انصب اهتمام الصحف العربية الصادرة، اليوم الاثنين، على الأوضاع الراهنة في كل من اليمن وسورية والعراق، والتفجيرات التي شهدتها القاهرة أمس، ومستجدات القضية الفلسطينية، وقضية منطقة حلايب الحدودية بين السودان ومصر، إضافة إلى عدة قضايا محلية. فتحت عنوان "إنقاذ اليمن بأيدي أبنائه"، اعتبرت صحيفة (الراية) القطرية في افتتاحياتها أن سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء بما فيها رئاسة الحكومة ومقار الجيش وما تبعها من استقالة حكومة محمد سالم باسندوة "يعد تطورا خطيرا سيلقي بظلاله السالبة على مجمل الأوضاع باليمن"، مؤكدة أن الخروج من هذا المأزق يكمن في التزام جميع الأطراف باتفاق السلام الذي وقعه الحوثيون مع الرئاسة اليمنية وباقي الأحزاب برعاية الأممالمتحدة والذي يقوم على مخرجات الحوار الوطني لتشكيل حكومة جديدة تشمل جميع المكونات السياسية وبتوافق الجميع، إضافة الى إلغاء رفع الدعم عن المشتقات النفطية وتشكيل لجنة اقتصادية لدراسة الوضع الاقتصادي في اليمن، يتم على أساسها تخفيض آخر لسعر المشتقات النفطية. وشددت الصحيفة على أن أي محاولة من الحوثيين لاستثمار هذا الواقع من أجل فرض إرادتهم على اليمن "ستقود الى عواقب وخيمة على اليمن الذي يعيش أوضاعا هشة لا تتحمل أي هزة"، مطالبة الحوثيين "الالتزام بالاتفاق الذي يمثل مخرجا ناجعا للأزمة اليمنية وسحب مسلحيهم من المرافق التي احتلوها عسكرية كانت أم مدنية وإعادتها للسلطات الرسمية، إضافة الى سحب المسلحين من العاصمة من أجل تمكين الجهات المختصة من إعادة الأمور الى وضعها الطبيعي حتى يتسنى للجميع إكمال المشاورات لاختيار الحكومة الجديدة بعيدا عن الضغوط وتجييش الشارع اليمني". في السياق ذاته، لاحظت صحيفة (الشرق) في افتتاحيتها أن ثمة بارقة أمل راحت تلوح في الأفق السياسي لكى يخرج اليمن المثخن بجراحه من دائرة العنف الدامي التي وضعته على شفا حرب أهلية وشيكةº مؤكدة أن توقيع الحوثيين مع باقي الاحزاب السياسية اليمنية اتفاقا برعاية الاممالمتحدة للسلامº وبحضور رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادى يشكل "طوق نجاة" لإنقاذ اليمن من بين براثن شرور فتنة الحرب الاهليةº التي كانت تدفع باتجاه اشعال نيرانها قوى اقليمية لا تريد لليمن خيرا. صحيح، تقول الصحيفة، أن هذا الاتفاق جاء بعد ساعات من سيطرة الحوثيين على معظم المقار العسكرية والسياسية في صنعاءº وأنباء عن استقالة رئيس الوزراء محمد سالم باسندوه º لكنه يمثل خطوة مهمة ومشجعة على طريق تطبيق اتفاق السلم والشراكة الوطنية وفق مخرجات مؤتمر الحوار الوطني، ومن ضمنها إعادة تشكيل أقاليم الدولة. وتحت عنوان " (بوكو حرام) على خطى (داعش)!"، سلطت صحيفة (الوطن) الضوء على تنامي نفوذ التنظيمات الإرهابية في افريقيا، مبرزة أنه في الوقت الذي ينشغل العالمان الغربي والعربي في التحضير لحرب طويلة على تنظيم (داعش) في العراق وسورية، "تتجمع غيوم تنظيم إسلامي آخر متطرف في نيجيريا، الدولة الإفريقية المقسمة إلى شمال مسلم وجنوب مسيحي، حيث يقود تنظيم (بوكو حرام) حملة دموية شرسة لأسلمة البلاد على الطريقة الداعشية". وفي دولة الإمارات، كتبت صحيفة (الاتحاد) عن تنويه الأغلبية الساحقة من سكان البلاد بالجهود التي يبذلها ضباط الشرطة لمعالجة الجريمة وتقديم الجناة إلى العدالة. وأشارت الصحيفة إلى أن الغالبية العظمى ممن شملهم استطلاع يعد الأول من نوعه في الإمارات عبروا عن ثقتهم في الشرطة المحلية. أما صحيفة (الخليج)، فتطرقت في افتتاحيتها، إلى المبادرة التي يعتزم رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الإعلان عنها أمام الأممالمتحدة لإخراج القضية الفلسطينية من عنق الزجاجة ومراوحة المفاوضات الفاشلة، مشددة في الوقت ذاته على أن الولاياتالمتحدة سوف تكون بالمرصاد لأية محاولة من أجل نقل القضية الفلسطينية إلى غير يدها وسوف تحبطها في الجمعية العامة للأمم المتحدة أو في مجلس الأمن. وبخصوص تطورات الأزمة اليمنية، أبرزت صحيفة (الوطن) في افتتاحيتها ما عاشته العاصمة صنعاء أمس من "يوم دراماتيكي طويل" بدا فيه مصير اليمن وكأنه يتجه نحو الهاوية، ونذر الحرب الأهلية، قبل أن يتم التوقيع على اتفاق "تاريخي" بين الفرقاء اليمنيين. وشددت على أن اليمنيين مطالبون بالوقوف في جبهة واحدة لحفظ بلدهم وكبح التمرد غير الشرعي. ومن جانبها، كتبت صحيفة (البيان) في افتتاحيتها عن الاعتداء الإرهابي الجديد الذي ضرب العاصمة المصرية مرة أخرى، مشددة على أن ذلك لا يعدو أن يكون محاولة بائسة لزعزعة أمن واستقرار هذا البلد. واعتبرت الصحيفة أن تجاوز هذه المرحلة الصعبة يتطلب تكاثف الجهود من أجل توفير الأمن الذي يعد أولوية من أجل الانتقال إلى مراحل أخرى تحمل هذا البلد إلى مزيد من التقدم والرخاء. وتصدرت زيارة الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي إلى نيويورك للمشاركة في أعمال الدورة الÜ 69 للجمعية العامة للأمم المتحدة، والتفجيرات التي شهدتها القاهرة أمس، عناوين واهتمامات الصحف المصرية. ففي افتتاحيتها بعنوان "رسالة السيسي إلى الأممالمتحدة"، كتبت جريدة (الأهرام) أن العالم يترقب بقوة رسالة السيسي التي سوف يفصح عنها أمام الأممالمتحدة بشأن الرؤية المصرية لمشكلات المنطقة. وأضافت أنه من المرجح أن يستعرض الرئيس السيسي ما حققته مصر منذ 30 يونيو 2013 من خطوات حقيقية باتجاه بناء الدولة الديمقراطية المنشودة والدولة الحديثة التى يتطلع إليها جموع المصريين وبقية دول العالم حتى تكون "نموذجا" يحتذى. وقالت الصحيفة إن الأمر المؤكد أن ظاهرة الإرهاب والتطرف الديني سوف تخيم على أعمال الجمعية العامة، كما أن الدوائر العالمية سوف تستمع بإمعان إلى رؤية رئيس أكبر دولة عربية بكيفية مواجهة هذه الظاهرة التى تؤرق المنطقة بل بقية مناطق العالم من أوروبا حتى الولاياتالمتحدة. وفي افتتاحيتها بعنوان "ثقة الشعب.. وعبور جديد"، كتبت جريدة (الجمهوري) أن العالم يتابع باهتمام بالغ "مجريات الأمور في مصر.. حجر الزاوية في استقرار المنطقة.. وجاءت شهادته عن مصر بعد 100 يوم من تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي مسؤولية قيادة سفينة الوطن بالإجماع"، مؤكدة ان هذه الثقة تتوطد بين الرئيس ومختلف فئات الشعب وأن رصيده يزداد إيجابا لدى الشعب لأسباب واضحة عبرت عنها صحيفة "الايكونوميست" واسعة الانتشار قائلة إن الرئيس أحرز نجاحا كبيرا علي الصعيدين الاقتصادي والسياسي وتمكن من إعادة الأمل للمصريين عقب سنوات من الاضطراب السياسي والانفلات الأمني. وبخصوص الوضع الأمني في البلاد، ذكرت صحيفة (المصري اليوم) أنه بعد ساعات من إعلان الرئيس عبد الفتاح السيسي استعداد الدولة لإشراك أنصار الإخوان في الحياة السياسية إذا نبذوا العنف، ردت جماعات الإرهاب أمس بتفجير نقطة أمنية قرب مقر وزارة الخارجية، أسفر عن استشهاد ضابطي شرطة، وأربع تفجيرات متزامنة في طنطا والمحلة وآخرين في الشرقية، لم تسفر عن وقوع إصابات. وأضافت الصحيفة أن عبوة ناسفة بدائية الصنع انفجرت في منطقة بولاق أبو العلا بالقرب من وزارة الخارجية في القاهرة ما أسفر عن استشهاد مقدمي شرطة أحدهما كان الشاهد الرئيسي في قضية اقتحام السجون والمتهم فيها الرئيس المعزول محمد مرسي، وإصابة سبعة آخرين، بعضهم حالته حرجة. وفي الغربية، انفجرت أربع قنابل صوتية في مدينتي طنطا والمحلة في توقيت واحد، ظهر أمس، دون سقوط قتلى أو مصابين، حيث انفجرت قنبلة أمام مستشفى الدلتا، وأخرى أمام فندق ضباط الشرطة، وثالثة بالقرب من مصنع للغزل والنسيج بطنطا، بينما تم إبطال مفعول القنبلة الرابعة في المحلة أمام حي ثان، فيما تسبب انفجاران في الشرقية في تعطيل حركة القطارات لعدة ساعات فجر أمس، بعد تفجير قضبان سكك الحديدية بالقرب من قرية ''الزنكلون''، تلاه انفجار ثان بمحطة ''جزيرة السعادة'' التابعة لمركز الزقازيق. وانصب اهتمام الصحف الأردنية على ما يروج بشأن العثور على كنوز للذهب في شمال غرب البلاد والوضع الاقتصادي "الصعب" للأردن، كما واصلت اهتمامها بموضوع مكافحة تنظيم الإرهاب إلى جانب تطرقها للأوضاع في كل من اليمن وسوريا والعراق. فقد تحدثت "الدستور" عما يروج بشأن العثور على كنوز ذهب في منطقة عجلون، فقالت إنه حينما "تغيب الحقيقة أو تطمس" لا يصبح أمام الخيال إلا الفرضيات وتضخيم الأشياء، مضيفة أن الذهب "لا يخطف الأبصار، بل يفاقم الحكايات ويجعل لها أجنحة تطير". واستطردت أن الناس "أحيانا تبحث عما يدغدغ عواطفها وأمانيها. ولا يوجد حديث يسيل اللعاب مثل أحاديث الذهب والكنوز"، معتبرة أن عجلون "كنز ذهبي مغيب. لدينا كنز في الغابات التي بدأنا بجزها، ولدينا أراض يمكنها أن تصنع الذهب، ولدينا طاقات شبابية معطلة. هذه سلاسل ذهبية يمكنها أن ترفع الأمم. لا أن تقيدها بخيالات الوهم". وحول الموضوع نفسه، كتبت صحيفة "السبيل"، في مقال بعنوان "كنز عجلون.. نريد رواية مقنعة"، أنه "لم تصدر عن الحكومة حتى الآن رواية مقنعة لإغلاق طريق رئيسي ومنع أي شخص من التواجد في المنطقة تحت حراسة أمنية مشددة"، ورأت أن "تناقض الروايات الرسمية شكك في صدقيتها"، لتخلص إلى أن "تأخير" الراوية الرسمية الكاملة يدل على "اضطراب". وقالت جريدة "الغد"، في تناولها للموضوع ذاته، إن حكايات الذهب والكنوز المدفونة في الأرض "تضرب عميقا في العقل الأردني"، وينسج المخيال الشعبي حولها روايات طالما قضى الكثيرون حياتهم في سبيلها، وسلبت عقول من أمضوا الليل والنهار يحفرون بحثا عن الذهب. وحسب الصحيفة، فإن خيال الأردنيين "لم يقف عند هذا الحد، فقد ذهبوا أبعد من ذلك، إذ قدروا قيمة الذهب بنحو عشرة مليارات دينار فقط لا غير". أما "العرب اليوم" فأشارت في مقال بعنوان "تنظير في الاقتصاد بلا نتائج"، إلى صعوبة الأوضاع الاقتصادية ليس في الأردن وحده، بل في المنطقة والعالم، قبل أن تستدرك "لكن تعبنا من الاستماع إلى خطوات التصحيح الاقتصادي، والتزامات صندوق النقد، كما تعبنا من الاستماع إلى الخطاب الخشبي حول زيادة مديونية شركة الكهرباء، والمديونية الأردنية عموما". وذهبت إلى القول إن "الفئات الشعبية الفقيرة وللدقة المعدمة، لن تشتري كل أسطوانات الحديث عن الإصلاح السياسي الشامل، على أهمية ذلك، بأي ثمن، خاصة لإنسان همه الأول والأخير تأمين لقمة العيش لأطفاله، أو شراء علبة دواء لتخفيف حرارة ابنه المريض". ومن جهتها، قالت صحيفة "الرأي" إن التأخير في التصدي لتنظيم "داعش" الإرهابي "إما أن يكون خطأ فادحا وإما أن يكون مؤامرة. والأرجح أنه كان مؤامرة". ورأت الصحيفة أن الأيام القريبة والبعيدة "ستكشف كل هذه الأسرار، وسيتضح لماذا لا يزال الرئيس الأمريكي باراك أوباما مترددا وغير حاسم تجاه هذه المسألة .. ثم وستكشف الأيام ربما القريبة قبل البعيدة عما إذا كانت هناك + سايكس- بيكو+ أو +سايكس+ فقط جديدة وما إذا كانت +بلادنا+ العربية ستشهد شرذمة أخرى وقيام دويلات مذهبية وطائفية وعرقية". وفي السودان، تصدرت قضية منطقة حلايب الحدودية بين السودان ومصر اهتمامات الصحف، حيث كتبت صحيفة (الرأي العام) أن قضية مثلث حلايب تعود بين الفينة والأخرى لتثير جدلا في الأوساط السياسية في كل من السودان ومصر، لكنه لا يصل إلى مرحلة التأثير في العلاقات الصامتة بين الدولتين. دبلوماسيا تقول كلتا الدولتين كلاما لينا في شأن حلايب، فعليا فإن أيا من البلدين يمضيان في اتخاذ قرارات من شأنها تكذيب تلك التصريحات الدبلوماسية الناعمة كالقرار الذي اتخذته مصر قبل يومين يعتبر حلايب وحدة محلية تابعة لها ردا على ما يبدو على قرار سوداني اعتبر حلايب مؤخرا دائرة انتخابية يصوت سكانها في الانتخابات العامة لأبريل المقبل. واعتبرت صحيفة (الانتباهة) أن تعيين مصر لرئيس للوحدة المحلية لحلايب "أمر مخالف للقانون ولسيادة السودان وخطوة في اتجاه تعقيد القضية ووضع الأمور على سطح صفيح ساخن، وهي تعلم علم اليقين أن حلايب مدينة سودانية مائة بالمائة وأن مثلث حلايب سوداني صميم لا يمكن إنكاره بمثل هذه التصرفات غير المدروسة التي ستزيد الفجوة والمسافة بين الشعبين والبلدين، مع التأكيد على أن القضية هي المسألة الوطنية الوحيدة التي تتوافق فيها الحكومة والمعارضة". وذكرت صحيفة (آخر لحظة) في السياق ذاته أن رئيس لجنة الأمن والدفاع في المجلس الوطني (البرلمان) السوداني اعتبر تصعيد الحكومة إزاء قضية حلايب واختيار رئيس للمدينة، في خطوة لتمصير المنطقة، أمرا مرفوضا جملة وتفصيلا، متوقعا أن تلجأ حكومة الخرطوم إلى المجتمع الدولي من أجل اتخاذ قرار حاسم في الموضوع . من جهة أخرى، تناولت صحيفة (المجهر السياسي) اجتماعات مجلس حقوق الإنسان الحالية بجنيف وما سيتمخض عنها من قرارات تجاه السودان، مشيرة إلى أنه من المتوقع أن يتم الإبقاء على السودان في البند العاشر لكن باختصاصات جديدة أقرب للرقابة منها بدل تقديم المساعدة الفنية في المجال الحقوقي، وذلك نتيجة للتفاهم الذي تم التوصل إليه بين الوفدين الأمريكي والأوربي من جهة، والوفد السوداني من جهة أخرى، "وهو ما يعد انتصارا للدبلوماسية السودانية وللإرادة السياسية والعدلية في البلاد". أما صحيفة (اليوم التالي) فقد تطرقت إلى الوضع في دولة جنوب السودان، مشيرة إلى أن جولة المفاوضات الجارية حاليا بين وفدي حكومة جوبا والمعارضة بأثيوبيا، لن تحمل أي جديد بالنظر إلى مواقف الطرفين التي لم تتبدل واستراتيجية وساطة منظمة (الإيقاد) الساعية إلى فرض الحلول، حرصا منها على وقف القتال الذي عاد ليشتعل مجددا هذه الأيام ما يندر بانهيار كامل للتفاوض ولمجمل العملية السلمية التي تشرف عليها (الإيقاد) منذ نحو تسعة أشهر.