دخل سَائقُو ومُراقبُو طرامواي الرباط – سلا، يوم الاثنين وعلى مدى 5 أيّام، إضراباً احتجاجيّاً، عبر حمل شارات حمراء كُتبَت عليها كلمة "احتجاج" باللون الأسود، للتنديد بما وصفوه "الحيف والمعاناة" التي تطال مهنيي الطرام، و"المعاملات غير المنصفة" من طرف شركة " TRASDEV"، المشرفة على وسيلة النقل التي دخلت العدوتَيْن قبل 3 سنوات، اتجاه مستخدميها، وفق تعبيرهم. المعاناة، وفق تصريحات مستخدمي "طرامواي" الرباط-سلا، تتلخص في "ظروف العمل" و"الأجر الذي يبقى متدنيا مقارنة بنفس القطاع في دول العالم سواء العربي أو غيره" و"ساعات العمل الطويلة"، إضافة إلى ما قالوا عنه "انعدام المساواة بين الشغيلة" داخل الشركة ذاتها. كما يتحدث السائقون عن ظروفهم الصحية "المزرية"، والتي تتجلى في "حالات طبية من شلل نصفي أو آلام الرأس المستمر أو آلام القلب"، مشيرين أن الفحوصات الطبية أثبتت أن هذه الأعراض "راجعة إلى كثرة ساعات العمل ومكيف الهواء الداخلي الخاص بمقصورة القيادة..". رشيد بو القنادل، الكاتب العام لتنسيقة مكتب النقابيّين لسائقي ومراقبي الطرامواي الرباط-سلا، قال في تصريح لهسبريس، إن مستخدمي الشركة يدقون ناقوس الخطر بسبب "لا مبالاة الشركة بالملف المطلبي الموضوع قبل ثلاث أشهر ومحاولاتها المستمرة في التماطل والتأجيل"، موضحاً أن المهنيين المحتجين، بصدد تنفيذ خطوتهم الاحتجاجية والتحسيسية الأولى "تليها مواقف سترسم معالمها حسب الظروف القادمة". ويتابع المسؤول في النقابة التابعة للمنظمة الديمقراطية للشغل، قوله إن المهنيين قاموا بجولات استشارية، همّت وزارة التجهيز والنقل ووزارة التشغيل ووزارة الصحة، وولاية الرباط-سلا وعمادتيهما، من أجل "إيصال صوت مستخدمين الطرامواي لكل المسؤولين وتحسيسهم بضرورة أخذ موضوع معاناتهم في إطار الأولويات". من جهة أخرى، عاتب بلاغ صادر عن النقابة، توصلت به هسبريس، إدارة شركة "ترانزديف"، في "عدم وعيها بتلك المعاناة.. ولم تحاول تحريك ساكن من أجل تفعيل الاقتراحات والطلبات"، مضيفا أن الإدارة "بل تمادت، لتبدأ مشوار التماطل، وتنهج سياسة اللامبالاة، بالرغم من علمها الأكيد ووعيها التام بكل معاناة المستخدمين". هسبريس نقلت مطالب النقابيّين لشركة "ترونسديف طرامواي الرباطسلا"، حيث نفى هشام الناوي، المدير التسويقي بالشركة، في اتصال مع الجريدة الالكترونية، عِلمه بأي إضراب أو احتجاج "رسمي" من طرف السائقين والمراقبين، مشيرا أن الشركة تترقب النظر في مطالب هؤلاء، على أن لقاءً داخلياً سيعقد قريبا لننظر في التفاعل مع أي احتجاج، على حد قوله. وعادت نقابة سائقي ومراقبي الطرامواي الرباط-سلا، للحديث عما وصفته ب"المعاملات غير المنصفة" من طرف الشركة المذكورة، مضيفة أن الطرامواي يبقى "معلمة حضرية وخطوة تجارية تدر الأرباح.. يذهب خيرها للشركة وشرها للمستخدمين"، فيما طالبت المسؤولين والواصين على القطاع التدخل "للحد من النزيف، وجبر كسر المستخدمين، ورفع الحيف عنهم وحفظ كرامتهم".