انقلب الحفل الرسمي بمناسبة اليوم الوطني للمهاجر الذي حضره رئيس الحكومة والوزير المكلف بالجالية ووزير التجهيز ووزير الجالية بمالي من لقاء الامتنان والعرفان للجيل الاول الى حلبة للسب والشتم وتبادل الاتهامات. فمجرد ما انطلق عبد الله بوصوف رئيس مجلس الجالية في التدخل حتى علت القاعة اصوات تطالب بمحاسبة مجلس الجالية وتقديم الحصيلة، تلك الاصوات رد عليها بوصوف بقوله "الذين يتكلمون نكرة من النكرات ولا وجود لهم في ارض الواقع ومنذ 25 سنة لم نلتق هذه الوجوه البئيسة والشريرة" صفات تلقاها الحاضرون في القاعة بامتعاض شديد وسخط ليقابلوها بعد ذلك بشعارات "ارحل، ارحل" "هذا عيب هذا عار الجالية في خطر"، فيما استطرد رئيس مجلس الجالية قائلا " لن يخوفني احد، اجي رحلني نتا، انا غادي نبقى هنا، لا اخاف من التهديدات والكلمات، فقد قضيت 25 سنة في المهجر ودافعنا عن المهاجرين ولنا منجزات مسجلة يشهد عليها التاريخ". اثر ذلك تدخل عبد الالاه بنكيران في محاولة لتلطيف الاجواء وتهدئة الخواطر واحتواء غضب القاعة مؤكدا انه مهما كان من الوقت فان مغاربة العالم سيمثلون في البرلمان وان الرسائل التي يحاولون تمريرها وصلت، مذكرا ان اللقاء اليوم هو للاحتفاء بالرواد الاوائل من المهاجرين وليس للمشاححة والمشاحنة، على اعتبار ان المهاجرين يجب ان يكونوا اسرة واحدة مثلما يمثلون مع المغاربة في داخل التراب الوطني اسرة واحدة، مضيفا ان سوء فهم مماثل حدث في السنة الماضية ومع ذلك ارتاى رئيس الحكومة البقاء الى النهاية. ورغم ذلك ظلت الاصوات ترد وترد منادية برحيل بوصوف ورفع التحزب عن القطاع الوزاري المكلف بالجالية وضرورة اعتذار رئيس مجلس الجالية وسحب الكلمات التي صدرت منه، مطلب تجاوب معه عبد الله بوصوف الذي قال انه لم يقصد التعميم حين كان يتحدث، ما يوحي انه كان يومئ الى عناصر بعينها. وعادت الاجواء الى حالتها الطبيعية حيث تم بعد ذلك بث شريط يعود بالاذهان الى بدايات الهجرة المغربية نحو اروبا في بحث مضني عن لقمة العيش في مناطق مختلفة في القارة العجوز، حيث روت بعض شهادات الرعيل الاول من المهاجرين ان المغاربة كانوا يجدون صعوبة في السكن والاندماج لعدم التمكن من اللغة وعدم التوفر على المال في البدء لتدبر الاحوال الى حين العثور عن فرص العمل. ووفق البرنامج الذي كان مسطرا تم تقديم سبع شهادات لافراد الجالية الذين هاجروا في السبعينيات حيث بسطوا لمحات من تجربتهم في الديار الاروبية والامريكية، ليعمد بعد ذلك المنظمون الى توزيع اذرع تذكارية على عدد من المهاجرين الاوائل الذين وصفهم رئيس مجلس الجالية بالبناة الذين وضعوا اولى الركائز والاسس، والتي اثمرت اليوم الاحتفال بخمسين سنة من هجرة المغاربة نحو بلجيكا والسنغال. وللاشارة فان فقرة تقديم الشهادات وفقرة التكريم لم تخلوا بدورهما من "تشويش" حسب ما وصفه بنكيران لمرات في هذا اللقاء، حيث كان يؤكد بعض الحاضرين ان الاسماء منتقاة بعناية لحجب حقيقة ما يعانيه المهاجرون مع مجلس الجالية وقمع الوزارة الوصية، مطالبين بمعرفة المخطط التشريعي للحكومة ازاء المهاجرين، وفي احدى اللحظات قام انيس بيرو الى الميكرو ليخاطب احد العناصر "نكملو الحفل ونتكلم معاك ساعات طوال".