اعتذر الناشط الحقوقي وأستاذ الحقوق والعلوم السياسية، عبد العزيز النويضي، عن قبول وسام جوقة الشرف الفرنسيLa légion d'Honneur ، بسبب ما اعتبره موقفا سلبيا للرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، إزاء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والذي خلف مئات القتلى وآلاف الجرحى. وعزا النويضي رفضه لوسام الرشف الفرنسي، ضمن رسالة وجهها إلى السفير الفرنسي بالرباط، وتوصلت بها هسبريس، إلى "تضامن الرئيس فرانسوا هولاند مع الحكومة الإسرائيلية في عدوانها على الشعب الفلسطيني في غزة، وبسبب منع التضامن السلمي بباريس مع ضحايا هذا العدوان". وكان الناشط الحقوقي قد تم استدعاؤه لحضور حفل تسليمه وسام جوقة الشرف الفرنسي Raphael TRAPP مساء 3 يونيو الماضي بمقر إقامة السفير الفرنسي، وحضور 50 شخصا من أصدقائه لحفل يقام بالمناسبة، غير أن الحفل تم تأجيله لظروف طارئة إلى الخريف المقبل. وشدد النويضي، في ثنايا رسالته للسفير الفرنسي، على أن الانسجام مع مبادئ حقوق الإنسان والقانون الدولي عموما، ومع التزامات فرنسا الدولية بموجب ميثاق الأممالمتحدة ومعاهدات جنيف ومعاهدة روما حول المحكمة الجنائية الدولية، كان يقتضي إحالة القادة السياسيين والعسكريين الإسرائيليين على المحكمة الجنائية الدولية". وقال أستاذ الحقوق والعلوم السياسية إنه كان الأجدر محاكمة هؤلاء القادة السياسيين والعسكريين الإسرائيليين، "بسبب تخطيطهم وقيادتهم لحرب عدوانية ارتكبت فيها جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، بدلا من التضامن معهم وتشجيعهم على المضي قدما في جرائمهم بالحديث عن "حق الحكومة الإسرائيلية في اتخاذ جميع التدابير لحماية سكانها في مواجهة التهديدات". ولم يفت الناشط الحقوقي المغربي أن يؤكد أن اعتذاره عن قبول الوسام الفرنسي، لا يمس أبدا بعلاقات الصداقة والمودة التي تربطه مع العديد من الأساتذة والمناضلين والحقوقيين ورجال ونساء القانون والقضاء والمواطنين الفرنسيين، الذين يمثلون بالنسبة إليه الشعب الفرنسي في أحسن حالاته" وفق تعبير رسالة النويضي. وكان الرئيس الفرنسي قد أعرب، منذ أيام قليلة، في اتصال هاتفي مع رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتانياهو، عن تضامنه معه بخصوص إطلاق حركة حماس للصواريخ من قطاع غزة على الأراضي الإسرائيلية، وهو الموقف الذي أثار استياء العديد من الجهات داخل وخارج فرنسا.