أثبتت الفنانة المغربيَّة، منى فتو، من خلال الأدوار الَّتي أدَّتها في شريط "حب في الدارالبيضاء" لعبد القادر لقطع، و"البحث عن زوج امرأتي"، و"وداعا أمهات"، و"نساء ونساء"، و"درب مولاي الشريف"، و"الحي الخلفي"، و"جنان الكرمة"، وغيرها، أنَّها ممثلة ليست عادية، وأنَّ نجمها سيسطع بقوة في السَّاحة الفنيَّة، خصوصًا أنَّها تتمتَّع بموهبةٍ كبيرةٍ جعلتها في مصاف فنانات الصف الأوَّل في المغرب. هذا التألق لم يفارق منى فتو، على الرغم من خوضها لأوَّل في "ياك حنا جيراتن" تجربة "السيتكوم"، الَّتي على الرغم من صعوبتها، نجحت في كسبها، بعد أنّْ ملكت قلوب الجمهور من خلال شخصيَّة "غيتة". ولم يظل هذا الحب حبيس القلوب فقط، إذ سارع عدد من المستخدمين للموقع الاجتماعي "الفايس بوك"، إلى وضع هذه الفنانة المتألِّقة في المرتبة الأولى، كأفضل ممثلة فيما يخص الأعمال الَّتي عرضت في شهر رمضان. ولا ينصب اهتمام الجمهور ووسائل الإعلام بأدوار منى فتو، بل حتَّى بإطلالتها، إذ تتميَّز بأناقةٍ شديدةٍ وباختيارات مناسبة لقوامها. وفي هذا الحوار مع "إيلاف" تتحدَّث منى فتو حول السلسلة الكوميديَّة "ياك حنا جيران"، الذي حظي بإعجاب المشاهدين المغاربة، كما أجابت بكل عفوية على الإنتقادات الموجَّهة للفنانات المغربيَّات بخصوص أدوارهن في مسلسلات عربيَّة، وحول مدى استعداداها لآداء أدوار ساخنة. في استفتاءات شارك فيها بعض مستخدمي "الفايس بوك"، اخترت كأفضل ممثلة بالنسبة للأعمال الَّتي عرضت في رمضان، ما تعليقك؟ هذا بفضل حب الجمهور، فمن المعروف أنَّ "السيتكوم" صعب جدًّا في المغرب، إذ لا ينجح كثيرًا، ولكن إذا كان هناك استحسان من طرف الجمهور فذلك هو المطلوب، وذلك هو الرهان. وكل هذا بفضل الله، قبل كل شيء، وبفضل العمل الجاد لفريق العمل، من ممثلين، ومخرج، ومنتج، وتقنيين، الذين أغتنم هذه المناسبة لأشكرهم على تعاونهم. هل هذه كانت أوَّل تجربة لك في "السيتكوم"؟ وإذا كانت كذلك ما هو تقييمك لها؟ نعم هذه أوَّل تجربة، وأنا كنت دائمًا أتخوف من "السيتكوم"، لأنَّه هناك شعرة رقيقة جدًّا تفصل بين الضحك والميوعة، علمًا أنَّ "السيتكوم" دائمًا يتطرَّق لمواضيع لا يمكن أنّْ نتناولها وتصنف في خانة "التابوهات". لكن ما شجعني على خوض هذه التَّجربة هو أنَّه كان هناك عمل جدي مع مهنيين مائة في المائة، وهذا ما جعلني أقبل العمل، والحمد لله استفدت على جميع المستويات، خصوصًا أنَّ العمل نال رضا الجمهور، وهذا هو الأهم. وربما الشيء الذي لا يعرفه النَّاس، هو أنني أفضِّل الكوميديا على الدراما، على الرغم من أنني لم أشارك كثيرًا في الأعمال الكوميديَّة. ما سر تأقلم منى فتو مع جميع الأدوار الَّتي تعرض عليها؟ الحقيقة أنت قدَّمت الإجابة، فأنا أتأقلم مع جميع الأدوار لأنني أحبها، وأعشقها، وأقتنع بها، وسري هو أنني صارمة في اختياراتي، لا أتنازل، يعني أنني إذا لم يعجبني عمل أو دور لا أقدِّم تنازلات لأحصل عليه. فأنا يجب أنّْ أكون مقتنعةً مائة في المائة، لأنني أقول بأنَّه لدي جمهور يحبني، ويقدرني، ودائمًا ينتظر مني الأحسن، لهذا لا يمكنني أنّْ أخذله، ويجب دائمًا أن أكون عند حسن ظنه. ما رأيك بخصوص الضجَّة الَّتي أثيرت حول مشاهد للفنانات المغربيَّات في الدراما العربيَّة؟ إذا كنت تتحدث عن ما قيل حول الفنانة سناء عكرود، فإنني أرى بأنَّها قامت بدور جميل جدًّا، في فيلم جميل جدًّا، ألا وهو "احكي يا شهرزاد" للمخرج يسري نصر الله، الذي أعتبره ليس مجرد مخرج مصري، بل هو من المخرجين الكبار على المستوى العربي. نصر الله اختار سناء عكرود، وأنا أعتبر ذلك نعم الاختيار، لأنَّها شرفتنا وقدَّمت الدور بطريقة مهنيَّة جدًّا. هل تقبلين آداء أدوار ساخنة؟ دائما هذا السؤال أجيب عليه ببساطة، فأنا أعيش في مجتمع معيَّن، ولدي أعراف وتقاليد لا يمكنني أنّْ أتجاوزها، وكما يقول المثل لكل مقام مقال، فأنا ممثلة مغربيَّة وأسكن وأعيش في هذا البلد، ولدي عائلة ووسط مغربي، وأقوم بأدوار تؤدى في أفلام أميركيَّة، الذين لديهم تقاليد وأعراف أخرى. أنا لست ضد الحريَّة في الفن والإبداع، ودائمًا أقول بأنَّ الإنسان لا يجب أنّْ يخدش المتفرج، لأنَّه أحيانًا قد تكون، حسب ما يسميه آخرون، مشاهد ساخنة، وهي ليست كذلك، بل مشاهد إباحيَّة، والعكس صحيح، إذ يمكن أنّْ تكون المواضيع بسيطة جدًّا، لكن تناولها يصبح معيبًا. وهذا هو الفرق فيما يتعلق بجماليَّة الإبداع، فعندما نقف عند لوحة للجسد، إذا كانت مصوَّرة بطريقة فنيَّة ورائعة لا يظهر لنا بأنَّه ساخن، إذ أنَّ النظرة الَّتي نلقي عليه تكون فنيَّة، وليس جنسيَّة أو نظرة خلاعة. وأنا لست ضد أي فن راق، لكن في حدود أعرافنا وتقاليدنا، والأشياء الَّتي نقتنع بها. وأنا إذا لم أكن مقتنعة بالدور مائة في المائة لا أؤديه، سواء كان ساخنًا أو باردًا. هل سبق أنّْ عرض عليك المشاركة في أعمال غير مغربيَّة؟ لا، لحد الآن لم يقترح علي أي دور في أعمال عربيَّة، وأنا ليس لدي أي موقف من ذلك، إذ أعتبر أنَّ الفن، بشكل عام، ليس لديه وطن. طبعًا، نحن الفنانين المغاربة نعتز بمغاربيتنا وفننا، الذي أصبح في مستوى عال، ويضاهي باقي الدول الأخرى في المهرجانات الدوليَّة، ويظفر بحوائز، ولكن هذا لا يمنع أنّْ يكون لدينا انفتاح على العالم، يعني إذا اقترح علي غدًا المشاركة في عمل عربي، أو أميركي، أو أوروبي، ووجدت أنَّ الدور يناسبني ويعجبني، فإنني سأوافق على آدائه. ما جديد الفنانة منى فتو؟ الجديد موجود، وهناك مفاجآت. أولاً هناك شريط تلفزيوني للقناة الأولى، ومشروع مسلسل للقناة الثانية، إلى جانب مشاريع أخرى سأترك للمشاهد اكتشافها. ما هو الحلم الذي ما زالت تسعين إلى تحقيقه؟ من بين أحلامي، في المجال المهني، هو آداء أدوار في أعمال تاريخيَّة، وهذا يحبطني. في تاريخ المغرب هناك أشياء جميلة جدًّا وأدوار نسائيَّة قويَّة لسيدات تركوا أثرًا متميِّزًا، وأتمنى أنّْ يكون هناك عمل من هذا النوع. طبعًا، أنا دائمًا لدي أحلام، وعلى المستوى العالمي أهم حلم بالنسبة لي هو العمل مع مجموعة من المخرجين العالميين، الذين يثيرون إعجابي كثيرًا، في مقدمتهم المخرج الأميركي المعروف وودي آلان.