لم يُصدّق الغزّي "أنور ساق الله" أنّه نجا بأعجوبة من القصف الإسرائيلي الذي استهدف شقة سكنية تجاور منزله، إذ تطايرت شظايا الصواريخ التي أطلقتها الطائرات الحربية في كل ركن وزاوية. وأصيبت طفلته وزوجته بجروح طفيفة، غير أن الصدمة كما يقول لوكالة الأناضول، تمثلت في قصف الشقة السكنية التي تعود لعائلة الحلاق دون تحذير أو أي سابق إنذار. وتابع:" يقوم الجيش الإسرائيلي هاتفيا، بإخبار العائلة المستهدفة أنه سيتم قصف بيتها، فتقوم بالإخلاء خلال 10 دقائق، وتُخبر الجيران بذلك، لكن هذا لم يحدث مع عائلة الحلاق، التي تناثرت أشلاء أجساد أفرادها، وتعرض المكان لتدمير واسع". وقتل 5 من عائلة الحلاق مساء أمس الأحد، في قصف استهدف إحدى الشقق السكنية غرب مدينة غزة، فيما قتل 3 آخرون جراء تعرضهم لشظايا الصواريخ التي تطايرت في أرجاء المكان (من بين ال"8" أربعة أطفال). ودأب الجيش الإسرائيلي منذ بدء العملية العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة، على الاتصال بالبيوت المستهدفة، قبل قصفها بدقائق، بهدف تمكين سكانها على إخلائها. لكن الجيش شن خلال الأيام الثلاثة الماضية، الكثير من الغارات دون تحذير سكانها. وتتسبب هذه الغارات المفاجئة، بمقتل وجرح العشرات، بينهم أطفال ونساء. وعلى سبيل المثال، قتل الجيش الإسرائيلي فجر اليوم الاثنين 9 من أفراد عائلة صيام في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، من بينهم 5 أطفال، في قصف منزلهم في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة. كما قصف منزلا يعود لعائلة أبو جامع شرق خانيونس جنوبي قطاع غزة، ما أسفر عن مقتل 25 شخصا. ومساء أمس الأحد قتل 3 أفراد من عائلة الشاعر في قصف استهدف منزلهم في خانوينس جنوبي قطاع غزة. وفي يوم السبت، قتل الجيش 4 من عائلة زويدي شرق بيت حانون شمال قطاع غزة في قصف مدفعي استهدف منزلهم، (الأب والأم وطفليهما) . كما قتل 8 من عائلة أبو جراد في قصف مدفعي استهدف منزلهم في بيت حانون شمال قطاع غزة، من بينهم 4 أطفال. وتؤكد مراسلة الأناضول للأنباء، وجود صعوبة في رصد الغارات التي تستهدف المنازل، بسبب كثافتها، وتواصلها على مدار الساعة. ويقول الجيش الإسرائيلي إنّه يستهدف منازل عائلات تنتمي لفصائل المقاومة، وفي مقدمتها حركتي المقاومة الإسلامية "حماس" و"الجهاد الإسلامي". ووفق أرقام أولية لمراكز حقوقية فلسطينية فإن إسرائيل قصفت أكثر من ثلاثين عائلة بأكملها منذ بدء العدوان المتواصل على قطاع غزة، لليوم الخامس عشر على التوالي. ويقول شهود عيان لوكالة الأناضول إنّ الطائرات الإسرائيلية الحربية، قصفت العديد من البيوت دون أي سابق إنذار، وألقت الصواريخ الحربية على من بداخلها. ويصف "أحمد الزعانين" "25" عاما أحد الناجين من قصف استهدف عائلة "زيادة وسط قاع غزة، وتسبب بمقتل 3 أفراد منها ما يجري بالمجزرة. وتابع:" تشن الطائرات الحربية غاراتها، على المنزل المستهدف ويتم تدميره بالكامل، دون أي إنذار، لا نسمع سوى الصراخ، ولا نرى سوى الجثث المحروقة". ومنذ بدء العملية العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة، لا يكاد يمر يوم إلا وتقوم الطائرات الحربية باستهداف عائلات بأكملها. ويقول رامي عبده، رئيس المرصد الأورمتوسطي لحقوق الإنسان (منظمة حقوق إنسان أوربية شرق أوسطية، مركزها جنيف بسويسرا)، إن استهداف العائلات في قطاع غزة، دون أي سابق إنذار أو تحذير يشكل انتهاكا صارخا لكل الأعراف والقوانين الدولية والإنسانية. وقال عبده، في حديث لوكالة الأناضول إن إسرائيل تتعمد استهداف العائلات، وإبادتها بشكل كامل. وتابع:" قتل أي مدني، جريمة، وعندما يتم استهداف العائلات بدون تحذير، وقصفها على من بداخلها كما جرى لكثير من العائلات، يعد انتهاكا صارخا، يستدعي محاكمة دولية على ما ترتكبه إسرائيل من جرائم وانتهاكات". ويشن سلاح الجو الإسرائيلي، منذ يوم 7 يوليو الجاري، غارات مكثفة على أنحاء متفرقة في قطاع غزة، في عملية عسكرية أطلقت عليها إسرائيل اسم "الجرف الصامد"، تسببت حتى اليوم الاثنين، بمقتل 509 مواطن، وإصابة نحو 3 آلاف آخرين. وتسببت الغارات العنيفة والكثيفة على مناطق متفرقة من قطاع غزة بتدمير 1100 وحدة سكنية بشكل كلي، وتضرر 18300 بشكل جزئي، وفق إحصائية أولية لوزارة الأشغال العامة في الحكومة الفلسطينية. *وكالة أنباء الأناضول