اهتمت الصحف الأوربية، الصادرة اليوم الأربعاء، بالتطورات الأخيرة التي يشهدها قطاع غزة جراء العدوان الإسرائيلي، وبموقف روسيا من الأزمة الأوكرانية، خاصة بعد تحطم الطائرة الماليزية، ومصادقة البرلمان الأوكراني على قرار الرئيس الأوكراني بشأن "التعبئة الجزئية"، واجتماع مدريد بين رئيس الحكومة المركزية ماريانو راخوي، ورئيس حكومة إقليم كتالونيا. ففي السويد، أكدت صحيفة (سفنسكا) أن مستشفيات غزة امتلأت عن آخرها بالجرحى وأن الوضع في الأراضي الفلسطينية يزداد تأزما يوميا بعد يوم بينما العدوان الإسرائيلي يدخل أسبوعه الثالث. وكتبت الصحيفة أن أرقام الأممالمتحدة، تشير إلى أن أزيد من مائة ألف فلسطيني فروا من منازلهم وأن 121 طفلا فلسطينيا قتلوا خلال هذا العدوان. وسجلت (افتونبلاديت) أن أكثر من 600 فلسطيني قتلوا منذ بداية العدوان الإسرائيلي في قطاع غزة، ومن الجانب الإسرائيلي 27 جنديا، مضيفة أن الجيش الإسرائيلي قصف 70 هدافا يوم الثلاثاء في قطاع غزة، من بينها خمسة مساجد، وملعب لكرة القدم ونحو 19 من قوارب الصيد الفلسطينية. وفي إيطاليا، وقفت الصحف الرئيسية على الوضع المأساوي في قطاع غزة في أعقاب الهجوم العسكري الإسرائيلي القاتل، مشيرة إلى أن العديد من شركات الطيران قررت تعليق رحلاتها إلى إسرائيل بعد الهجوم. وتحت عنوان "إسرائيل لا هدنة"، ذكرت (المساجيرو) أن القصف الإسرائيلي اليومي تسبب في سقوط العديد من الضحايا في غزة حيث قتل أكثر من 600 فلسطيني وجرح أزيد أربعة آلاف شخص معظمهم من المدنيين. وأكدت الصحيفة أن إسرائيل رفضت نداء الأممالمتحدة لوقف إطلاق النار لخمس ساعات، مبرزة أن المحاولات الدولية متواصلة لإنهاء محنة المدنيين في غزة. وتطرقت باقي الصحف إلى الزيارة التي سيقوم بها وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، اليوم الأربعاء إلى إسرائيل، للبحث عن حل لهذه الأزمة. وفي ألمانيا، فكتبت صحيفة (آشنير تسايتونغ) أن الشارع الألماني شهد خلال الأيام الأخيرة مظاهرات غير متوقعة شاركت فيها أحزاب سياسية وجماعات السلام بسبب العنف "الرهيب" بين إسرائيل والفلسطينيين. من جهتها، كتبت صحيفة (نوردسي- تسايتونغ) أن الأصوات ضد إسرائيل في توسع، مشيرة إلى أن "تحالفا غير متوقع مناهض للصهيونية" تشكل بشكل أو بآخر بين المسلمين وحتى النازيين الجدد والراديكاليين اليساريين ضد إسرائيل ومؤسساتها. أما صحيفة (فيستفاليشن ناخغيشتن) فكتبت أنه "يجب علينا جميعا في ألمانيا توجيه انتقادات حادة لسياسات إسرائيل وهذا أمر طبيعي، لكن ليس تعريض جميع اليهود للإهانة والتهديد والهجوم، فذلك سيكون بمثابة عار على بلادنا، لأنه بعدها لن يتمكن اليهود من العيش في أمن وأمان في البلاد كما هو الشأن بالنسبة للمسيحيين والمسلمين". وبالنسبة لصحيفة (ميتلدويتشه تسايتونغ) فإن "المرء لا يمكنه إلا أن يتفهم الغضب والكراهية التي يبديها الفلسطينيون لإسرائيل التي قصفت منازلهم وقتلت أفرادا من عائلتهم وأصدقائهم، وحملتهم فوق طاقتهم ما طور مشاعر الغضب والكراهية"، لذلك ترى الصحيفة على الجميع أن يقوم بما يوقف هذا الغضب. وتناولت الصحف، من جهة أخرى، الأزمة الأوكرانية حيث كتبت صحيفة (زوددويشن تسايتونغ) أن الحرب بين الجيش الأوكراني والانفصاليين الموالين لروسيا تسببت في هلاك أكثر من 200 مواطن الأوروبي بسبب إطلاق صواريخ مضادة للطائرات في الأجواء الأوكرانية، مشيرة إلى أنه في الوقت الذي ينتظر فيه الجميع أن يقوم وزراء الخارجية الأوروبيين بشيء ملموس ضد الجناة، توفر فرنسا سفينة حربية حديثة لموسكو. وتساءلت الصحيفة عما إذا كان الرئيس فرانسوا هولاند سينفذ هذا المشروع الذي سيكلف فرنسا مليار أورو، وترى أن على الرئيس الفرنسي ألا "يبخس بلاده ويضعها في موقف سخيف". من جانبها، اعتبرت صحيفة (دي فيلت)، أن المواجهة بين الاتحاد الأوروبي وروسيا لا ينبغي أن تتصاعد دون معنى، مؤكدة على ضرورة وجود "استعداد للاستماع إلى بعضنا البعض" وتفعيل "كل قنوات الحوار"، خاصة من قبل الكرملين. وفي بلجيكا، كتبت "لا ليبر بلجيك'' أن الاتحاد الأوروبي لا يمكن أن يقف مكتوف الأيدي بعد إسقاط الطائرة الماليزية في شرق أوكرانيا، وعلى استعداد لمواصلة اتخاذ العقوبات التي تستهدف المصالح الروسية في المجالات المالية والعسكرية والطاقة. ولاحظت الصحيفة أن صعوبة هذا التمرين هو الضغط على موسكو، دون الإفراط في معاقبة الاقتصاد الأوروبي حيث الجزاءات ينبغي أن تقتصر على تجميد الأصول، وتقييد الوصول إلى الأسواق المالية الأوروبية ونقل التكنولوجيا لمجالات الطاقة والدفاع. وتحت عنوان ''الاتحاد الأوروبي يصعد من لهجته قليلا ضد موسكو''، سجلت (لوسوار) أن الاتحاد الأوروبي قد هدد بفرض عقوبات جديدة ضد روسيا، في حالة ما إذا لم تتعاون موسكو لحل الأزمة الأوكرانية. وأكدت الصحيفة أن العقوبات يجب أن تنحصر في المعاملات التجارية والاستثمار في شبه جزيرة القرم وسيفاستوبول. وفي فرنسا، اهتمت الصحف بموقف روسيا من الأزمة الأوكرانية خاصة بعد تحطم الطائرة الماليزية، حيث تحدثت صحيفة (لاكروا) في هذا الصدد عن احتمال تشديد العقوبات ضد موسكو بعد هذا الحادث، مشيرة إلى أن الاتحاد الأوروبي، الشريك التجاري الرئيسي لروسيا، قام لحد الآن بتوسيع العقوبات لتشمل شركات وشخصيات متورطة بشكل مباشر في السياسة الروسية بأوكرانيا. وأضافت الصحيفة أن عددا من العواصم تمارس ضغطا من أجل تبني إجراءات من الدرجة الثالثة كفيلة بإلحاق الضرر بالاقتصاد الروسي وعزله على المستوى المالي والصناعي والتكنولوجي. من جهتها، كتبت صحيفة (لوموند) انه حتى إذا كان يجهل مصدر الصاروخ الذي أسقط الطائرة الماليزية فان موسكو لديها ورقة يتعين لعبها، معتبرة في هذا السياق أنه بإمكان روسيا استخدام تأثيرها على الانفصاليين بشرق اوكرانيا حيث سقطت الطائرة من اجل تسهيل التحقيق. وأشارت إلى أنه كان يتعين التهديد بعقوبات أمريكية مشددة وتصويت بمجلس الأمن، وتعبئة أروبية حتى يقوم بوتين بمبادرة. أما صحيفة (ليبراسيون)، فقالت إن بوتين يغير لهجته بخصوص أوكرانيا، مضيفة أن الرئيس الروسي أكد أنه سيعمل كل ما في وسعه من أجل ضمان إجراء تحقيق شامل وشفاف حول سبب سقوط الطائرة الماليزية، بما في ذلك استخدام تأثيره على الانفصاليين المتهمين بتعطيل الأبحاث، مبرزة أنه يبدو أن هناك إشارات على تغيير الانفصاليين لموقفهم. وركزت الصحف الهولندية على قرار رئيس الوزراء الهولندي الذي أعلن الأربعاء يوم حداد وطني على ضحايا الطائرة الماليزية التي سقطت في شرق أوكرانيا. وأشارت صحيفة (نيرس) إلى أن طائرتين ستحطان اليوم الأربعاء في مطار ايندهوفن وعلى متنهما جثث بعض الضحايا، موضحة أن تحديد هوية هؤلاء يمكن أن يستغرق عدة أسابيع. من جانبها، انتقدت (دي فولكس كرانت) سلوك بعض الصحفيين الأجانب الذين ذهبوا إلى حد تفتيش الأغراض الشخصية للضحايا في موقع الحادث. ونشرت الصحيفة تصريحات بعض الصحفيين الذين شهدوا على هذا السلوك الذي تسبب في الاحتجاج عبر شبكات التواصل الاجتماعي. وفي روسيا، تطرقت الصحف إلى مصادقة البرلمان الأوكراني، أمس الثلاثاء، على قرار الرئيس الأوكراني بيوتر بوروشينكو بشأن "التعبئة الجزئية" الذي قد يشمل عشرات آلاف الأشخاص، حيث سيتم إرسال العديد منهم إلى مقاطعتي دونيتسك ولوغانسك. ونقلت صحيفة (نيزافيسيمايا غازيتا) عن مصادر أوكرانية أنه قد يتم استدعاء أكثر من 60 ألف شخص لديهم تخصصات عسكرية. وخلافا للمرحلتين السابقتين من التعبئة، تضمن الحكومة هذه المرة توفير الوسائل الحديثة للدفاع عن النفس والأسلحة والموارد المادية. واعتبرت صحيفة (موسكوفسكي كومسوموليتس) من جهتها أن الهدف الرئيسي من الموجة الحالية للتعبئة هو تناوب العسكريين. صحيفة (كوميرسانت) استطلعت آراء الخبراء الأوكرانيين، مشيرة إلى أن الموجة الجديدة من التعبئة تدل على انتصار "حزب الحرب" في الدائرة المحيطة بالرئيس الأوكراني بيوتر بوروشينكو، الذي يعارض فكرة الهدنة وتقديم أية تنازلات لقوات المقاومة الشعبية في دونيتسك ولوغانسك. وقال المحلل السياسي الأوكراني ميخائيل بوغريبينسكي إن "بوروشينكو يتعرض لضغوط من قبل ممثلي حزب "باتكيفشينا" (الوطن) الذين يشغلون مناصب أساسية في الحكومة، ومن قبل "الأوليغارشيين الذين يكسبون الأموال من الحرب ويستغلونها لتعزيز مواقفهم"، ومن مثقفي كييف "الوطنيين" الذين أشعلوا فتيل الميدان. وأبرزت الصحيفة أن هؤلاء يعتبرون النزاع في جنوب - شرق أوكرانيا فرصة تاريخية لتعزيز الدولة الأوكرانية و"الانفصال عن روسيا بشكل نهائي". وبإسبانيا تركز اهتمام الصحف حول اجتماع يوم 30 يوليوز الجاري بمدريد بين رئيس الحكومة المركزية ماريانو راخوي، ورئيس حكومة إقليم كتالونيا، ذي الحكم الذاتي، أرتور ماس، وأثره على الأجندة السياسية للبلاد. وهكذا، أوردت صحيفة (إلموندو) أن راخوي سيناقش "رد الدولة" مع أبرز أحزاب المعارضة، الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني، على التحدي السيادي الكتالوني قبل لقاء أرتور ماس، مشيرة إلى أن راخوي سيعرب في هذا الاجتماع، عن موقف الحكومة المركزية الحازم بخصوص الاستفتاء الذي دعا إليه الزعيم الكتالوني يوم 9 نونبر المقبل. وأضافت اليومية أن ماريانو راخوي، وفي إطار هذه الاستراتيجية، سيجتمع يومين قبل ذلك (28 يوليوز) بالأمين العام الجديد للحزب الاشتراكي العمالي الإسباني بيدرو سانشيز بغية وضع خطوط الرد على ماس. وفي السياق ذاته، كتبت صحيفة (لا راثون) أنه قبل لقائه مع ماس، سيلتقي راخوي بالعاهل الإسباني الملك فيليبي لبحث القضية الكتالونية. وأضافت اليومية أن رئيس الحكومة المركزية يرغب في إطلاع العاهل الإسباني وزعيم الحزب الاشتراكي على محتوى الرد على الخطة السيادية الكتالونية قبل أن يجدد الرفض القاطع لحكومته لإجراء الاستفتاء. من جهتها، كتبت صحيفة (إلباييس) أن حكومة إقليم كتالونيا أوضحت مقدما أن اجتماع راخوي وماس سيناقش الاستفتاء حول استقلال هذه المنطقة الواقعة شمال شرق إسبانيا.