لم يشفع اعتذار المذيعة المصرية، أماني الخياط، ولا القناة التي تعمل بها "أون تي في"، للمغرب قيادة وشعبا، بعد ما صدر عنها أخيرا في برنامجها الصباحي من تصريحات واتهامات إزاء المملكة، لدى الجالية المغربية في مصر، التي بادرت إلى رفع دعوى قضائية ضد المذيعة بتهمة "سب وقذف ملك وشعب المغرب". وتقدمت رابطة الجالية المغربية الاجتماعية، اليوم السبت، ببلاغ للنائب العام المصري، المستشار هشام بركات، ضد الإعلامية أماني الخياط، بتهمة سب وقذف ملك وشعب المغرب، عبر ما أوردته في برنامجها التلفزي يوم الأربعاء الماضي. واعتبرت الجمعية التي تمثل جالية المغرب في بلاد النيل أن ما صدر عن المذيعة بفضائية "أون تي في" يعتبر "سبا وقذفا واتهامات باطلة، في حق كل الشعب المغربي، وأيضا إهانة الملك بأقبح الألفاظ، التي لا تليق ببلد عريق كالمغرب". ووسمت الدعوى القضائية للجالية المغربية بمصر، وفق ما نشرته وكالة أنباء ONA التابعة لقناة أون تي في، المذيعة أماني الخياط بأنها "جاهلة" بأدبيات مهنة الإعلام والصحافة، وبأن ما قامت به "لا يمت بصلة من قريب أو بعيد بحرية الرأي والتعبير". ولم يفت مقدمو البلاغ إلى النائب العام المصري أن يلتمسوا منه العمل على "سرعة التحقيق في هذه النازلة، مطالبين أيضا باتخاذ "الإجراءات اللازمة مع الإعلامية أماني الخياط، فيما وجهته من اتهامات لملك وشعب المغرب" وفق ديباجة الدعوى القضائية. وفي سياق ذي صلة، قدمت قنوات "أون تي في"، أمس الجمعة، اعتذارها بشكل رسمي لدولة المغرب، وقالت في بيان رسمي إنها "تحترم وتقدر الشعب المغربي العظيم والشعوب العربية كافة"، مبرزة أن "هذا البيان أقل اعتذار ورد حق للشعب المغربي الشقيق". وأبدت القناة ذاتها رفضها "للمساس بما يقترب من قريب أو بعيد بالشعوب، وخصوصًا الأشقاء العرب كافة، وفي القلب منه الشعب المغربي الشقيق الذي يكن له كل المصريين وإدارة قنوات "أون تي في"، وكل العاملين بها كل التقدير والاحترام"، وفق تعبير البيان. وكانت أماني الخياط قد تحدثت، في حلقة يوم الأربعاء من برنامجها "صباح أون"، عن الدور الملتبس الذي لعبه المغرب إبان الثورات العربية من خلال إبرام صفقة بين الملك والإسلاميين، قبل أن تتطرق إلى اقتصاد المغرب واعتماده بشكل كبير على أنشطة الدعارة"، وهي الاتهامات التي أثارت جدلا واسعا، وغضبا عارما لدى المغاربة. وتلت تصريحات المذيعة المصرية موجة من الاعتذارات للمغرب قيادة وشعبا، بدأتها الإعلامية نفسها، ومالك القناة، رجل الأعمال نجيب ساويرس، قبل أن يدخل على الخط مسؤولون مصريون، منهم السفير المصري بالرباط الذي شدد على ضرورة عدم تكرار ما حدث، ووزير الخارجية المصري الذي أبدى رفضه للإساءة للمغرب.