بكلماتٍ أمازيغيَّة، وأنغام تنهلُ منْ الرافدِ الإفريقِي، جذبت مجموعة "رِبَابْ فيزيُون"، جمهورًا حاشدًا من المغاربة والأمريكيِّين إلى مسرح "جون كينيدي" الكبِير بواشنطن، في أمسية ثقافيَّة، جرَى إحياؤهَا بجانبِ مجموعة غنائيَّة باكستانيَّة. الفرقة المغربيَّة التِي تقوم رفقة مجموعة "هوبا هوبا سبيريتْ"، بجولةٍ فنيَّة في الولاياتالمتحدة، ترعاها وزارة الخارجيَّة الأمريكيَّة، في نطاق برنامج "Center Stage"، شجعتْ عددًا من الأمريكيِّين على الرقص على الموسيقى المغربيَّة، وإنْ لمْ يكونُوا دراية بمعانِي الكلمَات المؤدَّاة. نائبُ الرئيسِ في قطاع "إشراك المجتمع" بمركز جون كينيدي، وهي مؤسسة أنشئتْ بتبرعات أثرياء أمريكيين، جراثْ رُوس، قالَ في تصريحٍ لهسبريس إنَّ مشاركة فرقتيْن مغربيَّتين، إلى جانب فرق أخرى من الخارج، لتعرضَ ثقافتها، في واشنطن دي سِي، كما في ولايات أمريكيَّة أخرى، يأتي بمثابة مسعى للتواصل وتعريف الأمريكيين بالموسيقى المغربية، علمًا أنَّ فرقتين اثنتين، تشاركان هذه السنة إلى جانب الفرقتين المغربيتين؛ إحداهما من باكستان والأخرى من فييتنَام. جراث يرَى أنَّ حضُور الموسيقى المغربيَّة في أمريكَا من شأنه تحقيق معرفة أعمق لدى الأمريكيين بالثقافة المغربيَّة، عوض أنْ يتلقوها عن طريق "ويكيبديا"، أوْ يطلعُوا عليها جاهزة في برنامج تلفزيُونِي، " الأداء عن قرب ذو نقاط قوَّة ، ويحقق معرفة قويمة قياسا بتلك التي تتحقق عبر الانترنت أو الإعلام". ويحكِي المسؤُول الأمريكِي، عنْ حادثَة طريفة لدى مشاركة فرقة "كناوَة" قبل سنواتٍ في حفل بمركز كينيدِي، وكيفَ أنَّ الثريات التي لمْ تكن عالية في سقفه وقتها، لمسهَا أحد أعضاء الفرقة المغربيَّة، بوثبة عالية خلال أدائه، لكنَّمْ "كانُوا مُذهلِين جدًّا"، حسب المتحدثْ. فُولَان بوحسين وهُو أحد أعضَاء فرقة "ريبَابْ فيزيُون"، قالَ في حديثٍ لهسبريس إنَّ المجموعة بذلتْ مجهودًا كبيرًا للتعريف بالمغرب وثقافته، في الخارج، "الفرق الشبابيَّة توصلُ أيضًا نبذَة عن ثقافة المغرب، ونحن لاحظنا عند بدايتنا في 2006 أنَّ الأمازيغيَّة لمْ تكن حاضرة بما فيه الكفايَة". ويضيف فولان أنَّ الفرقة التي يتزعمهَا لاحظت ضعفًا لدى الشباب في التعلق بالأغنيَة المغربيَّة، "لقدْ وجدنَا الشباب يتسمعُون إلى نمط جديد، فقلنَا، لمَ لَا نخلقُ جسرًا بين القديم لإبرازه ثقافتنا وتراثنَا، وبين الجديد الذِي من شأنه أنْ يجذِبَ فئاتٍ جديدة انصرفت عن التراث، نحن نحافظ على المقامات وعلى أصل الأغنيَة المغربيَّة". ولا يخشَى فولان أنْ يكون النمط الذي يقدمهُ مع المجموعة موجة عابرة، قائلًا إنه يستندُ إلى تكوين موسيقى ممتد لسنوات في الموسيقى، كما تلقَّى تكوينًا في مصر، وله دراية بالكمان، "وطموحه هُو أنْ تنال آلة "الرباب" حظَّها، وتدخل المدارس، كيْ تنتشرَ أكثر وتصلُ العالميَّة".