بدت السعادة طافحة، مشوبة بغير قليل من الارتباك أيضا، على أسارير رئيس الحكومة المغربية، عبد الإله بنكيران، وزوجته نبيلة بنكيران، وهما يخرجان من السيارة الفخمة المخصصة لهما، قبل أن يسدلا خطواتهما المتعثرة على البساط الأحمر، ليدلفا بعد ذلك باب البيت الأبيض بالعاصمة الأمريكية. بنكيران بدا بحركاته ومشيته المعهودة، حتى في أمريكا لم يغيرها، وربما "خفض" من وتيرة ضحكاته المجلجلة، لكن لباسه ظل كما هو، فبينه وبين الأناقة المطلوبة في مثل هذه المناسبات الدولية الكبرى أمد بعيد، فيما رفيقة حياته ومنار دربه، كما يقول، لم تفارقه قيد أنملة، وظل الاثنان متلاصقين في أغلب فترات تواجدهما بواشنطن. نبيلة نزلت من السيارة هي الأولى، ليستقبلها الموظف المكلف باستقبال الشخصيات، تحت تعليق أحدهم الذي كان يتلو أسماء رئيس الحكومة وحرمه ليمثلا ملك المغرب في القمة الأمريكية الإفريقية الأولى بواشنطن، قبل أن تمد يدها للموظف ويحييها بكل أدب، ثم يتجه لرئيس الحكومة ويسلم عليه بدوره. وفوق البساط بدأ نوع من الارتباك يدب في أوصال بنكيران ونبيلة، وهما يخطوان خطواتهما الأولى لولوج البيت الأبيض، حيث التفت رئيس الحكومة فجأة إلى الخلف ليلقي بالتحية على من حوله، وكذلك فعلت زوجته أيضا، وهما يضعان على صدرهما "بادج" يعرف بهويتهما، ثم ربتت نبيلة برفق على ظهر زوجها ليتقدما في السير. بنكيران وحرمه نبيلة، التي بدت ترتدي جلبابا واسعا أقرب إلى القفطان بلون يميل إلى الوردي، يكاد يتشابه مع لون حزب غريم زوجها، حميد شباط، الأمين العام لحزب الاستقلال، لم يتركا الفرصة تمر وهما يحضران القمة الإفريقية الأمريكية الأولى، التي تختتم فعالياتها اليوم، دون أن يلتقطا صورة مع آل أوباما. وتظهر الصورة التذكارية التي تجمع بين بنكيران وحرمه مع الرئيس الأمريكي أوباما، وزوجته ميشيل، وهما واقفين جميعا بابتسامات عريضة، تفوق فيها بوضوح الزوج الأمريكي على المغربي، وهم اللذان وقفا في طرف الصورة، فيما توسط بنكيران ونبيلة المشهد، سعيدين بهذه الصورة التي لا شك أنهما سيحتفيان بها بشكل خاص في ألبوم صورهما الخاصة. ميشيل أوباما بدت واقفة بطولها الفارع وفستانها الأصفر الفاقع، الذي يظهر جانبا من صدرها وظهرها عاريين، فضلا عن ساقيها النحيلتين، وهي بجانب السيدة نبيلة ذات الطول القصير، وحجابها المفتول على الطريقة التركية، كما يقول بعض الظرفاء، وكانت ترتدي جلبابها "السومو" الذي يشبه القفطان، فيما كانت ابتسامة بنكيران "محتشمة" مقارنة مع سخاء أوباما الذي رسم ابتسامة عريضة على محياه.