وجدَ الأمين العامّ لمجلس الجالية المغربية المقيمة بالخارج، عبد الله بوصوف، نفسه وسط احتجاج أفراد من الجالية المغربية المقيمة بالخارج استضافتهم الوزارة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج ضمن لقاء نظّم بالرباط. ما أن شرع بوصوف في إلقاء كلمته، بعد كل من الوزير المنتدب المكلف بالجالية أنيس بيرو، ورئيس الحكومة عبد الإله بنكيران، حتى شرع بعض من أفراد الجالية في الاحتجاج، وطالبه أحدهم بالرحيل، ليردّ بوصوف: "أنا غادي نبقا هنا، واجي انت رحّلني". وقد تدخّل رئيس الحكومة لتهدئة الوضع، ملقيا كلمة مقتضبة، في حين توجّه الأمين العام لمجلس الجالية المغربيّة المقيمة بالخارج بكلام غاضب قال فيها لمهاجميه: "نكرات لا وجود لها على أرض الواقع"، وزاد: "لم يسبق أن التقينا بمثل هذه الوجوه الشرّيرة"، وقد ووجه باحتجاج إضافي. بعد أن وقف حاضرون، وتعالت دعواتهم لمغادرة القاعة، اضطر رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران إلى التوجّه صوب المنصّة، حيث كان بوصوف يلقي كلمته، وسحَبه إلى مقعده بجوار وزراء منتمين إلى الحكومة.. وقال بنكيران، في كلمة تهديئيّة، إنّه يطالب بالصبر، مُراعيا حضور مسؤولة إفريقية، مضيفا: "انتم مغاربة، والأمر يتعلق بصورة المغرب، وعليكم أن تصبروا إذا كان هناك خلال ما يمكن حلّه في أماكن أخرى" ليعود الهدوء إلى القاعة. بعدها تدخّل عبد الله بوصوف من أجل تقديم اعتذار، وقال امام المستضافين من قبل "وزارة بِيرُو" إنّه آسف لردّة فعله، مقدّما اعتذاره للحضور.. وقال، في تصريح لهسبريس: "ما قلته، من وجود وجوه بئيسة، قصدت به فردين على الأكثر، وليس الجميع إنّما معروفان ضمن كل لقاء للجاليّة حضراه بإقدامهما على تكسير الأنشطة وإحداث الفوضى ضمنها". واعتبر عبد الله بوصوف، ضمن نفس التصريح لهسبريس، بإنّ "مثل هذه الامور تتكرّر دون أن تصيبه وحده"، وزاد: "كان لابد من أن يتصدّى أحد ما لما يجري، وأنا أتحمّل مسؤوليتي في ذلك لأن ما قمت به جاء في مواجهة فردين أعرفهم شخصيا وهم لا يمثلون شيئا، أمّا باقي الناس فقد خاطبتهم باسم: البناة، والبناة لا يمكن نعتهم بالوجوه الشريرة". وشهد اللقاء الذي نظمته وزارة الجالية المغربية المقيمة بالخارج، بمناسبة اليوم الوطني للمهاجر، الذي يُحتفى به يوم 10 غشت من كل سنة، "فوضى تنظيمية" منذ البداية بسبب ضيق القاعة التابعة لمقر مؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية لمهن التربية والتكوين.. فبعد انتظار المدعوّين لأكثر من ساعة، وقوفا، حضور رئيس الحكومة وعدد من الوزراء، وجدَ عدد من المدعويين أنفسهم ممنوعين من ولوج فضاء اللقاء بفعل امتلائه عن آخره.. وقد سجّلت مُلاسنات مع الحرّاس الخاصّين الذين أمّنوا الموعد.