انتهت زيارة وفد الفيفا لدولة قطر والتي أسماها البعض مدينة قطر وذلك لصغر حجمها مقارنة مع التظاهرة المونديالية الكبيرة التي تجلب انظار ستة ملايير من الجماهير حول العالم كل أربع سنوات. امتازت الزيارة بوعود قطرية لبناء ملاعب أقل ما يقال عنها أنها مدن رياضية من فئة خمس نجوم، حيث لأول مرة في التاريخ ستبني قطر ملاعب مكيفة باستغلالها للطاقة الشمسية وذلك بتخفيض درجة الحرارة الخارجية للنصف تقريبا لتصبح في حدود 27 درجة. كما عرض المنظمون التصاميم الخارجية للملاعب بأشكال معمارية فريدة حيث ستكون كل من ملاعب الخور، الوكرة والشمال على أشكال صدفة بحرية وواحة ومركب شراعي على التوالي والمستوحاة من التراث العربي بالخليج. أما كامل الجزء الخارجي من ملعب الريان فسيكون على شكل "شاشة عملاقة" ليظهر لقطات مباريات أخرى، الأخبار وإعلانات تجارية ، بينما ستصبح واجهة ملعب الغرافة الموجود حاليا بالدوحة ملوّنة بألوان جميع البلدان التي ستخوض نهائيات كأس العالم. وهذا بالاضافة للبنية التحتية القوية لقطر التي تبرز في بناء عدد كبير من الفنادق والطرقات بل ووعدت قطر ببناء خط للسكك الحديدية يربط كل الملاعب التي سينظم بها المونديال. طبعا لايمكن نكران قدرة قطر على بناء ما وعدت به، إلا أنه لا يمكن أن نقلل أو نستضعف منافسيها أستراليا، اليابان وكوريا الجنوبية واللذان سبقا أن نظما كأس العالم سنة 2002 باحترافية قل نظيرها، بالإضافة إلى الملفات المرشحة ل2018 و 2022 وهي الولاياتالمتحدة ، إنجلترا، روسيا، والملفات المشتركة لهولندا وبلجيكا، ثم إسبانيا والبرتغال، أي أن بعد معرفة المنظم ل 2018 ستصبح ثمانية ملفات مرشحة لمونديال 2022. إن ما يعلمه رجال الفيفا و لى رأسهم رئيس الإتحاد الآسيوي لكرة القدم القطري محمد بن همام أن الفوز بالتنظيم لا يعتمد بالاساس في قدرة البلد على التنظيم بل في القدرة على جلب الأصوات، وهو العائق الذي منع المغرب من التنظيم في أربع مناسبات، وطبعا لجلب أصوات العالم فلا يمكن إنكار حاجة بن همام لتأييد الجماهير والجامعات الكروية العربية، فهل سيساند المغرب وسائر الدول العربية وخاصة مصر التي سيصوت عضوها بالفيفا هاني أبو رضا لصالح الملف القطري؟ إن سئلت أي شخص غير عربي فسيظن أن كل العرب مساندون لقطر لكن عكس ذلك فالجماهير العربية لا زالت لم تنسى الحرمان الذي عاشته في كأس العالم الأخير من قناة الجزيرة الرياضية. أما من ناحية أخرى فإن الملف القطري يواجه في هذه الأيام حملة شديدة من طرف إسرائيل والتي تتخوف من حرمان أو إضطهاد الدول ولجماهير العربية من ولوج مشجعيها لأراضيهم، فإسرائيل باستطاعتها التأثير سلبيا على عضو الولاياتالمتحدة والأعضاء الأوروبين التسعة باستثنائنا للعضو التركي، كما أن كوريا واليابان ستصوت على ملفاتها والتايلند أقرب ما تكون من كوريا واليابان، بل حتى نيجيريا وساحل العاج والكاميرون تميل تصريحاتهم للملفات الأوروبية، وقد تميل باقي الدول الأمريكية الخمس مساندتها لملف الولاياتالمتحدة في حالة عدم فوزه بتنظيم 2018 او الإسباني-البرتغالي نظرا للتقارب الثقافي بينهم ولا تميل أي من الأصوات للجانب القطري إلا صوت قطر بالإضافة إلى تركيا ومصر هذا إن لم تدر مصر وجهها كما ذكرت سابقا، كما لاحظت أيظا استقطاب اليابان لشركة أديداس كشريك رسمي لها، وأيضا طيران الإمارات لن تدعم الملف القطري المدعوم من طرف القطرية للطيران باعتبارها المنافس الأكبر لها في الشرق الأوسط،ويكفي معرفة أن سوني يابانية وكيا-هيونداي كورية وكوكاكولا أمريكية ودعم فيزا للملف الانجليزي وهذه الشركات الستة واحدة من الشركاء الرسميين للفيفا أي أنه يستحيل إستبعاد تأثيرها على جوزيف بلاتير الذي حول عالم كرة القدم إلى عالم البزنس، أم أنها تأمل في حدوث معجزة كما أمل المغرب مرات عدة. أنا لا أكره القطريين ولو كنت محايدالاخترت التصويت للملف القطري بما يحمله من مشاريع جديدة ستبهر العالم بمونديال أكثر من خيالي، لكن أرى نفسي إنسانا واقعيا وأفضل فوز الملفات الأوروبية نظرا لتأثيرها الإيجابي على المغرب بعدة طرق غير مباشرة. [email protected]