رُغم أنّ المغرب لم تٌسجّل به لحدّ الآن أيّ حالة إصابة بمرض فيروس إيبولا، المنتشر في بعض الدول الإفريقية، إلا أنّ وزير الصحة الحسين الوردي اعتبر أنّ "مُواجهة مرض فيروس إيبولا يُعتبر تحدّيا كبيرا بالنسبة إلينا، يفرض تنسيق جهود كافّة الفاعلين والاستعداد لمواجهته". اللقاء الذي انعقد يوم الإثنين بمقرّ وزارة الصحّة، لتقديم الخطّة الوطنية لليقظة والاستعداد لمواجهة مرض فيروس إيبولا، جاء على بُعد أشهرٍ من استضافة المغرب لتظاهرة كأس الأمم الإفريقية، والتي يُنتظر أن تجلبَ آلاف المشجعين، وكذا الرياضيين من القارة الإفريقية. الخطّة الوطنية لليقظة والاستعداد لمواجهة مرض فيروس إيبولا، والتي اعتبرها وزير الصحة "مخطّطا وطنيا انخرطت فيه جميع الجهات المعنيّة وليسَ مخطّطَ الوزارة لوحدها"، تهدف، بالأساس، إلى الحيلولة دون دخول المرض الذي أوْدى بحياة 2226 لحدّ الآن إلى المغرب. وترمي الخطّة التي أعدّتها وزارة الصحّة بمعيّة شركائها، إلى وضع تدابير للحيلولة دون دخول المرض إلى المغرب وانتشاره، وذلك من خلال المراقبة الصحية للأشخاص القادمين من البلدان الموبوءة، عبر المطارات والموانئ والحدود البريّة، وفقا للمقتضيات الصحية الدولية. وتنصّ إجراءات الخطّة الوطنية لمواجهة مرض فيروس إيبولا على مراقبة صحّة المسافرين القاصدين أو العابرين للتراب المغربي، بنقط الذهاب بالبلدان الموبوءة القامين منها، قبل الصعود إلى الطائرة من طرف أطقم طائرات الخطوط الجوية المغربية. الإجراءاتُ المُشدّدة التي اتخّذها المغرب، في مجال المراقبة، سواء في البلدان الموبوءة أو في المطارات والموانئ المغربية ومعابر الحدود، تمنع على كلّ حامل لأعراض مرض فيروس إيبولا، أوْ من كان على اتصال مباشر أو غير مباشر مع مُصاب بالداء من السفر إلى المغرب. وفيما يتعلق بتدابير اليقظة الرامية إلى الكشف المبكر عن الحالات المشتبه فيها، تمّ وضع تدابير للتكفل بالحالات المشبوهة على متن الطائرات، التي تمّ تزويدها بالأجهزة الواقية وبآلات قياس الحرارة عن بُعْد، فضلا عن تحسيس وتكوين أعضاء الأطقم المشرفة على الرحلات الجوّية. وتمّ رفع حالة التأهّب واليقظة بنقط العبور داخل الأراضي المغربية، خاصّة بمطار محمد الخامس بالدارالبيضاء، وبالنقطة الحدودية الكريكات على الحدود مع موريتانيا، وذلك من خلال تشديد إجراءات مراقبة السلامة الصحّية للمسافرين، سواء العابرين أو الداخلين إلى المغرب. ومن الإجرءات المتخذة، في إطار الخطة الوطنية لليقظة والاستعداد لمواجهة مرض فيروس إيبولا، قياس حرارة المسافرين من خلال الكاميرات الحرارية، والمراقبة الصحية المباشرة للمسافرين، وتحديد وحدات للعزل الطبي والرعاية الصحية للحالات المشتبه فيها. وفيما يتعلّق بالتشخيص والتكفّل بالمرضى، تمّ توفير وسائل النقل الصحي المؤمّن من طرف وزارة الصحة والوقاية المدنية للتكفّل بالحالات المشتبه فيها، وإعداد وحدات للعزل الطبّي، مع توفير الرعاية الصحية للحالات المحتملة للإصابة بالفيروس، بالمراكز الاستشفائية الجهوية. وأعلن عبد الرحمان المعروفي، مدير مديرية الأوبئة بوزارة الصحة، الذي قدّم الخطة الوطنية لمواجهة فيروس مرض الإيبولا، عن إعداد مختبر الكشف الفيروسي لمعهد باستور بمدينة الدارالبيضاء، لتشخيص فيروس إيبولا، والذي سيتيح الحصول على نتائج التشخيص في وقت يتراوح ما بين 3 إلى 4 ساعات. جدير بالذكر أنّ مجموع حالات فيروس مرض الإيبولا التي سُجّلت في عدد من بلدان غرب إفريقيا، بلغت إلى غاية السابع من شتنبر الجاري 4390 حالة إصابة، توفي منها 2226 حالة، حسب أرقام منظمة الصحة العالمية.