أشادت منظمة الأممالمتحدة، أمس الاثنين بشنغهاي، بجهود المغرب في قطاع الإسكان، ولاسيما في مجال القضاء على السكن غير اللائق. وأكدت إنغا بيورك-كليفبي، نائبة الأمين العام للأمم المتحدة والمديرة التنفيذية المساعدة المكلفة ببرنامج الأممالمتحدة للإسكان، على هامش حفل تسليم جوائز منظمة الأممالمتحدة "إسكان 2010"، الذي نظم في إطار تخليد اليوم العالمي للإسكان تحت شعار "مدينة أفضل لحياة أفضل"، أن "جهود المغرب في ميدان الإسكان ساهمت في تقليص عدد دور الصفيح، وفي تحسين ظروف عيش المواطنين". وقد تسلم المغرب، خلال هذا الحفل، الجائزة الشرفية للإسكان لمنظمة الأممالمتحدة "إسكان 2010" عن برنامجه الوطني لمحاربة السكن غير اللائق الذي يروم ، بشكل خاص ، القضاء على أحياء الصفيح في المدن والمراكز الحضرية. وأشارت بيورك- كليفبي إلى أن هذا البرنامج يستفيد من دعم السلطات العمومية والقطاع الخاص والمجتمع المدني، مضيفة أن الانسجام والتناغم بين هؤلاء المتدخلين مكن المغرب من تحقيق نجاح ملفت على مستوى منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا. وبخصوص الجائزة التي حصل عليها المغرب، أشادت المسؤولة الأممية بأهمية البرامج التي وضعتها المملكة في ميدان الإسكان وبالجهود الحثيثة التي تبذلها من أجل تحسين ظروف عيش المواطنين. ومن جهتها، أبرزت جان نيارايرو مديرة مصلحة الإعلام ببرنامج الأممالمتحدة للإسكان أن المغرب حصل على هذه الجائزة الدولية بالنظر للتطور الذي حققه والبرامج التي أنجزها خلال السنوات الأخيرة. وأوضحت أن البرنامج الوطني للقضاء على السكن غير اللائق بالمغرب يشمل 85 مدينة ويستفيد منه مليون و600 ألف نسمة من الفئات الاجتماعية المعوزة. وأشارت إلى أن المملكة غدت، بفضل البرامج التي باشرتها في ميدان الإسكان، "نموذجا يحتذى به بالنسبة للبلدان الافريقية والعربية الأخرى، التي بإمكانها الاستفادة من التجربة المغربية في هذا المجال". ومن جانبه، اعتبر أليون باديان مدير المكتب الإقليمي لافريقيا والعالم العربي ببرنامج الأممالمتحدة للإسكان أن الجائزة الشرفية للإسكان لمنظمة الأممالمتحدة "إسكان 2010" ليست "تتويجا للمغرب فقط وإنما لكل افريقيا". وقال "أشعر بفخر كبير لكون العمل الكبير الذي قام به المغرب والذي مكن من إخراج أكثر من مليون شخص من دائرة الفقر خلال ست سنوات، لأن مسألة الإسكان تعد مسألة حياة"، مضيفا أن المغرب يولي، من خلال قطاع الإسكان، أهمية كبرى لمجموع أهداف الألفية للتنمية. وأكد باديان أن المغرب يعمل ايضا من أجل تمكين العديد من الدول في افريقيا والعالم أجمع من مشاطرته تجربته والمنهجية التي مكنته من تحقيق هذا الإنجاز الاستثنائي. وعبر المسؤول الأممي عن قناعته بأن "المعارف والخبرات التي نقتسمها ستمكن افريقيا من معالجة أفضل لمشاكلها في مجال الإسكان وبالتالي من تحسين ظروف عيش الأفارقة". وقد تسلم الجائزة الشرفية للإسكان لمنظمة الأممالمتحدة "إسكان 2010" رئيس مجلس النواب عبد الواحد الراضي ووزير الشؤون الخارجية والتعاون الطيب الفاسي الفهري. ويهم البرنامج الوطني للقضاء على السكن غير اللائق، والذي يمتد انجازه خلال الفترة ما بين 2004 و2012، أزيد من ثمانين مدينة وتستفيد منه 298 ألف أسرة تقطن في نحو 1000 حي صفيحي. ويبلغ حجم الاعتمادات المالية التي تمت تعبئتها من أجل ضمان نجاح البرنامج، الذي أشرف على إطلاقه الملك محمد السادس في يوليوز 2004 ، حوالي 25 مليار درهم يساهم فيها صندوق التضامن للسكن بنحو عشرة ملايير درهم. وبالإضافة إلى المغرب، حازت خمس بلدان أخرى هي جنوب إفريقيا والنمسا والصين وكولومبيا وسنغافورة، على الجائزة الشرفية للأمم المتحدة "إسكان 2010" التي تمنح للأشخاص والمؤسسات التي تطبق المشاريع التي تكتسي دلالة كبرى في مجال الإسكان والتنمية بهدف تحسين ظروف العيش داخل المدن.