اهتمت الصحف الاوروبية الصادرة اليوم الاثنين بشكل خاص بالتعيينات للمناصب الرئيسية في الاتحاد الأوروبي إلى جانب مواضيع أخرى مثل التوتر في أوكرانيا وسياسة الحكومة الفرنسية أو الدخول السياسي في إسبانيا. ففي بلجيكا أولت الصحف اهتماما خاصا للتعيينات الأخيرة لأعلى المناصب الأوروبية، بما في ذلك البولندي دونالد تاسك كرئيس مقبل للمجلس الأوروبي والايطالية فيديريكا مورغيني كرئيسة للدبلوماسية الاوروبية. ففي افتتاحية بعنوان " الأسماء أقل أهمية من الولاية " كتبت صحيفة " لا ليبر بلجيك" أن تجاهل المرشحين الأنسب للمناصب يعطي الانطباع أن الزعماء الاوروبيين غير مهتمين بوضع سياسة خارجية مشتركة حقيقية، خاصة في السياق الجيو سياسي الحالي المتقلب. وذكرت الصحيفة، أنه سيكون دائما هناك من يناقش اختيار شخصية معينة لشغل وظيفة معينة، غير أنه ينبغي الحديث عن الولاية بدلا من الأسماء، على أساس منح المؤسسات الوسائل والدعم السياسي اللازم للقيام بمهامها. وتحت عنوان "أوروبا: بولندي سيتحدث كثيرا الالمانية " ، كتب رئيس تحرير صحيفة " لوسوار" أن تعيين رئيس المجلس الاوروبي دونالد تاسك، الذي لا يتحدث اللغة الفرنسية يبرز الضعف الكبير في الموقف الفرنسي. وأضاف الكاتب أنه بين الشرق والغرب الاوروبي خرجت ألمانيا أكثر مركزية وهيمنة، ملاحظة أن الرؤساء الثلاثة للاتحاد الأوروبي (تاسك في المجلس، ويونكر في اللجنة و شولتز في البرلمان ) يؤكد أن ميركل لن تكون في حاجة الى مترجمين لا للغة الفرنسية ولا حتى للغة الانجليزية بل ستتحدث مباشرة باللغة الالمانية التي ويا المفارقة، هي بالضبط اللغة التي يمكن للمرء أن يتحدث بها بسهولة مع فلاديمير بوتين. وفي السياق ذاته كتبت صحيفة " لاديرنيير أور" تحت عنوان "بلجيكا تشل أوروبا" أن بلجيكا هي البلد الوحيد الذي لم يقدم بعد أي مرشح لشغل مناصب في المفوضية الأوروبية. وفي بولندا، ركزت الصحف على الخلافة المفتوحة لمنصب رئيس وزراء بولندا بعد تعيين دونالد تاسك على رأس المجلس الأوروبي وعلى آخر تطورات الوضع في أوكرانيا الذي يثير شبح تقسيم جديد وسط أوروبا. وكتبت صحيفة "ريسبوبليكا" تحت عنوان "حرب الخلافة" لمنصب رئيس الوزراء البولندي، حيث استبعدت تنظيم انتخابات مبكرة في بولندا، لفائدة توافق في الآراء حول ترشيح إيفا كوباتش الرئيسة الحالية لمجلس النواب التي تنتمي لنفس حزب تاسك أي الميثاق المدني. وقالت الصحيفة إن الرئيس البولندي أعطى موافقته على هذا التعيين مستبعدة اجراء انتخابات مبكرة لأنه من المقرر تنظيم انتخابات عامة سنة 2015 وفقا للدستور. ويشاطر هذا التحليل صحيفة " لاغازيت إليكتورال" التي أوردت اسم رئيسة البرلمان البولندي كمرشحة لرئاسة الوزراء لتحل محل تاسك. و ذكرت الصحيفة أن هذه هي المرة الأولى التي يرأس فيها بلد من أوروبا الشرقية المجلس الأوروبي، مضيفة أن تاسك حتى وإن فشل في إسماع صوت دول أوروبا الشرقية فإنه سيخلق التوازن بين جميع البلدان الأعضاء في الاتحاد الأوروبي. وحول الوضع في أوكرانيا بعد تدخل القوات الروسية في النزاع وبيان بوتين لصالح وضع خاص لأجزاء من شرق أوكرانيا، حذرت صحيفة " ريسبوبليكا" من تقسيم جديد في وسط أوروبا. وتحت عنوان "هناك تقسيم جديد في أوروبا في الافق"، أشارت الصحيفة في صفحتها الأولى الى أنه حتى الآن، كان الكرملين لا يطلب أكثر من حكم ذاتي في المناطق الشرقية من أوكرانيا، حيث السكان يتحدثون باللغة الروسية في الغالب، ولكن هذه هي المرة الأولى التي تثير موسكو موضوع إقامة دولة في هذه المناطق. واعتبرت الصحيفة أن هذا الأمر يفسر تدخل الجنود الروس خلال الأيام الأخيرة في الصراع الدائر في المناطق الشرقية الأوكرانية. نفس رد الفعل اتخذته صحيفة " لاغازين جوريديك" التي كتبت أن مطالبة زعيم الكريملين بإقامة دولة يتزامن مع وجود القوات الروسية في دونيتسك ووغانسك، وهو تواجد يهدف إلى الاستعداد لاحتمال اقامة دولة. وقالت إن هدف الكرملين هو السيطرة على شرق وجنوب أوكرانيا لضمان مسار واضح لمنطقة القرم التي تم ضمها في مارس الماضي. وفي فرنسا اهتمت الصحف بمضامين الخطاب الذي ألقاه رئيس الحكومة مانويل فالس أمام الجامعة الصيفية للحزب الاشتراكي، والذي حاول من خلاله، توضيح السياسة الاقتصادية للحكومة، التي لم تعد تحظى بالاجماع لدى اليسار. في هذا الاطار كتبت صحيفة (لاكروا) أن رئيس الوزراء لديه قلب كبير ، فهو يحب المقاولات كما قال خلال لقاء لارباب العمل، ويحب الاشتراكيين كما صرح خلال الجامعة الصيفية للحزب الاشتراكي، معتبرة أنه ليس هناك اي تناقض بين الحبين بالنسبة لفالس . اضافت أن رئيس الحكومة يكره التقشف ، لكنه يرفض استخدام هذه الكلمة في تحديد اختياراته الاقتصادية. من جهتها قالت صحيفة (لاتريبون) إن رئيس الوزراء لديه الكثير من الحب ليسبغه خلال هذا الدخول مشيرة الى أنه بعد ثنائه الاربعاء على المقاولات خلال الجامعة الصيفية لمنظمة ارباب العمل ، حاول فالس اغلاق مرحلة الازمة السياسية داخل الاغلبية خلال اختتام الجامعة الصيفية للحزب الاشتراكي الاحد باعلان حبه لليسار. من جانبها اعتبرت صحيفة (ليبراسيون) أن اليسار العميق يفقد بوصلته ذلك أن خصم المالية اصبح صديق المقاولة ملاحظة أن هذا اليسار ، يريد شيئا آخر يتمثل في فكرة مجتمع آخر يقوم على العدالة وليس فقط على النمو. واهتمت الصحف الإسبانية بالخطوط العريضة بخطاب رئيس الحكومة، ماريانو راخوي، بمناسبة الدخول السياسي في اسبانيا. و كتبت صحيفة " أ بي سي" ، الموالية للحكومة ، أن راخوي أكد التزامه بخفض الضرائب خلال عام 2015 مشيرة إلى أن رئيس الحكومة شدد على أن السنة المقبلة ستكون سنة تعزيز الانتعاش الاقتصادي وخلق فرص الشغل. ونقلت الصحيفة عن راخوي، أن اسبانيا ستواصل طريقها نحو الإصلاح والمضي قدما في تصحيح الاختلالات الاقتصادية وخلق فرص الشغل بفضل تسارع النمو الاقتصادي في البلاد خلال الفصول الأخيرة. وذكرت صحيفة " إيل موندو" من جانبها أن ماريانو راخوي أكد أن مكافحة البطالة ستشكل أولوية الحكومة عام 2015، كما ستمثل هذه السنة نهاية الأزمة الاقتصادية والعودة إلى النمو المنتظم. وأشارت الصحيفة إلى أن رئيس الحكومة وجه رسالة إلى رئيس الحكومة المحلية لكاطالونيا ، أرتور ماس، أكد فيها على وحدة اسبانيا والاسبانيين، مضيفا أن سيادة اسبانيا هي ملك لجميع الاسبانيين. على صعيد آخر، كتبت صحيفة "البايس" أن راخوي أعطى مهلة شهرين للأحزاب السياسية الأخرى للتوصل إلى اتفاق بشأن إصلاح قانون الانتخابات. وفي روسيا تطرقت الصحف الى العقوبات الجديدة المحتملة ضد روسيا من جانب الاتحاد الاوروبي . وذكرت صحيفة (فيدوموستي) ان بريطانيا طلبت من الاتحاد الاوروبي النظر في منع وصول روسيا الى منظومة سويفت للتعامل بين المصارف والحسابات المالية. ونقلت الصحيفة عن كريس ويفير شريك مؤسسة "ماركو ادفيسوري " قوله" إن قطع الوصول الى سويفت يعد تصعيدا كبيرا للعقوبات. وهو قد يثير مشاكل كبيرة وجدية في المعاملات المالية الدولية ويتسبب بالخلل في التيارات التجارية الدولية". أما صحيفة (أربي كديلي) فأشارت الى ان نائب وزير المالية الروسي اليكسي موئيسييف اعلن في الاسبوع الماضي ان وزارته تقوم في الوقت الراهن بالتعاون مع المصرف المركزي بتحضير مشروع قانون حول انشاء منظمة مشابهة لمنظومة سويفت في روسيا. وفي حديث له مع الصحيفة قال غينادي ميليكيان عضو مجلس مراقبة مصرف "سبير بنك" الروسي العملاق " لا أعتقد ان الأمر سيصل الى حد قطع الاتصال بمنظومة سويفت ولكن إن حصل ذلك فستظهر حتما الكثير من الصعوبات الجدية التي سنتمكن لاحقا من تخطيها". وتحث عنوان الناتو يقترب اكثر من الحدود الروسية ذكرت صحيفة (كوميرسانت) ان قمة الناتو في ويلز مابين 4 و5 شتبر الجاري قد تعتبر روسيا بمثابة الخطر على الحلف. واشارت الصحيفة الى ان التقرير الذي تم اعداده للقمة ( يتألف من 20 صفحة) اعتبر ولأول مرة منذ نهاية الحرب الباردة ، ان روسيا تعتبر بمثابة التهديد والخطر على امن الحلف مبرزة أن هذه الصيغة تتعارض مع الوثيقة الاساسية الموقعة بين الحلف وروسيا في 1997 والتي جاء فيها ان روسيا والحلف لا ينظران الى بعضهما البعض كخصمين وسيسعيان الى تخطي بقايا المواجهة السابقة والتنافس عن طريق تعزيز الثقة المتبادلة والتعاون. وقبل اندلاع الازمة الاوكرانية كان من المفترض ان تعلن قمة الحلف المذكورة ان الخطر الرئيسي يكمن في الارهاب والخطر الالكتروني عبر الانترنيت. وأضافت الصحيفة أن الحلف يعتزم تحقيق تواجد ملموس اكثر بالقرب من الحدود مع روسيا ويخطط الناتو لاقامة خمسة قواعد عسكرية جديدة في شرق اوروبا - داخل اراضي لاتفيا وليتوانيا واستونيا ورومانيا وبولونيا.