واصلت الصحف المغاربية ، الصادرة اليوم الأربعاء ، التطرق للوضع في غرداية بجنوبالجزائر، والملف الانتخابي ومستجدات الوضع السياسي بتونس، فضلا عن العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة. ففي الجزائر، اهتمت الصحف بالتحول الذي عرفته قضية أزمة غرداية (600 كلم جنوب العاصمة) على خلفية تجدد أعمال العنف ذات الطابع الطائفي بين ميزابيين ومالكيين. وأوردت الصحف أن السلطة تمكنت من انتزاع التزام بالتهدئة من طرفي النزاع في غرداية بعد جولات من اللقاءات التي عقدها الكاتب العام لوزارة الداخلية مع أعضاء من المجلس المالكي، ممثل عرب غرداية ومجلس باعبد الرحمن الكرتي الذي يمثل الميزابيين، مشيرة إلى أن الاتفاق جاء كمرحلة أولى تبدأ بعدها مفاوضات جديدة لوضع حل نهائي للأزمة. وقالت (الخبر) - نقلا عن متتبعين - إن "هذا يعتبر كأكبر إنجاز يمكن للسلطات أن تحققه في غرداية في ظل الأوضاع الحالية"، موردة تصريحا لمسؤول من من ولاية غرداية جاء فيه أن "ما تم تحقيقه في الميدان أمر مهم للغاية، وأن يقف ممثلو المجتمع من الطرفين أمام الكاميرات ويصرحوا علنا بأنهم مع التهدئة ومع السلم والأمن، هي خطوة مهمة للغاية في طريق إعادة الأمن والاستقرار لمدينة غرداية". ونسبت صحيفة (النهار) لمنسق المجلس المالكي تصريحا قال فيه إن البيان الصادر بشأن اتفاق الهدنة "يحمل في مضمونه تأكيدا من ممثلي المجتمع المالكي في غرداية عل نبذ العنف والاتفاق على تفعيل الهدنة بين الطرفين في انتظار أن تسير الأمور نحو الأحسن". من جهة أخرى، تابعت الصحف ردود الفعل إزاء منع السلطات عقد ندوة لتنسيقية (الحريات والانتقال الديمقراطي) بالعاصمة، ناشرة بيانا للتنسيقية صدر امس اعتبرت فيه أن "التصرفات اللامسؤولة للسلطة ممثلة في قرار ولاية الجزائر برفض الترخيص للندوة، تصرف متكرر يضرب مصداقية القرار السياسي في الجزائر ويفتح المجال أمام اختيار أساليب ووسائل أخرى للنضال السياسي قد تخرج عن نطاق السلمية، ويدفع نحو المجهول". وخاطبت التنسيقية "الرأي العام الجزائري بأنها ستواصل نضالها السلمي من أجل تثبيت الحريات في الجزائر، وترسيخ قيم الديمقراطية والاعتراف بالرأي الآخر، وتدعو السلطة إلى مواكبة التحولات، والتجسيد الحقيقي لخطابها المتضمن ترسيخ الحريات والإصلاحات بما يرقي الحياة السياسية بدون إقصاء ولا انتقائية". وذكرت (الفجر) أن التنسيقية ستشرع في تنظيم وقفات احتجاجية قريبا، تنديدا بتعسف الإدارة بعد رفض منحها رخصة تنظيم الندوات، مؤكدة عزمها مواصلة عملها في إطار الندوات الموضوعاتية التي تعقدها، فيما قرر حزب جيل جديد "متابعة مصالح ولاية الجزائر قضائيا لذات السبب". وتوقفت (صوت الأحرار) عند الدخول الاجتماعي المقبل. وكتبت أنه "مع قرب انتهاء شهر رمضان، بدأ الجدل السياسي في العودة بعد هدنة رمضانية وصيفية، مما يعني أن الدخول الاجتماعي والسياسي سوف يشهد إعادة فتح ملفات تعديل الدستور ودور المؤسسة العسكرية في الحياة السياسية وغيرها من الملفات الكبرى التي لا بد من البت فيها لأنها قد لا تحتمل المزيد من التأجيل". واهتمت الصحف التونسية، على الخصوص ، بالملف الانتخابي ومستجدات الوضع السياسي. وفي هذا السياق، أشارت صحيفة (الصباح) إلى أن مجلس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات قرر ، بعد اجتماع رئيسها شفيق صرصار مع رؤساء وقيادات الأحزاب السياسية خلال جلسة الحوار الوطني، تمديد فترة التسجيل بأسبوع واحد فقط، أي إلى غاية 29 يوليوز . ونقلت الصحيفة عن صرصار قوله إن قرار التمديد (بهدف تسجيل الناخبين الجدد) جاء نتيجة حرص الهيئة على تمكين مختلف فئات المجتمع من حقهم في الانتخاب. وكتبت صحيفة (الشروق) في افتتاحيتها أن "التونسيين مدعوون اليوم إلى جولة مكابدة وصبر حتى يصلوا إلى مسك مصيرهم بأيديهم... هم مدعوون إلى التبصر من أجل أن تفرز الانتخابات القادمة مشهدا شفافا يعكس إرادة الشعب التونسي من خلال أغلبية حقيقية وليست هلامية... وللوصول إلى هذه الأهداف مطلوب من التونسي ممارسة حقه في التسجيل والتصويت وعدم الاكتراث بأي شكل من أشكال الدعاية". من جهة ثانية، ذكرت صحيفة (المغرب) أن 23 حزبا تونسيا وقعت على ميثاق شرف انتخابي من أجل "ضمان عملية انتخابية نزيهة وديمقراطية ونبذ العنف والصراعات والحفاظ على السلم الأهلي"، مضيفة أن الميثاق ينص على جملة من البنود الأخلاقية التي تنظم العملية الانتخابية، أهمها "التزام الأطراف السياسية المصادقة عليه برفضها لكل أشكال العنف، والعمل على إرساء علاقات سياسية سلمية خلال المسار الانتخابي، ومنع التشويه والتحريض على الكراهية والتكفير والاتهام بالخيانة والإرهاب والعمالة، ومنع استغلال النفوذ والموارد العمومية". ونقلت صحيفة (الضمير) عن رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات شفيق صرصار قوله ، في تصريح عقب حفل التوقيع ، أن لهذا الميثاق أربع دلالات ورسائل تتمثل في "فشل العمليات الإرهابية والتأكيد على الوحدة الوطنية، ثانيا مواصلة بناء الصرح الديمقراطي، ثالثا وجود علاقة تشارك بين المجتمع المدني والسياسيين والدولة مبنية على الثقة، رابعا وجود إرادة لتخليق السياسة". وشكل العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة الموضوع الأبرز الذي تناولته الصحف الموريتانية. وفي هذا السياق، تطرقت الصحف إلى المسيرة التي تعد لها فعاليات من مختلف الطيف السياسي والنقابي والجمعوي في موريتانيا، مساء اليوم الأربعاء، تضامنا مع أهالي غزة وتنديدا بالعدوان الإسرائيلي الغاشم، وهي المبادرة التي ترعاها نقابتا الصحفيين الموريتانيين والمحامين. كما أشارت إلى دعوة مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ الموريتاني (الغرفة الثانية للبرلمان) الهيئات البرلمانية العالمية إلى القيام بدورها في "حماية الإنسانية المهدورة والمنتهكة في غزة، وممارسة أقصى ما تستطيع من أجل إيقاف العدوان في أسرع وقت، والعمل على محاسبة المتورطين فيه". في هذا الصدد، كتبت صحيفة (بلادي) أن غزة تعيش منذ ثلاثة أسابيع تحت قصف متواصل لقوات الاحتلال الإسرائيلي أسفر عن مقتل المئات وجرح الآلاف من المواطنين العزل لاسيما من الأطفال والنساء والمسنين وقصف المستشفيات وتدمير عدد لا يحصى من المنازل والأحياء. وقالت إنه رغم حجم الخسائر حافظ الغزاويون على رباطة جأشهم وواصلوا صمودهم ببسالة في وجه الآلة التدميرية الإسرائيلية ونجحوا في قتل ثلاثين جنديا إسرائيليا وجرح العشرات منهم، مضيفة "إننا بعيدون كل البعد عن حرب متكافئة .هناك جيش يعد من أقوى الجيوش في العالم، وهناك في الجهة الأخرى ساكنة تعاني منذ سنين من حصار ظالم وتعيش منذ عقود في ظل احتلال بغيض". وفي الشأن المحلي، تطرقت الصحف إلى تعزيز موريتانيا أسطولها الجوي ،أمس الثلاثاء، بطائرة من نوع (مبراير- 145) تتسع لخمسين راكبا، وستتولى مهمة القيام بالرحلات الداخلية وبعض الرحلات الإقليمية تجاه لاس بالماس ودكار وبانجول والدار البيضاء وأبيدجان وباماكو وكوناكري. كما توقفت عند استقبال الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز لوزير البيئة والمياه والصرف الصحي في مالي الذي أطلعه على القرارات التي اتخذها مجلس وزراء منظمة استثمار نهر السنغال التي يرأس ولد عبد العزيز حاليا مؤتمر رؤساء دولها وحكوماتها.