدائهم. وفي بلجيكا كتب صاحب افتتاحية صحيفة (ليبر بلجيك) أن بلجيكا قررت الانضمام إلى التحالف الدولي ضد "الدولة الإسلامية" في العراق لأن التدخلات العسكرية في السنوات الأخيرة لم تعالج أي مشكل، بل أحيانا تسببت في أوضاع يصعب إدارتها فكان لا بد من وقفها. وبالنسبة للصحيفة ، فالتدخل مهم ومؤكد، ولكن أيضا، والأهم، إعداد أفضل مما كان عليه الأمر في الماضي، والأخذ بعين الاعتبار السياق الجيو سياسي لتفادي الخروج من فوضى والدخول في أخرى أوسع. وتقاسم هذا الرأي كاتب افتتاحية صحيفة (سوار) الذي اعتبر أن القائمة اليومية للأعمال الوحشية التي ترتكبها "الدولة الإسلامية" إلى جانب خطر رؤية بغداد تسقط في يديها هو مبرر لكل تدخل عسكري في المنطقة ، مشيرا إلى أن قطع رأس الرهينة الفرنسي هيرفي في الجزائر عزز الدعوة إلى الحاجة الملحة للانضمام إلى هذه الحرب. صحيفة (لاديرنيير أور) ترى من جانبها أن الضربات الأولى التي قام بها الجيش الأمريكي في سورية يمكن اعتبارها بداية نهاية "الدولة الإسلامية"، مشيرة إلى أن زعيم هذه المنظمة ذهب بعيدا في رغباته والسيطرة على بغداد، وهو الأمر الذي لن تسمح به القوى الكبرى. وفي إسبانيا عادت الصحف، بالتفصيل، للخطاب الأول للملك فيليبي السادس أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، والذي تميز، بحسبها، بالدفاع عن الوحدة الترابية للبلدان. وكتبت صحيفة (لا راثون) أن الملك فيليبي السادس دافع أمام الأممالمتحدة عن الوحدة الترابية للدول، وذلك في أوج التحدي الكطالوني حول الاستقلال بعد دعوة رئيس إقليم كطالونيا أرتور ماس إلى تنظيم استفتاء حول تقرير المصير في 9 نونبر المقبل. وأضافت اليومية أن العاهل الإسباني انتهز هذه المناسبة للدفاع عن إسبانيا موحدة ومتحدة، تحتضن "جميع المناطق رغم تنوعها". من جهتها ذكرت (إلموندو) أن الملك فيليبي السادس دافع عن سيادة ووحدة الدول، مشيرة إلى أن العاهل الإسباني أكد في كلمته، على التزام ودعم إسبانيا لجهود الأممالمتحدة للحفاظ على السلم والأمن في العالم. وأضافت اليومية أن الملك فيليبي السادس عرض "المسؤولية الفعلية" لإسبانيا لفائدة قيم الأممالمتحدة من قبيل "الحرية والعدالة والسيادة الوطنية، والاستقلال والوحدة الترابية للدول". وفي سياق متصل، أوضحت (إلباييس) أن الملك فيليبي السادس دافع عن "إسبانيا تحتضن كل الأقاليم"، معربا، في الوقت نفسه، عن رغبته في الحفاظ على الديمقراطية بالبلاد. وفي بولندا، ركزت الصحافة على حادث قطع رأس الرهينة الفرنسي هيرفي غورديل في الجزائر من قبل مجموعة إرهابية مرتبطة بتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) بعد انقضاء مهلة تدعو فرنسا لوقف الضربات الجوية ضد المقاتلين في العراق. صحيفة (بولسكا) توقفت عند شريط الفيديو الذي نشر على شبكة الإنترنت قبل إعدام الرهينة الفرنسي، مضيفة أن فرنسا بهذا العمل الإرهابي الشنيع تدفع ثمن هجماتها ضد المقاتلين في الجزائر ومالي والعراق. وأبرزت الصحيفة الإرادة التي تحدو التحالف الدولي لمواصلة عمله ضد (داعش) في العراق والبلدان المجاورة للقضاء على هذه الجماعات الإرهابية التي تنشر الرعب في المنطقة، مشيرة في هذا الصدد إلى كلمتي الرئيس الأمريكي باراك أوباما والفرنسي فرانسوا هولاند اللتين ألقياها من منبر الأممالمتحدة في نيويورك. أما صحيفة (لاغازيت جوريديك) فذكرت أن الرهينة الفرنسي الذي سقط في كمين يوم الأحد الماضي قرب تيزي وزو في منطقة القبائل على بعد 110 كلم فقط من الجزائر العاصمة، تم قطع رأسه مما أثار غضب المجتمع الدولي من هذا العمل الهمجي. وأشارت الصحيفة إلى أن هذا العمل الشنيع يأتي في وقت تهدد فيه مجموعة إرهابية أخرى مرتبطة ب(داعش) بإعدام مواطن ألماني في الفلبين، موضحة أن هذه الممارسات هي منطق الإرهابيين الذي ينص على "العين بالعين والسن بالسن"، مع نشرها لشهادات عدد من الخبراء في مكافحة الجماعات الإرهابية. وفي تركيا ركزت الصحف من جهتها على آخر التطورات في المنطقة مع تكثيف الغارات الجوية وحول دعم تركيا للحرب ضد الدولة الإسلامية (داعش). ووفقا لصحيفة (تركاي) فإن دعم تركيا للتحالف الدولي يخضع لشروط، حيث تنتظر أنقرة ردا واضحا على طلباتها بإنشاء منطقة عازلة بعمق 20 إلى 25 كيلومتر داخل الأراضي السورية. وتطالب أنقرة أيضا ، حسب الصحيفة ، بألا يتم ترك المنطقة مرة أخرى في فوضى بعد الفوز على (داعش) ، لأن ذلك في اعتبارها من شأنه أن يخلق منظمة إرهابية أخرى تحت اسم مختلف . وأضافت الصحيفة أن تركيا تدعو على الخصوص الغرب إلى أن يكون حريصا على عدم تسليح متمردي حزب العمال الكردستاني الذي يوجد في صراع مسلح مع أنقرة منذ ثلاثين سنة. من جانبها كتبت صحيفة (حريت دايلي نيوز) أن تركيا ما زالت مترددة حتى الآن بشأن تولي أي دور مباشر يمكن أن يغير موقفها في حربها ضد الإرهاب والمشاركة في الائتلاف من خلال اتخاذ كافة أشكال الدعم، بما في ذلك العسكرية والسياسية. ولكن هذا لا يعني بالضرورة - تضيف الصحيفة - إرسال قوات على الأرض لمحاربة المقاتلين أو تنفيذ غارات ضد مواقعهم، نقلا عن نائب رئيس الوزراء يالجين أكدوغان، مشيرة إلى أن هذا الدعم يمكن أن يكون لوجستيكيا أو توفير المعلومات اللازمة. وفي روسيا اهتمت الصحف بمشروع القانون الذي طرح على مجلس الدوما (البرلمان الروسي) والذي سيتيح تعويض الخسائر التي يتكبدها المواطنون الروس والشركات الروسية بسبب قرارات المحاكم الأجنبية، من ميزانية الدولة. وفي هذا السياق نقلت صحيفة (كوميرسانت) عن صاحب المبادرة نائب عن حزب "روسيا الموحدة" فلاديمير بونيفيجسكي، قوله إن هذه المحاولة تأتي في إطار حماية المواطنين من "خطوات عدائية" قد يتم الإقدام عليها في ظروف العقوبات الاقتصادية التي تتعرض لها روسيا من طرف الدول الغربية. وأضافت الصحيفة أن آفاق هذا المشروع لم تتضح بعد، مبرزة أن سيرغي بريخودكو نائب رئيس الوزراء الروسي أرسل تقريرا سلبيا بشأنه ، ذكر فيه أن المشروع "لا يأخذ مبادئ وأصول القوانين الدولية المتعارف عليها بعين الاعتبار". وقالت الصحيفة إنه من المتوقع أن تظهر تسوية للنقاط المثيرة للجدل حيث شككت في أن يتم تقديم التعويض من الميزانية الروسية على خسائر المواطنين الذين بذلوا جهودا حتى تقبل محاكم الدول الأجنبية قضاياهم. من جهتها شددت صحيفة (موسكوفسكي كومسوموليتس) على أن آفاق مشروع القانون غير واضحة حتى الآن حيث نقلت الصحيفة عن فلاديمير بيغين رئيس لجنة التشريع الدستوري قوله " إن مشروع القانون أثار قضية سيبحثها مجلس الدوما". صحيفة (اربي كديلي) نقلت بدورها عن فسيفولود سازونوف رئيس جمعية المحامين " قوله إن مشروع القانون يهدف إلى دعم شركات بعينها" مشيرا ، وفقا للصحيفة ، إلى أن العقوبات تنطبق في المجمل على أكثر من 110 مواطنين روس. وفي السويد، اهتمت الصحافة المحلية بصفة خاصة بتشكيل الحكومة الجديدة. فكتبت صحيفة (داغينس نيهيتر) بهذا الخصوص أن قادة حزب الخضر والحزب الاشتراكي الديمقراطي، الذين سيشكلون الحكومة الجديدة، التقوا يوم أمس الأربعاء. وأضافت الصحيفة ، نقلا عن رئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي ستيفان لوففين، أن المناقشات بين الطرفين "تتقدم بشكل جيد" بهدف الاتفاق على الميزانية المقترحة، مشيرا إلى أن زعيم الاشتراكيين الذي كلف من قبل رئيس البرلمان لتشكيل الحكومة الجديدة ، من المتوقع أن يقدم فريق حكومته يوم الجمعة المقبل لرئيس المؤسسة التشريعية في البلاد. من جانبها لاحظت (سفينسكا داغبلاديت) أن حقيبة وزارة التربية والتعليم ستكون نقطة خلاف كبير بين حزب الخضر والحزب الاشتراكي الديمقراطي، حيث أن كلا من الطرفين يرغب في هذه المهمة. وأشارت الصحيفة إلى أن كلا الفريقين وضع التعليم في صلب حملاته الانتخابية، مضيفة أن المدرسين يريدون أن تعمل هذه التشكيلة على زيادة رواتبهم وتحسين مستوى التعليم في البلاد. من جانبها ترى (افتونبلاديت ) أن ستيفان لوففن أمامه مهمة صعبة لتشكيل الحكومة التي ستواجه أوراشا هامة، مثل البيئة ومكافحة العنصرية.