في الوقت الذي خرجتْ شعوبُ كثير من البلدان، في مختلف بقاع العالم، إلى الشوارع للاحتجاج والتنديد بالجرائم التي ترتكبها إسرائيل في حقّ فلسطينيي قطاع غزّة، والتي أوْدتْ بحياة أكثر من 600 شخص لحدّ الآن، اختار مركز "أمازيغي" أن يَسبح ضدّ التيار، مُعلنا تنديده بالمقاومة التي تُبديها حركة "حماس" تجاه العدوان الإسرائيلي، وتضامَنه، في المقابل، مع إسرائيل. المركز "الأمازيغي"، الذي يحمل اسم "مركز تينزرت للتنمية والحوار"، والذي يوجد مقره بجماعة تغجيجت بكلميم، ذهبَ إلى حدّ وصْف عمل المقاومة الفلسطينية ب"الاستهداف المُقيت والدنيء للشعب الاسرائيلي الشقيق والدولة الاسرائيلية من قبل قوى الارهاب والغدر والتطرف، وبعض الانظمة العربية المتهالكة المتواطئة مع حركة الارهاب الفلسطيني "حماس". ولمْ يتوقّف المركز عند وصف حركة المقاومة الإسلامية حماس ب"الارهابية"، بل تعدّاه إلى وصف المقاومة الفلسطينية ب"المليشيات القاتلة المدعومة من قبل إيران وقطر وتركيا، والتي تمارس الوحشية والعنف الممنهج". وفي الوقت الذي ترتكب إسرائيل مجازر جماعية في حق أهل غزّة، وتدكّ طائراتها الحربية البيوت فوق رؤوسهم، فإنّ "مركز تينزرت للتنمية والحوار"، حاوَل قلْب الحقائق، مُعبّرا عن "تنديده، وبشدة، بما تعرض له أبناء الشعب الإسرائيلي من تقتيل بكل ما تحمله الكلمة من معنى بعد خطف أطفال من قبل قوى الغدر والإرهاب". وتابع أصحاب المركز في بيانهم، الذي يبْدو أنّه لقيَ صدى طيّبا لدى إسرائيل، إذْ أعاد نشره موقع "إسرائيل بالعربية"، (تابع) هجومه على حركة المقاومة الإسلامية حماس، مُتهما إياها ب"استغلال المدنيين الفلسطينيين كدروع بشرية، واستعمال دُور العبادة ومدارس وكالة الأممالمتحدة لغوث اللاجئين كمخازن للأسلحة، واستعمال أسطح البنايات المدنية والمدارس كمنصات لإطلاق الصواريخ". وحمَل البيان الصادر عن المركز ثلاثة مطالب، أحدها مُوجّه إلى الدولة المغربية، ومنظمات حقوق الإنسان في المغرب، يطالبها فيها بالتدخّل وإعلان حركتيْ المقاومة الفلسطينية حماسَ والجهاد الإسلامي، "تنظيميْن إرهابيين"، كما طالب المركزُ الأممالمتحدة بنزع أسلحة الحركتين، اللتين وصفهما ب"الحركات الإرهابية الفلسطينية"؛ أمّا المطلب الثالث، فيتمثل في الدعوة إلى "الوقف الفوري للممارسات الإرهابية في حق أبناء الشعب الفلسطيني". وفيما تعذّر أخذ رأي القائمين على المركز، لعدم ردّهم على رسالة عبر صفحة المركز على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، حفلتْ التعليقات القليلة على البيان، المنشورة في الصفحة، بانتقادات حادّة لموقف المركز، إذْ كتب أحدهم تعليقا قال فيه "اللهم أسألك أن تنتقم من هؤلاء (...)، واتكلموا غير على أنفسكم يا أيها المتصهينين"، فيما علّق آخر "ستُحشرون مع من تُحبّون"، ووصفَ معلّق آخر القائمين على المركز ب"المتصهينين".