اتهم السياسي الهولندي المناهض للاسلام خيرت فيلدرز القضاة الذين يحاكمونه في اتهامات بالتحريض على الكراهية بالانحياز الفاضح وطالب بتغييرهم. ومثل فيلدرز وهو لاعب رئيسي في جهود تشكيل حكومة جديدة أمام المحكمة أمس الاثنين بسبب تصريحات له تضمنت تشبيه العقيدة الاسلامية بالنازية. وترافق فيلدرز حراسة من الشرطة على مدار الساعة بسبب تهديدات بالقتل. ورد ممثل الادعاء على شكاوى بشأن فيلدرز الذي قال في البداية انه يحظى بالحماية في اطار حرية التعبير لكن المحكمة رفضت دفوعه وقضت بامكانية توجيه اتهامات اليه. وقدمت جماعة هولندية مناهضة للعنصرية كانت قد ساعدت في اثارة القضية ضد فيلدرز مئة تعليق من جانب فيلدرز على الانترنت لدعم زعمها بأنه مسؤول عن اثارة مشاعر كراهية الاجانب والتمييز. وقال فيلدرز في مستهل جلسة أمس الاثنين قبل أن يستخدم حقه في التزام الصمت "قلت ما قلت ولن أسحب ولو كلمة واحدة. لكن هذا لا يعني انني قلت كل ما نسب الي". ودفع هذا الموقف رئيس المحكمة للقول ان فيلدرز متهم من جانب اخرين باصدار بيانات بينما يتجنب المشاركة في نقاش وانه يفعل الامر ذاته فيما يبدو يوم الاثنين. وقال فيلدرز في جلسة منفصلة عقدت على عجل لبحث بواعث القلق التي أثارها محاميه برام موسكوفيتز بشأن انحياز القضاة "وجدت ... انه من غير المناسب وغير الصحيح بل انه أمر فاضح أن يفسر رئيس المحكمة ذلك ويعلق عليه." وأضاف فيلدرز "لقد ظهر الانحياز... جليا. وجود عملية نزيهة لم يعد أمرا ممكنا." لكن خيرت يان الكسندر نوبز أستاذ القانون الجنائي الدولي بجامعة أوترخت قال انه من الصعب تحديد ما اذا كانت المحكمة تخطت الحدود لان التعليقات لم تتضمن بالضرورة أي شيء بشأن ادانة فيلدرز أو براءته. وأرجأ القضاة المحاكمة وسوف يتم اتخاذ قرار في نحو الساعة 1200 بتوقيت جرينتش يوم الثلاثاء بشأن حياد القضاة. وفي حالة استجابة المحكمة لاعتراضات الدفاع سيتعين ضرورة استبدال القضاة باخرين مما يؤجل المحاكمة عدة أشهر. وتأتي المحاكمة في وقت غير مناسب لفيلدرز الذي يقترب حزبه من القيام بدور قوي في ادارة البلاد من خلال دعمه لحكومة أقلية تتألف من الحزب الليبرالي والحزب الديمقراطي المسيحي. وأيد الحزب الديمقراطي المسيحي في مؤتمره الحزبي الانضمام الى حكومة أقلية بدعم من حزب الحرية يوم السبت لكن ما زال منقسما حول احتمال الاعتماد على مساندة فيلدرز وسيتخذ القرار النهائي في هذا الصدد يوم الثلاثاء. وقال محمد ربيع من المجلس الوطني للمغاربة "انه يسبب انقساما.. انه يسبب كراهية.. انه يحدث صراعا بين الناس. البعض لا يمكنهم قبول هذا. اخرون يمكنهم قبول هذا." وتجمع عدد صغير من المحتجين المناهضين لفيلدرز أمام المحكمة التي فرضت حولها حراسة مشددة في أمستردام. وفي حالة ادانته فان أقصى عقوبة هي السجن لمدة عام واحد أو الغرامة لكنه سيتمكن من الاحتفاظ بمقعده في البرلمان. ومن الناحية النظرية يمكن للمحكمة أن تصدر حكما يمنعه من السعي لاعادة انتخابه لكن الخبراء القانونيين يعتبرون هذا الحكم الصارم غير مرجح بصورة كبيرة. وفي فيلم (فتنة) الذي انتجه عام 2008 قال فيلدرز ان القرآن يحرض على العنف وشبه في مقال رأي بصحيفة يومية هولندية الاسلام بالفاشية والقرآن بكتاب (كفاحي) للزعيم النازي أدولف هتلر. وتعيد القضية ضد فيلدرز للاذهان محاكمة السياسي الفرنسي جان ماري لوبان الذي ادين أول مرة عام 2005 بالتحريض على الكراهية ضد المسلمين. ورفضت المحكمة الاوروبية لحقوق الانسان استئناف لوبان في ابريل الماضي.