ركزت الصحف الأوروبية الصادرة اليوم الاثنين اهتمامها على الوضع في قطاع غزة بعد الموافقة على "هدنة إنسانية " بين إسرائيل وحماس ، وعلى الوضع في ليبيا، وتداعيات حادث سقوط الطائرة الماليزية ، والمشهد السياسي في إسبانيا. ففي ألمانيا كتبت صحيفة (فرانكفورتر أليغماينة تسايتونغ) أن الموافقة على تمديد "الهدنة الإنسانية" بين إسرائيل وحماس، تأتي استجابة لدعوة من وزراء خارجية الولاياتالمتحدةوبريطانياوألمانيا وإيطاليا وتركيا وقطر، في ختام اجتماع لهم حول غزة عقد بباريس. وذكرت الصحيفة أنه رغم إعلان التهدئة ، التي هي أيضا ثمرة جهود من قبل الأممالمتحدة والاتحاد الأوروبي والخطة الطموحة التي اقترحها وزبر الخارجية الأمريكي جون كيري حول وقف إطلاق النار لمدة أسبوع، إلا أن دوي الانفجارات ما زال يسمع في أنحاء القطاع. من جانبها سلطت صحيفة (غينرال أنسايغه) الضوء على مسعى الوساطة الذي يقوم به وزير الخارجية الأمريكي بين الفلسطينيين والإسرائيليين، مبرزة أن واشنطن تراهن على التهدئة في الشرق الأوسط حيث بذلت لهذا الغرض "جهودا جبارة منذ أشهر لإخراج اتفاق سلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين إلى حيز الوجود ، لكن حسن النية لا يكفي لصنع السياسة". أما صحيفة (تاغشبيغل) فعبرت عن تخوفها من احتمال أن "يظل الطريق المؤدي إلى هدنة دائمة بعيد المنال ، وكذا ألا تصل المساعدات الإنسانية لسكان قطاع غزة المحتاجين والذين يعيشون ظروفا قاسية". صحيفة (نوي أوسنايبروكه) من جانبها عبرت عن صدمتها من المشاهد والصور التي تناقلتها وسائل الإعلام من غزة نهاية الأسبوع مشيرة إلى أنه "خلال فترة وقف إطلاق النار المتفق عليه بين الطرفين ، خرج الفلسطينيون من مخابئهم وهم مشدوهين لرؤيتهم الخراب في الشوارع وأصبحوا بدون مأوى لأن منازلهم تحطمت مشددة" في نفس الوقت على ضرورة وقف هذه الحرب المدمرة التي حولت حياة العديدين إلى جحيم وبحث سبل اتفاق سلام. أما في فرنسا، فشكل القتال بين اثنتين من الميليشيات في ليبيا للسيطرة على مطار بنغازي ، والهجوم الإسرائيلي على غزة والتحقيق في تحطم الطائرة الجزائرية المواضيع الرئيسية التي اهتمت بها الصحف الفرنسية. وكتبت صحيفة (ليبيراسيون) أنه منذ وفاة معمر القذافي في أكتوبر 2011، لم تكن ليبيا في هذا الوضع الذي يندر بالخطر ، مشيرة إلى أنه بعد وفاة 36 شخصا يوم أمس الأحد في بنغازي ووفاة 23 عاملا مصريا بطرابلس، وصل الوضع في ليبيا إلى مرحلة حرجة. وذكرت الصحيفة أن مبعوثين خاصين في ليبيا من الجامعة العربية والاتحاد الأوروبي والولاياتالمتحدة، أعربوا عن قلقهم العميق من العنف الذي تشهده البلاد وتداعياته من الناحية الإنسانية. وأضافت الصحيفة أنه خوفا من الهجمات وعمليات الاختطاف، دعت كل من ألمانيا والمملكة المتحدة مواطنيها إلى مغادرة البلاد، مشيرة إلى أن الولاياتالمتحدة قد أجلت موظفيها الدبلوماسيين يوم السبت الماضي. أما صحيفة (لاكروا) فاهتمت من جانبها بالهجوم الإسرائيلي في غزة، مشيرة إلى أنه بعد عشرين يوما من الصراع ، فإن عدد الضحايا يواصل الارتفاع. وأوضحت الصحيفة أن عدد القتلى من الجانبين وصل أمس الأحد، إلى 1100 قتيل من ضمنهم ما يقرب من خمسين جنديا إسرائيليا و1050 فلسطينيا معظمهم من المدنيين، إضافة إلى 6000 إصابة فيما غادر 170 ألف شخص من سكان غزة ، أي ما يقرب من 10 في المائة من السكان ، منازلهم ، مرجحة أن ترتفع هذه الأرقام في أي لحظة، لأنه يبدو أن الجانبين ، تقول الصحيفة " غير قادرين على التوصل إلى اتفاق يضع حدا للقتال من جانبها، أشارت (لو فيغارو) إلى أن المحققين الفرنسيين الذين وصلوا يوم السبت الأخير إلى موقع حادث سقوط الطائرة الجزائرية بشمال مالي، يواصلون عملهم الشاق اعتبارا للصعوبات التي تعترض الفريق في الوصول إلى مكان الحادث. وأضافت الصحيفة أنه تم نقل الصندوقين الأسودين على الفور إلى غاو في شمال مالي، حيث وصل عشرون من عناصر الدرك والشرطة الفرنسيين إضافة إلى فريق من مكتب التحقيقات والتحليل. وفي بلجيكا، شكل الهجوم العسكري الإسرائيلي على قطاع غزة الموضوع الرئيسي الذي تناولته الصحف المحلية. وهكذا وتحت عنوان '' غزة ، الجحيم بين الهدنة والقنابل'' كتبت صحيفة ( لوسوار) أن استئناف القتال بعد الهدنة، يبدو أنه يشكل كابوسا لا نهاية له بالمنسبة للمدنيين الفلسطينيين. وأعربت الصحيفة عن أسفها لكون ''غزة أصبحت حقلا من الخراب'' مشيرة إلى أن ما لا يقل عن 7000 من المباني دمرت وأن الأضرار الناجمة عن الهجوم العسكري الإسرائيلي لا يمكن تصديقها. أما صحيفة (مورغن) فكتبت في تعليقها من خلال مقال على صفحتها الأولى بعنوان '' جيل غزة الضائع" أن ما لا يقل عن 206 طفلا فلسطينيا قتلوا في العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة. من جهتها عبرت (لاديرنيير أور) عن أسفها لكون الهدنة لم يتم احترامها مشيرة إلى أن الفلسطينيين والإسرائيليين حمل بعضهم البعض المسؤولية عن استمرار القتال. نفس الشيء ذهبت إليه صحيفة (لا ليبر بلجيك) ،التي قالت إن الهدنة في الشرق الأوسط لم تكن إلا لمدة قصيرة استغرقت بضع ساعات قبل استئناف القتال بين إسرائيل وحماس وحصد المزيد من الأرواح. وفي بريطانيا، مازالت الصحافة تركز في اهتماماتها على أحدث التطورات في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، والجهود الدولية المبذولة للتوصل إلى هدنة في غزة التي تعاني من القصف الإسرائيلي القاتل منذ ثلاثة أسابيع. صحيفة (الغارديان) أشارت إلى الدعوة التي وجهها مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة من أجل "وقف إطلاق النار لدواع إنسانية وبشكل فوري وغير مشروط " بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس). وأضافت الصحيفة أن الدول ال 15 الأعضاء في مجلس الأمن، الذين اجتمعوا في جلسة طارئة بنيويورك دعوا إسرائيل وحماس إلى "الامتثال الكامل " لوقف إطلاق النار خلال العيد، مؤكدة أن على الأممالمتحدة أن تزيد من الضغط على الطرفين للاتفاق على هدنة دائمة وإنهاء القتال الذي أسفر عن مقتل 1032 فلسطيني و43 جنديا إسرائيليا. من جانبها، أبرزت صحيفة (دايلي تلغراف) رد فعل مجلس الأمن الذي عبر عن قلقه العميق إزاء العدد الكبير من الضحايا الذين سقطوا في غزة ودعا إلى احترام القوانين الإنسانية الدولية المتعلقة بحماية المدنيين. ومع ذلك، تقول الصحيفة ، فإن المندوب الفلسطيني بالأممالمتحدة رياض منصور عبر عن خيبة أمله من موقف مجلس الأمن الذي فشل في إبداء صرامة أكبر مع إسرائيل، وتبني قرار واضح يدين هجوم تل أبيب على الشعب الفلسطيني. وفي السويد واصلت الصحافة التركيز على العدوان الإسرائيلي على غزة ووصف مشاهد الدمار التي تشهده، حيث أكدت صحيفة (داغينس نيهيتر) أن اتفاقا لوقف إطلاق نار مستمر يبدو غير ممكن، خاصة وأن "وقف إطلاق نار إنساني" لم يحترم يوم أمس الأحد. وقالت الصحيفة إن حماس دعت إلى انسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة كشرط أساسي لوقف إطلاق النار الإنساني، مشيرة إلى أن أكثر من 1032 فلسطينيا قتلوا منذ بداية العدوان الإسرائيلي في غزة. وذكرت الصحيفة ذاتها أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما طالب بنزع سلاح الفصائل الفلسطينية للتوصل إلى حل للصراع على المدى الطويل. ونقلت الصحيفة صور الدمار الواسع النطاق للمنازل والبنية التحتية في بلدة بيت حانون، شمال شرق قطاع غزة، مضيفة أن المدينة تبدو كما لو ضربها زلزال. صحيفة (سفنسكا داغبلاديت) ذكرت بأن القصف الإسرائيلي استأنف في شرق مدينة غزة، مضيفة أن ثلاثة فلسطينيين على الأقل قتلوا في اطلاق النار. أما صحيفة (سيندفينكان) فذكرت أن البابا فرانسيس صلى الأحد من أجل لسلام، ودعا إلى وقف إطلاق النار، مضيفة أن البابا أثار معاناة الأطفال بسبب العدوان الإسرائيلي في قطاع غزة. ووصفت الصحيفة مشاهد الدمار في غزة، مشيرة إلى أن 80 في المائة من الفلسطينيين الذين قتلوا كانوا من المدنيين. وفي روسيا واصلت الصحف اهتمامها بتداعيات حادث سقوط الطائرة الماليزية ، حيث أشارت صحيفة (فيدوموستي) إلى أن الولاياتالمتحدة تواصل إصرارها على اتهام روسيا بالوقوف وراء حادث تحطم الطائرة فوق الأراضي الأوكرانية ، حيث يرى دبلوماسيون وخبراء أن هذه التهمة "غير مسبوقة". وأضافت الصحيفة أن وزارة الخارجية الروسية دحضت يوم السبت بشكل قاطع كل هذه الادعاءات ، واتهمت من جانبها سلطات واشنطن بالاعتماد أكثر فأكثر على "الكذب المكشوف" من خلال سياستها الخارجية. وقالت الوزارة أن ، وفقا للصحيفة، إن واشنطن تعتمد لدى وضع سياستها الخارجية على الأوهام المشبعة بالعداء لروسيا المنتشرة في الانترنيت وليس على الوقائع الحقيقية. وقال المحلل السياسي يفغيني مينتشينكو للصحيفة "حتى لو تبين وتأكد أن الجيش الأوكراني هو الذي أسقط الطائرة المدنية المذكورة ستقول واشنطن أن الأمر وقع بسبب النزاع في شرق أوكرانيا الذي تقف وراءه روسيا". صحيفة (نيزافيسمايا غازيتا) من جانبها أشارت إلى أن نائب رئيس وزراء بريطانيا نيك كليغ دعا إلى حرمان روسيا من حق تنظيم بطولة العالم لكرة القدم في 2018 ، موضحة أن ذلك جاء بعد أن اتهم البيت الأبيض روسيا بالضلوع في سقوط الطائرة الماليزية. وأضافت أن تصريح المسؤول البريطاني جاء على الرغم من رفض الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" لمثل هذه الدعوات مشيرة إلى أن كل ذلك يدفع للاعتقاد بأن ظهور كليغ على الساحة الرياضية ليس إلا جزءا من حملة دعائية منظمة ومنسقة مسبقا مع واشنطن. ولم تستبعد الصحيفة أن "يكون هدف الحملة هو تهيئ الرأي العام لمشاركة فعالة أكثر من جانب الولاياتالمتحدة في القتال الدائر في شرق أوكرانيا". وفي نفس السياق ، وفيما يخص ضغط الولاياتالمتحدة على أوروبا لتشديد العقوبات ضد روسيا قالت صحيفة (نوفيه ازفيستيا) أن حملة الضغط الأمريكية بالمقام الاول ، "استهدفت ألمانيا التي بقيت وحتى الأيام الأخيرة تنظر بشكل حذر إلى إصرار واشنطن على فرض عقوبات قاسية ضد روسيا وذلك لأن ألمانيا ستفقد الكثير في مجال التعاون الاقتصادي مع موسكو وفي قطاعات أخرى في حال وافقت على ذلك. وبإسبانيا، اهتمت الصحف بالاجتماع المقرر اليوم الاثنين بين رئيس الحكومة، ماريانو راخوي، والأمين العام الجديد للحزب الاشتراكي العمالي الإسباني، بيدرو سانشيز، والاجتماع الآخر المقرر بعد غد الأربعاء بين راخوي ورئيس إقليم كتالونيا ذي الحكم الذاتي. وهكذا كتبت صحيفة (إلباييس) أن بيدرو سانشيز، الذي أعلن أمس الأحد أمينا عاما جديدا للحزب الاشتراكي العمالي الإسباني، سيقدم اليوم خلال لقائه براخوي الخطوط العريضة للإصلاح الدستوري الذي يقترحه حزبه. وأضافت اليومية أنه يبدو أن راخوي لن يقبل اقتراح سانشيز، الذي سيصر، من ناحية أخرى، على رفض الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني للاستفتاء الكطالوني الذي اقترحه أرتور ماس، مشيرة إلى أن هذا اللقاء الأول سيمكن الزعيمين من تناول عدد من القضايا السياسية الراهنة. وتطرقت (إلباييس)، أيضا، إلى قضية جوردي بويول، الزعيم الكطالوني السابق، الذي أخفى أرصدة مالية وتهرب ضريبي طيلة 34 سنة، والتي ستكون، كذلك، حاضرة ضمن جدول أعمال اجتماع راخوي وماس بعد غد الأربعاء. أما (إلموندو) فكتبت أن بيدرو سانشيز، الزعيم الجديد للاشتراكيين الإسبان ، سيقترح على راخوي تخليق الحياة السياسية بإسبانيا من أجل استعادة ثقة الإسبان في الأحزاب السياسية، مشيرة إلى أن سانشيز سيتبنى سلسلة من الإجراءات لضمان الشفافية في إدارة حزبه. وفي السياق ذاته، أوردت (لا راثون) أن بيدرو سانشيز سيطالب أمام راخوي بإعفاء لإصلاح سوق الشغل. وتعليقا على اجتماع راخوي وماس قالت الصحيفة إن رئيس الحكومة سيشدد على موقف الحكومة الرافض للاستفتاء الذي دعا إلى تنظيمه الزعيم الكتالوني في التاسع من نونبر المقبل، مشيرة إلى أن تدخله سيركز على المسألة الاقتصادية.