أُعلن ضمن فعاليات مهرجان ثويزا في دورته العاشرة بطنجة، عن افتتاح مؤسسة محمد شكري بحضور كتاب ونقاد ومبدعين من المغرب وإسبانيا وأمريكا يتزعمهم الكاتب الروائي المصري صنع الله إبراهيم، داخل خيمة نصبت بحدائق مندوبية الثقافة بطنجة. وشارك في افتتاح مؤسسة محمد شكري، يوم الجمعة، مجموعة من الكتاب والنقاد بمداخلات قصيرة انصبت حول الاحتفاء بالمؤسسة بشكل مرتجل وعفوي، حيث تحدث كل كاتب أو ناقد من المكان الذي يوجد به دون التقيد بالبرتوكولات المعهودة في الندوات والملتقيات والمهرجانات الفكرية والإبداعية، وفسر عبد اللطيف بنيحيى رئيس مؤسسة محمد شكري هذا المسعى المقصود بالقول "نرفض البروتوكول لأن محمد شكري كان يرفض البروتوكول والعادات والتقاليد الزائفة ". وأشار بنحيى ضمن تقديم الندوة الاحتفالية إلى أن طنجة عانت سابقا من لدن ما وصفهم ب"الظلاميين" مقترحا أن تتم مقاومة "المشروع الظلامي بالفكر والثقافة "أنا أقول دائما لا يمكن ان نقاوم المشروع الظلامي إلا بالثقافة" يضيف بنيحيى. وأعلن مسير الندوة عن جائزة محمد شكري العالمية والتي ستعرف منافسة مختلف الأعمال الأدبية والسردية للظفر بالجائزة، مؤكدا أن هذه الجائزة "ستكون قيمتها المادية عالية جدا". إلى ذلك قال صنع الله إبراهيم إنه التقى محمد شكري لأول مرة سنة1979 بمدينة فاس رفقة الروائي محمد برادة الذي كان يرأس اتحاد كتاب المغرب آنذاك كما كان برفقتهم كتاب من المغرب من أمثال أحمد المديني وإدريس الناقوري وسعيد علوش. " لقد فاجأني محمد شكري في جموحه وتمرده على كل البروتوكولات والقواعد السخيفة، وهذه كانت مفاجأة جميلة بالنسبة لي في تمرد شكري على كل القواعد والسلوكيات المزيفة وغير الحقيقية، بحيث استمرت العلاقة فيما بيننا والتقينا مرات عديدات بالمغرب والخارج " يقول صنع الله. واعتبر الروائي المصري أن مبادرة تأسيس مؤسسة محمد شكري بمدينة طنجة هي "بادرة مهمة سترسي قواعد في العالم العربي للاعتراف بالمثقفين والكتاب الكبار"، مضيفا أنه "مستعد لتقديم استشارات ومساعدات وكل ما في وسعه أن يعمله لصالح إرساء هذه المؤسسة على أسس مثينة". أما رجاء بومدين والتي أشرفت على ترجمة العديد من مؤلفات محمد شكري من أهمها رواية/ سيرة ذاتية "الخبز الحافي، فقد أشارت في معرض كلمتها، والتي فضلت إلقاءها باللغة الإسبانية، إلى أنها قامت بمجهود جبار في الترجمة وإعادة تصحيح ومراجعة بعض الأخطاء التي وقع فيها بعض مترجمي رواية "الخبز الحافي" إلى اللغة الإسبانية، وهي الآن تعكف على ترجمة رواية "مجنون الورد" للراحل المحتفى به. من جهته استنكر رشيد المومني ما قامت به بعض الجرائد الوطنية والتي حولت المبدع والروائي محمد شكري من كاتب عالمي إلى حكواتي، وطالب بأن " نرقى بمحمد شكري من طابع الحكواتي إلى طابع الإبداع حتى نساهم في جعل محمد شكري في مصاف المثقفين والمبدعين والكتاب الكبار. مسير الندوة، عبد اللطيف بنيحيى، التقط الفكرة وأشار بصريح العبارة إلى "فتحية" خادمة محمد شكري التي رافقته طيلة حياته واستنكاره الشديد لما قامت به من حوار نشر منجما في إحدى الجرائد الوطنية خلال هذا الصيف، وطالب جماعة طنجة بتخصيص ألف درهم شهريا لهذه المرأة. أما الناقد المغربي يحيى بن الوليد، فقد أكد أن محمد شكري لا يزال في حاجة إلى كتابات نقدية عميقة تستند إلى النظريات النقدية الحديثة، "فالكتابة عن الاستعمار والانقلاب عليه عند شكري يحتاج إلى كتابة أكاديمية" يقول بن الوليد. ودعا المتدخل الباحثين والنقاد إلى الاحتفاء الكتابات الأخرى بشمال المغرب ضاربا المثال بروايات محمد أنقار كي " يكون محمد شكري أفقا للتفكير والإبداع بالمغرب". محمد بوخزار، عضو مؤسسة محمد شكري، دعا إلى تأثيث المؤسسة، "ليس بالكراسي والزرابي، ولكن بالبحث على جميع الأشياء التي لها صلة بمحمد شكري من كتابات وصور ومراسلات مع رفاقه، بل حتى بعض الملفات لدى أجهزة الشرطة إن وجدت" يقول بوخزار. وداد بنموسى، عضو اتحاد كتاب المغرب وأمينة المال بالاتحاد، اعتبرت في مداخلتها أن اتحاد كتاب المغرب سيكون شريكا رئيسا لمؤسسة محمد شكري عن طريق عقد شراكة مع المؤسسة لتنظيم ندوات ومشاريع كتب نقدية لكتاب من المغرب أو خارجه، هذا بالإضافة إلى تعزيز مكتبة مؤسسة شكري بكل المطبوعات والمنشورات، وكذا مواصلة العمل الجاد والهادق لتحقيق كل الأهداف المنشودة من أجل التصالح مع الأدب الجاد والرفيع، تورد الشاعرة المغربية.