تعتزم الفرقة الغنائية "ناس الغيوان" المشاركة في الدورة الخامسة والعشرين لمهرجان المدينة الذي ستحتضنه العاصمة تونس ابتداء من العشرين من الشهر الجاري. وتأتي هذه المشاركة بعد الإقبال الكبير الذي حظي به الشريط الغنائي الأخير للفرقة، والذي حمل عنوان "النحلة شامة"، وقد برزت في هذا العمل لمسات فنية جديدة، سواء على مستوى الإيقاع أو الأداء، وهو ما سمح لفرقة ناس الغيوان أن تضرب عصفورين بحجرة-إذا صح التعبير- حيث استطاعت أن تجعل الجيل الجديد، يستأنس بإنتاجها الفني، هذا الجيل المعروف بميولاته أكثر نحو الإيقاعات الوافدة من الغرب، من قبيل الهيب هوب، كما استطاعت الفرقة من جهة أخرى أن تحافظ على الخيط الرابط بينها وبين عشاقها التقليديين، الذين واكبوا مسيرتها الفنية منذ مطلع السبعينات. "" وفي هذا السياق، أكد المسؤول عن فرقة ناس الغيوان، عمر السيد في أكثر من مناسبة، على أنه كانت هناك محاولات لإقناعهم بالتخلي عن آلاتهم التراثية، وتعويضها بآلات حديثة، مع العناية كذلك بالإنفتاح على الإيقاعات الغربية، غير أنهم رفضوا ذلك، وقاموا في المقابل بتعميق البحث في تراثنا الشعري وإيقاعاتنا الموسيقة، بصورة لا يجعلها تنسلخ عن هويتنا الثقافية، ولا يحكم عليها من جهة أخرى بالجمود والإنغلاق، ولعل الدليل على نجاحها في هذا الرهان الصعب، هو التجاوب الذي حظي به ألبومها الغنائي الأخير مع أجيال مختلفة من مشارب متعددة. وقد وصف عمر السيد في التصريح الذي خصنا به،تلك المحاولات التي تستهدف التشويش على فرقته، بالقول إن "هذه هي سنة الحياة، الفن هو مثل النهر الجاري، هناك من ينهل منه ويشكر، وهناك من يتغوط فيه!"• إن حضور ناس الغيوان في مهرجان المدينة بالعاصمة تونس، ينسجم مع النهج الذي يتبعه منظمو المهرجان، والذي يستند إلى "رؤية ثقافية قوامها تعزيز مكانة الموسيقى الراقية والطرب الأصيل،والتأقلم مع فضاءات المدينة المعمارية والحضارية والعمل على الإرتباط بتاريخها ومعطياتها. شاهد من هنا فيديو كليب النحلة شامة