بمناسبة الذكرى الثلاثين لبرنامج مِنَحِ "شيفنينغ"، الذي تشرف عليه الحكومة البريطانية من أجل دعم الطلبة في مختلف أنحاء العالم للدراسة في الجامعات البريطانية، خَصَّ وزير الدولة في الخارجية البريطانية وشؤون الكمنويلت، هوغو سواير، هسبريس بمقال يعرض فيه أهم إنجازات هذه المنحة التي استفاد منها لحد الآن 4300 خريج ينتمون لأزيد من 140 دولة من بينهم 150 طالبا مغربيا درسوا في جامعات مرموقة من بينها أوكسفورد. فيما يلي نص المقال الذي بعث به وزير الدولة البريطاني لهسبريس: "تشيفنينغ" في ذكراها الثلاثين تعمل المملكة المتحدة اليوم أكثر من أي وقت مضى مع شركائها الدوليين من أجل التعامل مع التحديات الي تواجهنا اليوم، من قبيل التغيرات المناخية أو حماية حقوق الإنسان بالنسبة للفئات الضعيفة، والتي لا يمكن التعامل معها إلا في ظل تعاون الدول بينها في ضل هدف مشترك. تنطوي العولمة على كثير من الفرص؛ إذ أن اقتصادا معولما وظهور دول مثل الصين والهند والبرازيل والمكسيك كقوى اقتصادية يعني فرصا اقتصادية وتجارية اكبر، و كذا إمكانية الإنفتاح على هذه الأسواق وخلق الثروة وفرص الشغل حول العالم. وبناء على ذلك يبقى خلق شبكة قوية مكونة من قادة ينتمون لمختلف دروب الحياة وينتمون لأكثر من 140 دولة قيمة مهمة، على ما يبدو، لأية دولة كانت. لقد استضفت مؤخرا حدثا للاحتفال بالذكرى الثلاثين لبرنامج منح تشيفنينغ الذي استفاد منه لحد الأن أكثر من 43000 خريج من كل أرجاء العالم. يوفر هذا البرنامج لأحسن المتخرجين فرصة القدوم إلى المملكة المتحدة والأستفادة من تجربة دراسات عليا بإحدى الجامعات البريطانية. وتمكن هذه التجربة قادة عالم المستقبل من نسج روابط اجتماعية وثقافية وأكاديمية وتجارية دائمة مع المملكة المتحدة قبل العودة لمساراتهم المهنية التي اختاروها في بلدانهم وذلك بذكريات، اتمنى أن تكون جميلة، حول مقامهم وتجربتهم في المملكة المتحدة. لقد استفاد أكثر من 150 طالبا مغربيا لحد الأن من برنامج منح تشيفنينغ؛ بحيث يعودون إلى المغرب مسلحين بالمهارات من أجل سلك حياة مهنية ناجحة والمساهمة في تمتين العلاقات بين شعبينا. لقد مكن برنامج تشيفنينغ هذه السنة المغاربة من الدراسة في أحد أحسن جامعاتنا ، وهي أوكسفورد وإيكستر، وكذا التركيز على مجالات مهمة جدا بالنسبة للمغرب من قبيل التنمية المستدامة، والشؤون البيئية، وحقوق الإنسان، والحكامة الجيدة والشفافية. وفي إطار الإحتفالات بالذكرى الثلاثين، التي أقيمت بتشيفنينغ هاوس، الإقامة الرسمية لوزير الخارجية، كانت لي فرصة تناول الغذاء مع 30 من أحسن خريجي برنامج تشيفنينغ. لقد خلف ذلك لدي شعورا مؤكدا حول نجاح برنامج تشيفنينغ في اختيار وتحديد أولئك الذين قدر لهم أن يقوموا بأشياء عظيمة؛ إذ جلست إلى جانب الوزير الأول الإيسلندي وقبالة وزير الخارجية الروماني، إضافة إلى أخرين، كل منهم يعتبر مؤثرا في مجاله. وإذا كان من المهم إبراز النجاح الذي حققناه إلى اليوم، فإنه يبقى من الأساسي ضمان استمرار ذلك. ولذلك قمت خلال الأسبوع الفارط بتشيفنينغ هاوس بإطلاق تحالف خريجي تشيفنينغ وكذا أول قاعدة بيانات على الإنترنت لكل خريجي برنامج تشيفنينغ لضمان استمرار قوة هذا النسيج الفريد لسنوات قادمة. ولنفس السبب أكد وزير المالية ان عدد منح تشيفنينغ في الدول القابلة للإستفادة من الدعم العام في مجال التنمية سيتضاعف ثلاثة مرات ليصل إلى 1500 برسم السنة الأكاديمية 16/2015 . يشكل ذلك فرصة مهمة ليس فقط لضمان استمرار الوضع الحالي وإنما أيضا توسيع مجال تأثير البرنامج. لقد تمكنت خلال الأسبوع الفارط من تقديم شكري إلى مجموعة النخبة التي تضم المنضمات الشريكة والتي تجني ثمار استثمارها في منح تشيفنينغ وذلك بتطوير قدرات ومهارات قادتها المستقبليين وكذا الإستفادة من هذا النسيج الواسع والغني بالمواهب. لقد افتتح التسجيل برسم السنة الأكاديمية 16/2015 يوم فاتح غشت 2014 ؛ كما أنني اشجع كل الطلبة الموهوبين والمتفوقين، والذين هم بصدد قراءة هذا المقال، بتقيم ترشيحهم للإستفادة من البرنامج. أرحب بكم، كقادة المستقبل، للدراسة في بريطانيا والإنضمام إلى نادي تشيفنينغ الذي ما فتئ يكبر، وكذا العمل معنا لمواجهىة التحديات العالمية التي تواجهنا جميعا وكذا الفرص التي تزداد يوم بعد آخر. *وزير الدولة في وزارة الخارجية البريطانية وشؤون الكمنويلت