اعتبرت صحيفة (الجارديان) البريطانية عام 2014 المنصرم ، العام الأكثر تحديا وإثارة بالنسبة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين منذ توليه مقاليد الحكم في روسيا قبل 15 عاما. وقالت الصحيفة – في تقرير بثته على موقعها الإلكتروني اليوم الخميس – إن عام 2014 كان من المفترض أن يكون بمثابة ترسيخ لمكانة اعتماد روسيا على الساحة الدولية ، حيث شهد العام استضافة روسيا للأولمبياد الشتوية وقمة مجموعة الثماني في مدينة سوتشي ، ولكن الأمور انقلبت رأسا على عقب ، حيث انتهى العام باستبعاد روسيا من مجموعة الثماني ، وفرض الاتحاد الأوربي والولايات المتحدة عقوبات على موسكو عقب ضمها لشبه جزيرة القرم ، واتهامها بالضلوع في الحرب الدائرة في شرق أوكرانيا. وأضافت أن روسيا استعدت منذ سنوات لاستضافة الأولمبياد الشتوية، حيث إعتبرها بوتين بمثابة تتويج لرئاسته، وفرصة لإثبات أن بلاده بإمكانها استضافة أحداث عالمية كبيرة. ورصدت الصحيفة الأحداث الجسام التي أثرت سلبا على روسيا ، بدءا من ضم روسيا لشبه جزيرة القرم وقت اجراء استفتاء شعبي احتجت عليه الحكومة الأوكرانية ووصفته بأنه "غير مقبول" ، ومرورا بأحداث العنف والقتال التي لا تزال مشتعلة في شرق أوكرانيا بين القوات الأوكرانية وبين متظاهرين يطالبون بالانفصال عن أوكرانيا ، واتهام روسيا بدعم هؤلاء الانفصاليين. ولفتت إلى حادث اسقاط طائرة البوينج الماليزية الذي وقع في شهر يوليو الماضي فوق الأراضي الأوكرانية ، حيث جرى الحديث عن تعرضها لصاروخ أطلقته منظومة (بوك) الروسية المضادة للطائرات ، التي أمدت به روسيا الانفصاليين هناك ، بيد أنه لم يتمكن أحد من إثبات التهمة على المنظومة الصاروخية الروسية. وتوقعت الجارديان أن يكون عام 2015 بالنسبة لأوكرانيا العام الذي سيسعى فيه الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو وبرلمانه الجديد المنتخب الي إثبات أن كل هذه الفوضى والاضطرابات وسفك الدماء لم تنجم عن شيء ، مشيرة إلى صعوبة التحديات التي تنتظر أوكرانيا في ظل وجود اقتتال دائر في شرق البلاد ووجود أزمة اقتصادية وشيكة وخروج الشعب الأوكراني أكثر من أي وقت مضى إلى الشوارع لطلب العدالة. بينما توقعت أن يشهد العام الجاري ، بالنسبة لروسيا ، تكيف الشعب الروسي مع الروبل الذي انخفضت قيمته إلى مستويات قياسية مقابل الدولار ، عقب العقوبات الغربية وانخفاض أسعار النفط ، كما توقعت أن يشهد عام 2015 محافظة بوتين على شعبيته المرتفعة.