أطلقت عدد من الناشطات السياسات المغربيات بباريس العنان لزغاريدهن في زنقة "لوطاس"، مساء الأربعاء، حيث مقر السفارة المغربية بالعاصمة الفرنسية. الزغاريد جاءت كشكل احتجاجي على الحكم الصادر في حق وفاء شرف الصادر عن المحكمة الابتدائية لمدينة طنجة يوم 11 غشت الماضي، والقاضي بحبسها سنة سجنا نافذا وتغريمها غرامة قدرها 1000 درهم مع تعويض قدره 50000 درهم. الوقفة حضرها العشرات من النشطاء من المغرب وتونس وفرنسا حيث رفعوا شعارات مطالبة بالحرية لوفاء شرف، وإرساء الديمقراطية بالمغرب وتوزيع الثروة بشكل عادل، والكف عن متابعة المواطنين على أساس الرأي، حسب المحتجين عند باب السفير شكيب بنموسى. الوقفة، التي دعت لها تنسيقية مشكلة من عدة تنظيمات نقابية وسياسية ومدنية، تسمى "النداء العالمي للإفراج عن وفاء شرف" شهدت عدة تدخلات من ممثلين لتيارات سياسية مغربية وفرنسية أهمها حزب النهج الديمقراطي، فرع باريس، والحزب الشيوعي الفرنسي وجبهة اليسار الفرنسي، بالإضافة إلى حضور وجوه محسوبة على حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، والحزب الاشتراكي الموحد والجمعية المغربية لحقوق الإنسان بباريس. باتريك ماركاتي، العضو في الحزب الشيوعي بفرنسا، قال في كلمته أمام السفارة المغربية، إن اعتقال وفاء شرف يبين استمرار ما أسماه الطابع القمعي للسلطات المغربية وبُعدها عن الشعارات التي تحاول تسويقها أمام الخارج. المتحدث أردف أن شرف كانت مناضلة بجانب العاملين بالمنطقة الحرة بطنجة، وهي المنطقة، يقول القيادي الشيوعي، التي تبين اختيارات المغرب الاقتصادية والمتمثلة في فتح الباب للشركات العابرة للقارات، ما يجعل المغرب جنة للرساميل الشَرِهة وجحيما للفقراء الذين يكدون في ظروف غير إنسانية" يختم المتحدث. ومن جهتها قالت فرانسواز ماسوي، عضو Femme égalité أن سجن وفاء شرف أمر محزن لسببين، الأول كون المسجونة شابة في مقتبل العمر، والثاني كونها مناضلة إلى جانب النساء العاملات. ماسوي قالت إن هذا الاعتقال يخدش أهم رسالة مشرقة حاولت السلطات المغربية إرسالها وهي كون المغرب بلد منتصر لقضايا النساء ومدافع عن حقهن في المشاركة". وبعد ذلك وزع المنضمون عريضة للتوقيعات، بينما تكلف آخرون عبر مكبر الصوت بمطالبة السفير باستقبال المحتجين قصد إبلاغ رسالتهم الداعية إلى الإفراج عمن يعتبرونهم معتقلي رأي إلا أن باب المدخل الخاص لزنقة "لوطاس" بقي موصدا، بينما استمر عناصر من الشرطة الفرنسية في مطالبة المحتجين بفسح المجال لدخول أو خروج سيارات تحمل ترقيما دبلوماسيا. عناصر من جبهة البوليساريو التحقوا بالوقفة المنظمة أمام السفارة المغربية وقد حمل بعضهم الأعلام وعندما كان المحتجون المغاربة يرفعون شعار "الحرية للشعب المغربي"، كان بعضهم يدمج باحتشام "وكذلك الشعب الصحراوي"، إلا أن اللجنة المنظمة كانت تتحاشى مسايرتهم خاصة أمام امتعاض بعض التيارات السياسية المغربية المعروفة بمواقفها الوحدوية. يشار أن شبكة "النداء العالمي من أجل الإفراج عن وفاء شرف" مشكلة من جمعية الدفاع عن حقوق الإنسان، فرع باريس ومنتدى الحقيقة والإنصاف بفرنسا وحركة الشباب الشيوعيين بفرنسا ولجنة الحرية وحقوق الإنسان بتونس واللجنة من أجل التنوع والمساواة والعلمانية بالجزائر والنداء من أجل المساواة بفرنسا، بالإضافة إلى عدد من فروع التنظيمات السياسية المغربية، اليسارية خصوصا، بفرنسا.