بوحسين فولان يكرم الحاج بلعيد ويحلق رفقة مجموعته بالرباب السوسي الى أفق العالمية تفاعل جمهور عريض حج إلى حلبة الفروسية بالجديدة، ليلة الخميس الماضي، مع صوت الفنانة الشعبية المحبوبة نجاة عتابو، كما قدم الفنان بوحسين فلان ومجموعته رباب فزيون، عرضا يقطع الانفاس كان ذلك في إطار الدورة الثانية لمهرجان جوهرة الذي ما يزال متواصلا بالجديدةوأزمور وسيدي بوزيد، والذي سيسدل الستار عن فعالياته مساء يومه السبت. نجاة اعتابو وقد ارتأى منظمو المهرجان أن يخصصوا ليلة الخميس على منصة حلبة الفروسية بالجديدة للتراث الامازيغي من خلال مشاركة الفنانة وليدة الاطلس المتوسط نجاة اعتابو، صاحبة الحنجرة القوية والصوت المتميز التي تحشد جمهورا يعد بالآلاف في اي منصة شدت، وكعادتها في الاستماع إلى رغبات جمهورها العريض قدمت مقتطفات من ريبرتوارها الغنائي، ما كان الجمهور يطالب به، إنها صوت الأطلس، نجمة الخميسات، رمز الأغنية المغربية الشعبية، هذه كلها ألقاب نجاة عتابو المتعددة، إلا أن موهبتها فريدة لم تتفتق الا بمغادرتها العش العائلي في سن مبكر، وبإصرارها على الغناء تحدت نجاة عتابو أقاربها لتتحمل خيارها في أن تصبح مغنية. وقد تركت وقعا بليغا على الجمهور وعلى الساحة الفنية بقوة صوتها حين غنت «جوني مار»، ثم «كذبة باينة» و»شوفي غيرو»... وبصفتها نجمة حقيقية، فإن نجاة عتابو تعبئ الجمهور في كل عرض من عروضها. فخلال ثلاثين سنة من مسارها الفني، أنجزت عتابو ما يفوق 400 أغنية. وهي تهتم خاصة بقضية المرأة وبالقضايا الوطنية في أغانيها. وتعتبر أغنيتها الأخيرة «حنا شباب» أغنية ناجحة بامتياز، بل من بين أنجح أغانيها. رباب فيزيون مع بوحسين فلان عميد فرقة رباب فيزيون وعازف الكمان المتمكن وخصوصا آلة الرباب السوسي ذي الخصوصية المغربية الضيقة، هذا الرباب حلق به هذا الفنان الى أفق العالمية من خلال مزجه بشكل يتماشى مع العديد من التيارات الموسيقية الغربية مثل الجاز والسالسا والكونتري الأمريكي، ولم يقف فلان الذي يبدي براعته في عزف الكمان أيضا عند هذا الحد حيث قدما عرضا جميلا في فن العيطة الشعبي العروبي، وتاكناويت والدقة المراكشية، تجاوب معه الجمهور الدكالي وضيوف المهرجان على العموم، بشكل ألهب مشاعرهم في هذه الأمسية التي سادتها تيارات هواء باردة. وقد انطلقت فرقة رباب فيزيون سنة 2008 في أكادير كمجموعة موسيقية أمازيغية تتكون من 6 أفراد، من ضمنهم بوحسين فلان. باعتمادهم الاشتغال على التراث، ظلت هذه المجموعة تحاول ليس قط احياء سجلات رواده، بل الوصول به الى العالمية وهي تعيد الى آلة الرباب أمجادها وتقديمها كآلة وترية ترتبط بالهوية الوطنية سواء من خلال طريقة عزفها أو من خلال الأصوات العذبة التي تصدر عن أوتارها. غير أن أهم ما ميز حفل فرقة رباب فيزيون هو تلك الوقفة الرائعة التي كرم فيها الفنان بوحسين فلان أحد أعمدة الموسيقى المغربية الامازيغية الراحل الرايس الحاج بلعيد بعزف إحدى مقطوعاته، وبما أن الحاج بلعيد لا يذكر إلا وتذكر كلمات أغانيه التي كان ينظمها كعقد منمق خلد إبداعه لنا وللقادم من الاجيال المغربية. وقفة مع رائد موسيقي كبير ولد الحاج بلعيد في منطقة سوس، لم تعرف سنة ميلاده بالضبط، حيث لم يستطع كل الذين كتبوا عنه تحديد السنة إلا على وجه التقدير والاحتمال، والمعطيات المتوفرة حتى الآن إذا سلمنا بأن عمره كان يبلغ الستين عاما سنة 1933 حسب ما تناقله بعض الباحثين الفرنسيين، فإن ولادته بالتحديد كانت ما بين 1870 و 1875. ويعتبر الرايس الحاج بلعيد الذي ينحدر من أسرة فقيرة، استقرت منذ تاريخ غير معروف في مدشر «ءانو ن عدو» بجماعة «ويجان» الواقعة شرقي إقليم « تزنيت» بمنطقة سوس، من شعراء و رواد الأغنية الأمازيغية، وينسب إليه تأسيس الأغنية الأمازيغية. أكثر من هذا , يعتبر أول من أدخل الرباب في الميزان الموسيقي السوسي، وتوفي رحمه الله في سنة 1945. المهرجان: تجدر الإشارة إلى أن الفنان الشعبي عبد العزيز الستاتي قد أحيى حفلا شعبيا ساهرا على منصة أزمور ليلة أمس الجمعة وكان قبل ذلك قد عقد ندوة صحافية بفندق مازاغان استدعي إليها ممثلو وسائل الإعلام. كما تميزت ليلة الجمعة أيضا بالحفل الذي أحيته الفنانة لطيفة رأفت بمنصة حلبة الفروسية بمدينة الجديدة، وشاركها هذه الليلة الساهرة الفنان اللبناني فارس كرم. وينتظر أن يكون مساء اليوم، الذي يصادف نهاية فعاليات الدورة الثانية لمهرجان جوهرة، حافلا بالعديد من الأنشطة دون الحديث عن الحفلين اللذين سيحييهما كل من الجزائري بلال واللبناني ملحم زين بمنصة حلبة الفروسية بمدينة الجديدة، بينما سيكون للشباب على الخصوص موعد مع مغني الراي رضا الطالياني وأيضا مع مغني الراب مسلم عل خشبة مدينة أزمور. هكذا، وما يكاد يختتم مهرجان جوهرة فعالياته حتى تنطلق تظاهرة موسم مولاي عبد الله وهو من المهرجانات القديمة نسبيا بإقليمالجديدة ويكون التراث الشعبي والفروسية أهم فقرات برنامجه كما تجري بذلك العادة... كل سنة وإقليمالجديدة بخير وكل سنة والأعراس الفنية والثقافية تؤثث فضاءاته فقد كانت هذه المنطقة وعلى مر الزمن بحمولاتها التاريخية دائما مهد الثقافة بامتياز. وقد أضافت الى النسيج الثقافي الوطني الشيء الكثير.